قتلى بسيارة مفخخة بدير الزور ومعارك متواصلة بريف اللاذقية

17 مايو 2014
من معارك جبهة الساحل في مارس/آذار (رضوان الحمصي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

سقط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى، اليوم السبت، جراء انفجار سيارة مفخخة أمام مقر كتيبة تابعة لـ "الجيش الحر" في ريف دير الزور، شرق البلاد. يأتي هذا في وقت يشهد فيه ريف اللاذقية معارك بين كتائب المعارضة وقوات النظام، بالتوازي مع اشتباكات مدينة حلب، التي تتعرض لقصف جوي.

وأفادت وكالة "سمارت" المعارضة، بوقوع انفجار سيارة مفخخة أمام مقر كتيبة "بشائر النصر"، وسط مدينة العشارة بريف دير الزور، ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى.

وكان ناشطون سوريون قد ذكروا، أمس الجمعة، أن أحد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) فجر سيارة مفخخة قرب مقر لواء تابع لـ"الجيش الحر"، ما أودى بحياة أربعة مدنيين ومقاتل من اللواء، فضلاً عن سقوط عشرة جرحى آخرين.

وشهدت مدينة دير الزور، خلال اليومين الماضيين، محاولات لإيقاف الصراع الممتد منذ أكثر من أربعة أشهر، بين (داعش) وكتائب إسلامية أخرى، أبرزها "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية"، والذي خلف عشرات القتلى والجرحى.

وفي حمص وسط البلاد، قال مراسل شبكة "شام" المعارضة، لـ "العربي الجديد"، إن قوات النظام تقصف حي الوعر بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة، مشيراً إلى أن الحي المحاصر يضم نحو نصف مليون مدني، وكذلك تتعرض مدينة الحولة بريف المحافظة، إلى قصف بالدبابات والمدفعية الثقيلة من حاجزي مؤسسة المياه وقرمص التابعين، لقوات النظام.

في غضون ذلك، تواصلت معارك الكر والفر بين قوات النظام المدعومة بقوات من "جيش الدفاع الوطني" (الشبيحة)، وكتائب المعارضة المسلحة في ريف اللاذقية، وسط قصف عنيف تتعرض له المنطقة.

وأفاد الناشط الإعلامي، هاشم حاج بكري، أن كتائب المعارضة أفشلت محاولة لقوات النظام بالتقدم نحو مدينة كسب، موقعة قتلى وجرحى في صفوفها، بعد معارك وقعت بين الطرفين، في محيط قمتي تشالما والـ 45، مضيفاً أن مقاتلي المعارضة استهدفوا بصواريخ "غراد"، مقرّات لقوات النظام في قرية وادي قنديل، ما أسفر عن سقوط قتيلين وثلاثة جرحى.

من جهته، أكد عضو الغرفة الإعلامية الموحدة لمعركة "الأنفال"، تامر أكر، لـ "العربي الجديد"، أنه تم "تفجير أربع دبابات للنظام، ومدفعين وخمس سيارات وآليتين خلال اليومين الماضيين"، مشيراً إلى أن "القصف اليومي على مدينة كسب بالمدفعية والبوارج الحربية والصواريخ العنقودية، أدى إلى اشتعال الحرائق في الغابات المنتشرة في المنطقة، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة في البنى التحتية".

بموازاة ذلك، تتواصل المعارك بين قوات النظام وكتائب المعارضة المسلحة في حلب، وسط أنباء عن تغلغل الجيش النظامي في حي كرم الطراب، وقال الصحفي، أمين البنا، لـ "العربي الجديد"، إن الحي يعتبر "موقعاً متقدّماً في الأحياء الشرقية لمدينة حلب"، والتي تسيطر عليها كتائب المعارضة. وأضاف البنا أن الاشتباكات "وقعت في عدد من أحياء حلب"، اليوم السبت، مشيراً إلى "اندلاع حريق في منطقة القصر البلدي الذي تتمركز فيه قوات النظام، بعد استهداف جيش المجاهدين المنطقة بمدفع من طراز جهنم".

في المقابل، قتل مدني وجرح عدد آخر، جراء إلقاء الطيران المروحي السوري برميلين متفجرين على حي السكن الشبابي، في حين شن الطيران الحربي غارتين على حي الكلاسة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وتواصل فرق الانقاذ انتشالهم من تحت الأنقاض.

من جهتها، قالت الوكالة السورية للأنباء إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة "أوقعت أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين، وتصدت لآخرين حاولوا التسلل إلى المناطق الآمنة في مدينة حلب، ودمرت أسلحة وذخيرة بحوزتهم".

اعتقال مشتبهين في فرنسا

من جهة أخرى، أعلن مصدر قضائي فرنسي، يوم السبت، أن سبعة اشخاص اعتقلوا في ستراسبورغ للاشتباه في أنهم ذهبوا إلى سورية للمشاركة بـ"أعمال جهادية"، وأوقفوا على ذمة التحقيق.

وجرت عملية الاعتقال الثلاثاء الماضي في حي "لا مينو" الشعبي، جنوبي ستراسبورغ، في إطار تحقيق قضائي.

وأحيل الموقوفون يوم أمس الجمعة، إلى قاضية تحقيق في باريس وجهت إليهم تهمة "تشكيل عصابة على علاقة بمشروع إرهابي".

وعقب توجيه التهمة، قرر قاض متخصص "وضع المتهمين في التوقيف الاحتياطي، بناءً على طلب النيابة".

وينتمي الموقوفون، الذين ذهبوا إلى سورية في ديسمبر/كانون الأول 2013، إلى مجموعة من عشرة أشخاص من الحي نفسه. وأثار مقتل شقيقين من المجموعة في سورية بداية السنة حملة ضد "التعبئة الجهادية".

وتوجه الشبان الموقوفون إلى سورية بحجة تمضية إجازة" وعادوا أواخر مارس/آذار.

وقال مصدر قضائي فرنسي، لوكالة "فرانس برس" إنهم "مشبوهون بالالتحاق بمعسكر للتدريب، فقد ظهروا كثيراً على الانترنت وأقاموا على الأرجح اتصالات بفرع للتجنيد".

وكان السجل العدلي لخمسة من المشبوهين نظيفاً، فيما حكم على الاثنين الآخرين في السابق بمخالفات سير أو السرقة.

وقال مصدر قريب من الملف، رفض الكشف عن اسمه، إن "التحقيق القضائي يستهدف أيضاًرجلاً في الـ29 من عمره، هو مراد فارس، الذي تعتبره الأجهزة الفرنسية وسيلة مهمة لتجنيد الفرنسيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما زال في سورية".

وأضاف المصدر أن "نحو 780 شخصاً يعيشون في فرنسا انضموا في سورية إلى صفوف المجموعات الجهادية، هم في طريقهم إلى هذا البلد أو عادوا منه".

وتتخوف أجهزة الاستخبارات الغربية من أن يرتكب بعض الجهاديين لدى عودتهم أعمالاً إرهابية في فرنسا.