فيلم "فلسطين ستيريو": تراب فلسطين ينتصر على الهجرة

19 نوفمبر 2014
ملصق فيلم "فلسطين ستيريو" (العربي الجديد)
+ الخط -
عرض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ36 فيلم "فلسطين ستيريو" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الدائر بين حلم الهجرة والتعلّق بتراب فلسطين.

وكشف المخرج الفلسطيني في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ جهات عديدة ساهمت في إنتاج الفيلم، منها صندوق الاستثمار الفلسطيني، ووزارة الثقافة الفلسطينية، وبدعم من تونس وفرنسا والنرويج والإمارات وسويسرا وإيطاليا. وأكّد أنّ صعوبات واجهته أثناء تصوير بعض المشاهد على حدود الاحتلال، إضافة إلى ظروف العمل تحت الخطر. إذ جرى تصوير الفيلم في أكثر من 25 موقعاً بين مدن ومخيّمات في مدينة رام الله.

وعمّا قيل بعد عرض الفيلم، من أنه يرى هجرة الفلسطينيين حلاً نهائياً للتخلص من أزماتهم، قال رشيد: "لم أقصد ذلك، وإن كان هذا الحلم هو حلم الكثير من الفلسطينيين الآن، لأنّهم تعبوا من العيش تحت سطوة الاحتلال الصهيوني. فالبعض قد يعتبر أنّ لا إمكانية للبقاء في ظلّ سلب الحريات بهذا الشكل المميت، لكنّنا نعود في الفيلم ونؤكّد أنّ التعلّق بتراب فلسطين ينتصر في النهاية، فمفهوم الهجرة الذي طرحه الفيلم ما هو إلا رمز عام للحالة الفلسطينية".

وأشار مشهراوي إلى أنّ معظم أفلامه سياسية، لأنّ الحياة في فلسطين باتت "معجونة" بالسياسة: "حتّى الحياة العاطفية نفسها تدخل في السياسة. فإذا أراد شاب على سبيل المثال مقابلة فتاة هناك أماكن لا يذهبان إليها، وهناك عدو صهيوني منتشر في كافة الأرجاء".

وعن إمكانية الإبداع ضمن هذه الأجواء قال: "لا، أنتم مخطئون. فهذه الأجواء تخلق قمّة الإبداع، وللعلم نحن لا نقدّم كلّ ما هو موجود في الواقع الفلسطيني. لأنّ السينما لو لم تحتوِ على بعض المتعة والتشويق فقدت الهدف منها وفقدت قيمتها".

وأضاف: "جزءٌ من حربنا ضدّ العدو الصهيوني يكون بالفن، ورغم ما يفعلونه بنا لا زلنا ننتج سينما ونصوّر ونضحك، فالفنّ هو هويّتنا، فهل يستطيعون سلب هويّتنا الفنية؟! بالطبع لا، فهي هوية لا يستطيعون احتلالها".

يُذكر أنّ فيلم "فلسطين ستيريو" تدور أحداثه بين مخيّم جنين ورام الله، ويتحدّث عن مواجهة الاحتلال والفساد من خلال قصّة الشقيقين "ميلاد" الملقّب بـ"ستيريو"، و"سامي"، اللذين يقرّران العمل في تأجير وتشغيل معدّات الصوت (دي جي) في المناسبات كوسيلة لتوفير المال بغرض الهجرة من مخيّم جنين إلى كندا.

الأخ الأكبر "ستيريو"، صاحب فكرة الهجرة، توقّف عن الغناء في الأعراس بعد استشهاد زوجته خلال قصف الاحتلال الإسرائيلي لبيته. يقيم بعدها في خيمة قريبة من ركام البيت مع شقيقه سامي الذي فقد حاستي السمع والنطق في القصف نفسه، وألغى مشروع الزواج من حبيبته ليلى، ليضمن استمرارية مشروع الهجرة.

يسير الفيلم في خطّين دراميين متوازيين، بين تقديم الأخوين خدماتهما إلى الأعراس والمؤتمرات والتظاهرات، وبين ليلى التي تحمل شخصيتها رمزيّة وطنية مباشرة، إذ تحاول ثني حبيبها عن الهجرة. ويبلغ الفيلم ذروته حين يضع "ستيريو" قائمة تسعيرات لخدماته، فيجد نفسه يتاجر بالقضية، وتحديداً عندما يفكّر في تسعيرة لذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا.
المساهمون