صندوق صغير من الدبابات

03 ابريل 2016
وسام الجزائري/ سورية
+ الخط -

سأكتب في الفجر، لن ينتبه أحد
سأكتب كأنها المرة الأولى: اختناق
عندما نبحث عنا مع الآخرين بحرص الأم على جنينها، نفقد بعض الحب والذكريات الحادة ونكون في تعالٍ مع المحاولات.
العتمة أفضل منشط للذاكرة.

***

احترفت الهروب من الذكريات حتى صارت تساعدني على تصديق هذا النسيان. نسخت تاريخ صورة التقطتها في يوم جميل جداً، كنا معاً.
ولكنني لم أجرؤ على نشره حتى أصدّق أيضاً أني نسيتها.

***

شهية المغادرة تطاردني. ليكرهني الجميع في يوم واحد.
لتطلق كل الشوارع أرصفتها حول عنقي.. ليشتمني الشعر بسخريته.
أنا الجثة المتفحمة من الوجع
لا تعرف كيف تطرد الروح من تفاصيلها.

***

سيكون لك بيت وقذيفة ودموع أطفال وبعض الحواجز وصندوق صغير من الدبابات.
ستبني عالمك على بقايا وسادة رفضتها حاوية القمامة بعد أن قالوا إنها من هناك.. من الريف الحزين.

***

القلق الفاجر في تفاصيل الصوت بات طبيعياً جداً.. ربما الصوت المقبل هو انتزاع أرواحنا من قلقها بهدوء وبلا (شوشرا) لتتجه نحو الله كأنها رشاش ماء خجول.


المساهمون