(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية

(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية

27 فبراير 2016
+ الخط -


وصلت عائلة ميسي بالكامل إلى برشلونة في 15 فبراير/ شباط 2011، وحدد البرسا موعداً بعدها بأسبوعين للتوقيع على كل الاتفاقيات، ولكنه لم يعرض منذ يوم الوصول دفع تكاليف علاج ليو، ولكن عضو مجلس الإدارة جوان لاكويفا قرر صرف ما يقترب من ألفي يورو من جانبه للتكفل بجرعات الفتى الأولى في إسبانيا.

وقع ميسي أول عقد له ومدته عامان مع برشلونة في الأول من مارس/ آذار 2001.. خلال أولى الحصص التدريبية لم يكن يتلقى الكرة كثيراً، فيما كان بعض اللاعبين يظنون أنه لا توجد حاجة لحمايته بشكل مبالغ فيه، شعر في البداية كأنه دخيل، ولكنه في نفس الوقت كان يدرك ضرورة دفع ثمن لكي يحصل على القبول، لقد بدأ يفهم كيف تجري الحياة فعمره كان 13 عاماً.. مرت الأيام وتغيرت الأمور ونجح في الاندماج بعدما أثبت مهارته ولكن مرة أخرى الأمور لا يجب أن تكون بهذه السهولة.

تأخر حصول ميسي على بطاقة الانتقال الدولية ولم يتمكن من خوض مباريات رسمية مع فريق فئته العمرية، حيث كان لديه تصريح فقط للمشاركة في الدوري الإقليمي الكتالوني والوديات، هذا بخلاف أن رودولفو بوريل مدرب الفريق كان يفضل عدم الإسراف في استخدامه احتراماً لقاعدة غير مكتوبة بعدم المساس بقوام فريقه الذي كان يقدم مستويات متميزة للغاية.

كانت أبرز الفرص أمام ميسي لإظهار نفسه بصورة أكبر هي تلك البطولة الودية التي طلب بوريل المشاركة فيها وكانت أمام فرق أكبر عمرياً بعامين تقام في مدينة بونتينيا البرتغالية بمشاركة فرق محلية وآخر فرنسي وغيره ألماني، حيث تمكن الأرجنتيني من المشاركة لعدم كونها بطولة رسمية وأنهى المنافسات مع البرسا في المركز الثالث من أصل ثمانية فرق.

استمر تأخر البطاقة الدولية وقرر بوريل على ضوء هذا السماح لفريق الفئة العمرية الأقل تحت إدارة تشافي يورينس بالاستفادة من ليو، حيث قال المدرب الأخير في تقريره الأول عن ميسي "إنه مارادونا صغير.. جسد ضئيل ومهارة وسرعة فائقة".

لعب ميسي مباراته الأولى مع برشلونة عقب حصوله على تصريح مؤقت من الاتحاد الكتالوني لكرة القدم وهو يرتدي القميص رقم 9 حيث سجل واحدا من أصل ثلاثة أهداف أحرزها فريقه ولكنه تعرض في المباراة التالية لإصابة خطيرة.

مرت ثلاثة أشهر حتى تمكن ميسي من العودة لدخول المستطيل الأخضر ولكنه خلال تلك الفترة كان يذهب بالعكازين لمشاهدة التدريبات، حيث يقول تشافي يورينز حول هذا الأمر "لم نكن نحتاج لنشجعه لأنه كان قوياً".

استمر سوء الحظ حيث تعرض ميسي في يونيو/ حزيران وبعد أسبوع واحد من تعافيه لإصابة في أربطة الكاحل الأيسر أثناء نزوله على الدرج.. ثلاثة أسابيع أخرى دون لعب.. بعد نهاية هذا الموسم الأسود بالنسبة لليو كان قد قضى أربعة أشهر مع النادي الكتالوني لم يخض فيها سوى مباراتين رسميتين ومع فريق أقل من تصنيفه العمري.. هذا الصيف قررت العائلة العودة لروساريو لقضاء العطلة وداخل ذهن خورخي يتردد سؤال واحد "هل ما نحن فيه يستحق المعاناة؟".

