عملية أميركية ضد "داعش" بسورية... ومشاورات لإرسال جنود للعراق
بات تنظيم "الدولة الإسلامية" الهدف الأول للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، وهذا ما أبرزه بشكل واضح إعلانها أن قواتها نفذت "هذا الصيف" عملية لإنقاذ رهائن أميركيين يحتجزهم تنظيم "الدولة الاسلامية" في سورية، فيما تتجه إلى تعزيز تدخلها العسكري في العراق عبر إرسال جنود إضافيين، تزامناً مع بلوغ غاراتها ضد مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" 14 غارة خلال يوم واحد.
وقال البيت الابيض في بيان، نشرته وكالة "فرانس برس"، إنه "في وقت سابق خلال هذا الصيف أعطى الرئيس باراك أوباما موافقته على عملية ترمي الى إنقاذ مواطنين أميركيين مختطفين ومحتجزين رغماً عنهم من قبل تنظيم الدولة الاسلامية في سورية". واضافت الرئاسة الأميركية أن هذه العملية فشلت "لأن الرهائن لم يكونوا موجودين" في المكان الذي حددته الاستخبارات الاميركية.
من جهته، قال البنتاغون إن هذه العملية شاركت فيها وحدات من سلاحي الجو والبر و"كانت تركّز على شبكة احتجاز محددة داخل تنظيم الدولة الاسلامية". ولم يحدد البيت الابيض ولا البنتاغون هويات الرهائن الذين كانت العملية تستهدف إطلاق سراحهم ولا عددهم.
ويأتي هذا الإعلان غداة نشر التنظيم شريط فيديو يظهر فيه مسلح ملثم ينتمي للتنظيم وهو يقطع رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي، الذي خُطف في سورية نهاية العام 2012. كما تضمّن الشريط تهديداً من التنظيم بقتل صحافي أميركي آخر يحتجزه إذا استمرت الغارات الجوية الأميركية ضد المقاتلين الإسلاميين في شمال العراق.
إلا أن الرئيس الأميركي، رد الأربعاء، بالدعوة إلى القضاء على "سرطان الدولة الإسلامية"، ووعد بأن تواصل بلاده "التصدي لمقاتلي التنظيم المتطرف"، بعد تأكيد مكتب التحقيقات الفيدرالي، صحة الشريط المصور، الذي يظهر إعدام تنظيم "داعش" للصحافي الأميركي.
وأضاف أوباما أن "مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية، الذين قتلوا فولي أصحاب فكر فاشل ومفلس، والعالم أجمع روّعه القتل الوحشي لجيمس فولي"، مشيراً إلى انه "اتصل بعائلة فولي لتعزيتها".
وطالب أوباما "الحكومات والشعوب في الشرق الاوسط بالعمل معاً، لاستئصال هذا السرطان كي لا يتفشى".
وقال أوباما في كلمة له القاها في ولاية ماساشوسيتس، إن "داعش لا مكان له في القرن الحادي والعشرين"، محذراً من انتشار أفكاره الوحشية في المنطقة". وأوضح أن "بلاده وحلفاءها سوف يعملون على استبدال ثقافة الكراهية التي يروج لها داعش بثقافة الأمل والمدنية".
في غضون ذلك، أعلن مسؤولون أميركيون، أن "مسؤولي التخطيط بالجيش يبحثون إرسال مزيد من القوات إلى العراق، للعمل بشكل أساسي على تعزيز الأمن حول العاصمة بغداد".
وقال مسؤول أميركي، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، إن "عدد القوات قيد الدراسة حالياً، وقد يكون أقل من 300، لكن ليس هناك قرار نهائي بعد من قبل قادة البنتاغون".
ويأتي ذلك في وقت شنت فيه، طائرة مقاتلة وأخرى من دون طيار، غارات عدة في العراق منذ الثلاثاء، ووصل عدد الغارات إلى نحو 14 غارة جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق، بحسب ما اعلنت القيادة العسكرية الاميركية التي تغطي منطقتي الشرق الاوسط ووسط آسيا الاربعاء.
وأوضحت القيادة أن الغارات تركزت على محيط سد الموصل الذي استعادته القوات الكردية الاحد من التنظيم الاسلامي المتطرف.
كما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر قوله إن واشنطن نفذت 84 غارة جوية في العراق منذ الثامن من اغسطس/ آب منها 51 غارة بهدف إسناد القوات العراقية قرب سد الموصل.
إلى ذلك، دعا السناتور الجمهوري، جون ماكين، إلى "زيادة كبيرة في الضربات الجوية الأميركية ضد أهداف تنظيم "داعش" في العراق، وأكد أن "الهجمات يجب أن تمتد ايضاً الى سورية"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".