شخصيات أميركية صنعها الإعلام... وسرقت الأضواء من كلينتون وترامب

شخصيات أميركية صنعها الإعلام... وسرقت الأضواء من كلينتون وترامب

01 نوفمبر 2016
بيلي بوش(Getty)
+ الخط -
لا يمكن القول إن حضور المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، لم يكن بارزاً، لكن حضورها كان سياسياً ومحافظاً نوعاً ما، مقارنة بإطلالات منافسها ترامب الذي يمكن اعتباره "رجلاً استعراضياً" بامتياز.
بجانب ترامب وكلينتون، سلطت الانتخابات الأميركية المرتقبة في 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل الضوء على شخصيات عدة، فبرز نجوم احتلوا وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي من دون أي تخطيط مسبق.
سرق مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، جايمس كومي، الأضواء من المرشحين الرئاسيين، بعد أن أعلن يوم الجمعة الماضي، في خطاب إلى الكونغرس الأميركي، أن مكتب التحقيق الفدرالي يعيد التحقيق في قضية الرسائل الإلكترونية لكلينتون، بعد أقل من أسبوعين على الموعد الانتخابي.
وشهد مسار الحملة الانتخابية تحولاً لافتاً منذ إعلان كومي، وانعكس بشكل واضح على البرامج الإخبارية الأميركية مساء الأحد الماضي. إذ تخلى مؤيدو ترامب وكلينتون عن رسائلهم المعتادة، ونقلوا نقاشهم حول تصرف كومي ومدى مصداقيته، من دون الغوص فعلياً في الهدف الكامن وراء إعلانه الأخير. استعمل الطرفان الحد الأدنى من معلوماتهم حول ما يمكن أن تتضمنه المراجعة الجديدة، واستعرضا إيحاءات أكثر منها نقاشات حول الموضوع.
هاجم مؤيدو كلينتون كومي، وبرزت تعبيرات توحي بـ"الحيرة" و"الارتباك" في كافة إطلالاتهم الإعلامية، من دون أن يشير أي منهم إلى تدخل كومي قبل وقت قصير من موعد الانتخابات. أما بالنسبة لمؤيدي ترامب، فكانت كلمة "مضطربة" المهيمنة على إطلالاتهم في البرامج الإخبارية مساء الأحد.
كومي ليس وحده نجم الموسم الانتخابي، إذ حقق اسم مقدّم البرامج، بيلي بوش، شهرة غير مسبوقة بسبب علاقته مع ترامب. المثير للسخرية أن بوش لم يحقق إنجازاً مهنياً أو حتى شخصياً، بل أدّى بروز اسمه في تسريبات ترامب إلى تعليق عمله في شبكة "أن بي سي" NBC الأميركية.




وكان بوش وترامب قد انخرطا عام 2005 في حديث حول المذيعة نانسي أوديل على وجه الخصوص والنساء بشكل عام، خلال استراحة لتسجيل أحد البرامج، إذ كانا يضعان الميكرفونات التي سجلت حديثهما من دون معرفتهما. وقال ترامب وقتها عن جاذبيته للنساء إنه يبدأ بتقبيلهن، "إنه شيء كالسحر، قبلة فقط، ولا أنتظر بعدها حتى، فعندما تكون نجماً سيدعنك تفعلها". فقال بوش "أياً كان ما تريده، وإمساكهن من عضوهن"، فأجاب ترامب "تستطيع أن تفعل أي شيء". بعد تسرب الشريط المسجل، حقق بوش نجومية سلبية على مواقع التواصل الاجتماعي وبين زملائه الإعلاميين.
في المقابل، اعتبر كين بون صاحب السترة الحمراء نجم المناظرة الرئاسية الثانية بامتياز. لم يبذل بون مجهوداً لخطف الأضواء من تسريبات ترامب وفضائحه الجنسية، إذ سأله سؤالاً عادياً جداً: "ما هو حجم الطاقة السياسية التي تمتلكها لتلبية احتياجاتنا، بصورة صحيحة، وكيف سنواجه ظاهرة تسريح العمال من وظائفهم؟"، كان كفيلاً بتحوله إلى محبوب مواقع التواصل الاجتماعي بسبب اسمه الذي يشبه أسماء أبطال القصص المصورة الأميركية، وشكله اللطيف بالسترة الحمراء وشاربه ونظارته، ليتحوّل إلى أيقونة على مواقع التواصل، وروّج البعض إلى زيّه باعتباره الزي الأنسب في "هالوين".
وحقق بعضهم شهرته بشكل أكثر مأساوية، إذ وجّه خزر خان، والذي قُتل ابنه همايون الكابتن في الجيش الأميركي عام 2004 في العراق، انتقادات لترامب بسبب مواقفه المعادية للمسلمين وللهجرة، مدافعاً بشدة عن كلينتون. وقال خان في كلمته مخاطباً ترامب "لم تقدم أي تضحية ولم تفقد أي عزيز"، وسط تصفيق حاد من الحضور خلال المؤتمر الديمقراطي. وأضاف أنّ ترامب "يمضي وقته في تلطيخ سمعة المسلمين"، واصفاً إياه بأنّه "قليل الاحترام إزاء الأقليات الأخرى مثل النساء، وإزاء القضاء وحتى إزاء المسؤولين في حزبه نفسه"، مشيراً إلى أنّ ترامب "يحب بناء الجدران ويريد أن ينفينا من بلدنا".
لم يفوّت ترامب الفرصة للردّ على خان، فشنّ هجوماً كلامياً عليه، وصوّب على زوجة خان المحجبة التي كانت تقف إلى جانبه، قائلاً "إذا نظرتم إلى زوجته فقد كانت تقف هناك من دون أن تنبس ببنت شفة. من المرجح أنه لم يكن يحق لها قول أي شيء"، خلال مقابلة له على قناة "ايه بي سي نيوز".
وأدّت الاتهامات التي وُجهت إلى ترامب بالتحرش الجنسي من قبل نحو عشر نساء إلى شهرتهن عن قصد أو غير قصد. كما أن مهاجمة ترامب للفائزة بجائزة ملكة جمال العالم التي كان ينظمها لأن وزنها زاد، فأجبرها على أداء التمارين الرياضية أمام الكاميرات، أعاد تسليط الأضواء عليها من جديد، بالإضافة إلى منافسته السابقة للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، كارلا فيورينا، والتي قال عنها: "من سيعطي صوته لوجه كهذا؟".
وتصدرت مذيعة التلفزيون المؤيدة للحزب الجمهوري، ميغين كيلي، قائمة النساء اللواتي استهدفهن ترامب ومؤيدوه. إذ بدأت الخلافات منذ أغسطس/آب عام 2015، عندما علّق ترامب على الأسئلة الصعبة التي طرحتها عليه كيلي خلال المناظرة الرئاسية الأولى سببه أن كيلي تمر بدورتها الشهرية، فقال: "كان الدم يخرج من عينيها ومن كل أجزاء جسدها" على قناة "سي أن أن" الأميركية. جعل ترامب كيلي هدفاً منذ ذلك الوقت، فوصفها بـ"كيلي المجنونة" في مارس/آذار الماضي، وذكرها في تغريدات عدة مهينة على موقع "تويتر".