طارق أبو شقير... تحدي الجاذبية

طارق أبو شقير... تحدي الجاذبية

01 أكتوبر 2018
يلعب على "حبال الهواء" (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يتحدى الشاب الفلسطيني طارق أبو شقير، الجاذبية من خلال ألعاب التوازن وسرعة البديهة، والتي تحمل قدراً عالياً من المخاطرة، في محاولة منه لجذب الأنظار، والتغلب على أقرانه، عبر ألعاب غير تقليدية.

أبو شقير يحاول إثبات ذاته عبر عدة ألعاب بهلوانية يعتبرها البعض "خطرة"، إذ يركب على الأرجل الخشبية الطويلة، ليصبح "الرجل الطويل" تارة، ويلعب تارة أخرى على "حبال الهواء" مؤدياً حركات الخفة. انعدام تعليم هذه الألعاب والحركات في القطاع المحاصر، لم يطفئ نار الفضول لدى الشاب المهووس بالحركات الغريبة والمشوقة، إذ بات يرتقب الوفود الأجنبية الزائرة لقطاع غزة للاستفادة منها، إلى جانب الاطلاع على موقع "يوتيوب" لمعرفة تاريخها وتفاصيلها. ويقول أبو شقير إن شغفه بهذه الألعاب بدأ منذ أربع سنوات، حين زار أحد نوادي الجمباز "الأكروبات"، حيث شَدّت انتباهه الحركات البهلوانية، والقفزات والدحرجة، وبدأ بتقليدها، إلى أن قرر فيما بعد تعلّمها وإتقانها. 

ويضيف لـ "العربي الجديد": بالفعل قمت بالتسجيل في النادي، وتعلم أساسيات "الجمباز"، والعديد من الحركات البدائية مثل "الدحرجة، العجلة، العجلة اللف، راندوني، الدحرجة الخلفية، الدحرجة الطائرة، الشقلبة على الرأس، وغيرها العديد من الحركات". ويتابع أبو شقير، والذي يجد متعته في أداء الحركات الصعبة: "قمت بتعلم هذه الحركات وإتقانها على مدار عامين، ومن ثم انتقلت إلى تعلّم حركات أكثر احترافاً، مثل "باك سمر، ستريت، سمر فلاش، باك سمر جانبي، فرونت، وغيرها".

ويشير إلى أنه اتجه بعد إتقان عدد من مهارات الجمباز ومعرفة أساسياتها إلى عالم "السيرك" والذي يعتبره عالماً كبيراً، يحوي العديد من الفنون والحركات المثيرة والمشوقة، مضيفاً: "يجب علينا إبهار كل من يشاهد العروض التي نقدمها".



ويوضح أن "الرجل الطويل" شَدّ انتباهه، وهو رجل يقف على أرجل خشبية يتم تثبيتها عبر لاصق، ويمشي عليها بعد ارتداء زي معين، ليبدوا للمشاهد وقد تضاعف طوله، ما وَلّد لديه حب التجربة والمغامرة. ويبين أن المهرج صاحب الأقدام الطويلة يحظى بإعجاب واهتمام الأطفال لغرابته، مضيفاً: "تعلمت على يد مدربين إيطاليين أساسيات الوقوف والطلوع والنزول عن الأرجل الخشبية، والتي يتم صناعتها خصيصاً لهذا الغرض، إلى جانب تعلّم الثبات والتوازن وتحريك الأرجل، والتعامل مع كل أنواع الأرضيات الرملية والمعبدة". ويشير إلى أن لعبة أخرى جذبته إلى أن أتقنها، وهي لعبة "حبل النسيج الجوي"، وهي عبارة عن أحبال يتم تثبيتها في السقف واللعب عليها، عبر مجموعة حركات بهلوانية توهم المشاهد أن اللاعب قد يسقط في أي لحظة، إلا أنه يعيد توازنه مجدداً". ويبين أنه تلقى تدريبات هذا الفن على يد الفريق الإيطالي ذاته، حيث تعلم طريقة ركوب الحبال، والنزول عنها، مضيفاً: "قبل وصول الوفد، حاولت تعلم هذه الحركات عبر موقع يوتيوب، وتعرضت حينها لتسلخات في الجلد، إلى جانب العديد من الرضوض".

ويضيف: "كنت أتعلم اللعب على الحِبال الهوائية صباحاً مع المدربة الإيطالية، كيارا، ومساءً على الرجل الطويل، مع المدرب أندريه، موضحاً أنه تلقى كذلك تدريبات على الحبال الهوائية مع المدربة الإيرلندية جيني".

ويبين أنه استغل قدرته على أداء حركات الجمباز في التعامل مع الحبال الهوائية، إذ تعتمد على نسبة كبيرة من تلك الحركات، مشيراً إلى أنها بحاجة إلى عناية وتركيز فائقين. ويؤكد أبو شقير أن هوايته تواجه مجموعة عقبات، أولها ندرة الوفود والدورات التي قد تطور من الحركات، إلى جانب قلة الاحتفالات التي تتطلب هذا الفن، كذلك الإغلاق المتواصل للمعابر، وعدم القدرة على المشاركة في العروض والمسابقات والمهرجانات الدولية.

وما زال أبو شقير يحلم بالمشاركة في المسابقات والمهرجانات والعروض التي تقام خارج فلسطين، مختتماً بالقول: "على الرغم من عدم تمكني من السفر عدة مرات، إلا أنني سأواصل تدريباتي، حتى يأتي اليوم الذي أحقق فيه أمنيتي بالاحتراف".

المساهمون