عيلام: نتنياهو يوظف "الخطر الايراني" لأهداف سياسية

عيلام: نتنياهو يوظف "الخطر الايراني" لأهداف سياسية

08 مايو 2014
نتنياهو وسوزان رايس في القدس المحتلة أمس (الأناضول/getty)
+ الخط -

تلقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، صفعة قوية صباح اليوم الخميس مع إعلان المدير العام لوكالة الطاقة الذرية الإسرائيلية السابق، عوزي عيلام، أن الأول يوظف الملف النووي الإيراني لخدمة مصالحه السياسية والحزبية، وأن إيران لن تكون قادرة على بناء وصنع قنبلة ذرية قبل عشر سنوات على الأقل؛ تصريحات من شأنها أن تنسف كل الادعاءات الإسرائيلية المناهضة لتوقيع اتفاق دائم بين الغرب وإيران، لا يضمن إخراج كل أجهزة الطرد المركزية من إيران، ووقف تخصيب اليورانيوم بدرجات عالية.

وجاءت الصفعة من شخص لا يمكن الطعن في "مهنيته"، أو التشكيك في حرصه على الأمن الإسرائيلي، في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى تنسيق مواقفها مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق الدائم، بعدما لوح نتنياهو مراراً بأن موقف إدارة باراك أوباما تجاه إيران غير مقبول، وتأكيده أنه لا يمكن لإسرائيل الاعتماد على أحد.

ولفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن عيلام شغل منصب المدير العام لوكالة الطاقة الذرية الإسرائيلية عشر سنوات وهو من قلب "نظام السرية الذي يلف المشروع (النووي) الإسرائيلي، وتبوأ مناصب حساسة للغاية في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية". واعتبرت أن عيلام سحب عملياً البساط من تحت أقدام نتنياهو، من خلال انتقاداته الحادة للأخير في الشأن الإيراني. وتنقل الصحيفة عن عيلام قوله في مقابلة تُنشر كاملة غداً الجمعة، إن "التهديدات بشن هجوم إسرائيلي على إيران كانت إثارة غير مجدية؛ يُمنع علينا أن نقف على رأس هذه الجبهة".

وأكد عيلام أنه "من الناحية العملية، فإن الوضع الحالي القائم يتمثل في انتشار مواقع ومنشآت  ذرية إيرانية في مختلف أنحاء إيران وتحت الأرض، وفوقها أطنان من التراب والخرسانة والمسلحة والفولاذ. هذا الأمر يتطلب أكثر من ضربة واحدة، كما كان الحال في ضرب المفاعل العراقي أو السوري. شن هجوم على مفاعل الذرة الإيرانية يعني عملياً شن حرب ضد إيران".

وقالت الصحيفة إن عيلام من الشخصيات المحورية في تطوير الصواريخ ومشروع الذرة الإسرائيلي في العقود الأخيرة، وعمل لعقد من الزمن مديراً لهيئة البحث وتطوير وسائل قتالية، وعمل على بناء بنية تحتية تكنولوجية في وزارة الأمن، إضافة الى عمله في السنوات الأخيرة مستشاراً لأجهزة الأمن الإسرائيلية، وبالتالي فهو مطلع على المشروع الإيراني وتطوره، ويعتقد أن أمام إيران طريقاً طويلاً قبل الوصول إلى بناء قنبلة ذرية، وفقاً للصحيفة.

وقال عيلام إن "نتنياهو يستغل ويوظف الخطر الإيراني بهدف تحقيق مكاسب وأهداف سياسية، إذ إن تصريحاته تثير الفزع في صفوف الإسرائيليين من دون حاجة إلى ذلك، خصوصاً أن شعب إسرائيل ليس طرفاً في المفاوضات التي تحسم مسألة نزع السلاح الذري الإيراني".

وجاءت تصريحات عيلام هذه غداة لقاء نتنياهو، أمس مع مستشارة الأمن القومي الأميركي، سوزان رايس، التي كررت الموقف الأميركي من أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتطوير السلاح الذري وامتلاكه.

في المقابل، كرر نتنياهو أن من الأفضل عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني على التوصل إلى اتفاق سيئ. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية في هذا السياق، عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن الحكومة الإسرائيلية تخشى من توصل إدارة أوباما إلى تسوية في الشأن الإيراني، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات المرحلية لمجلسي النواب والشيوخ الأميركيين في نوفمبر/ تشرين الأول المقبل. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن من تلقى الضربة حالياً هو "المشروع الإيراني" لنتنياهو.

المساهمون