ذلك السؤال لم يكن من فراغ لأن خورخى ميسي يحاول الحفاظ على عائلته كما أن برشلونة لم يسدد المبالغ التي وعد بها أو عمل على تذليل الإجراءات البيروقراطية، كان يشعر بنحو من الهجر بعد توقيع العقد.. لقد وصلت الأمور إلى أن كتب خطابا لرئيس النادي جوان جاسبارت، نشرته صحيفة (الباييس) بعد ذلك بسنوات وقال فيه حرفيا "وضعي أنا وعائلتي خطير للغاية، لم نتمكن سوى من الصمود ماليا حتى نهاية الشهر الجاري، يجب أن يبدأ سريان الاتفاقيات الموقع عليها، لا يوجد حتى وسيط يخبرني ما هي الخطوات المقبلة".

إضافة لهذا كانت والدة ميسي قد اتخذت قرارا بالبقاء في روساريو مع شقيقي ميسي رودريغو وماتياس؛ لأن كلاً منهما كانت له رفيقة عاطفية في الأرجنتين ولم يتأقلما على الحياة في برشلونة، إلى جانب الابنة الصغرى ماريسول، وتركت لخورخى وميسي مسألة اتخاذ القرار بخصوص ما الذي سيفعلانه: هل سيعودان لبرشلونة أم سيبقيان مع العائلة؟

يتذكر خورخى تلك الفترة وكيف ترك لابنه حرية اتخاذ القرار حينما عادت العائلة لروساريو لقضاء العطلة حيث صرح في برنامج (انفورمي روبنسون) التلفزيوني "سألته عن رأيه وقلت له إذا ما كنت ترغب في العودة سنعود وأجابني بأن حلمه هو اللعب في برشلونة ودوري الدرجة الأولى الإسباني".

خلال تلك الفترة كان ليو على وشك الانتقال لريال مدريد، فبرشلونة في نفس صيف 2001 شهد بعض التغييرات الإدارية التي تضمنت تعيين خابيير بيريز فارجيل في منصب المدير العام، حيث لم يرق له عقد ليو بالمرة وكل المبالغ الموضوعة فيه، لذا بدأت إعادة التفاوض بخصوص شروط جديدة.

اقترح النادي جلوس كل من كانوا طرفا في الصفقة على طاولة المفاوضات بداية من جوزيب مينجيلا حتى أعضاء مجلس الإدارة المعنيين والمحامين ولكن تمسك كل طرف بموقفه لدرجة أن أحد أعضاء مجلس الإدارة قال "ولكن من يعتقد نفسه هذا الفتى؟ مارادونا؟ لننهي عقده وليعود من حيث جاء إلى الأرجنتين".

كان يبدو أن المفاوضات توقفت تماما، وعلى الجانب الآخر كان المدير الرياضي لريال مدريد خورخي فالدانو يؤكد استعداد النادي الملكي لدفع كل ما تحتاجه العائلة وما يزيد عليه ولكنه في نفس الوقت لا يرغب الدخول في حرب مع برشلونة على ليو، كل ما كان يحتاجه هو فسخ التعاقد بين الطرفين حتى يأتي وينهي الأمور.. لم يكن عرضا رسميا من الريال في الحقيقة بل وعوداً ولكن خورخى استخدم الأمر كورقة للضغط في أحد الاجتماعات الطويلة "أعتقد أننا سنذهب لمدريد".

اضطرت كل الأطراف في النهاية للقيام بتنازلات وتم التوصل لاتفاق ولكن أثناء هذه العملية تضررت الكثير من العلاقات حيث اكتشف خورخي ميسي أن بعض الأشخاص الذين وثق بهم قاموا بخداعه بل وأن بعضهم حصلوا على عمولات وربما تكون هذه اللحظة التي قرر فيها أن يكون هو وهو فقط وكيل ابنه مستقبلا.

اقرأ أيضاً
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً

دلالات

المساهمون