خيانة فلسطين وجهة نظر!

خيانة فلسطين وجهة نظر!

12 يوليو 2014
+ الخط -


رحم الله ناجي العلي الذي قال، على لسان إحدى الشخصيات في رسوماته الكاريكاتورية: "أخشى أن تتحول الخيانة إلى وجهة نظر". حدث ما كان يخشاه المبدع الشهيد، وتحولت الخيانة في أوطاننا العربية سليبة الإرادة إلى وجهة نظر، وصار بعضهم ينظر إلى قضايا العرب، وقضية فلسطين خصوصاً، بنظرات مختلفة، ولم تعد تلك النظرة الواحدة الوحيدة التي كانت، في السابق، للأحرار الأوائل من العرب، تجاه تحرير فلسطين.

بات بعضهم من أبناء جلدتنا، خصوصاً من زمرة الانقلاب في مصر، ينظر إلى قضية فلسطين بالنظرة نفسها التي تصدرها منابر إعلامية متواطئة، على أنها شأن الفلسطينيين وحدهم، وبقول آخر، بات للخونة ظهير شعبي، متمثل في من ينعقون بما يرضي هذا الانقلابي، أو ذاك الديكتاتور.

باتت فلسطين عند هؤلاء مجرد قضية أمن قومي، بل هو وهم قُطري مقيت، ولم تعد كما كانت قضية الوجود والمصير والحلم العربي.

بعد أن تم تقزيم القضية الفلسطينية، من مكانتها قضية عربية إسلامية بامتياز، وحصر مصيرها والتفاوض عليها في أضيق الحدود بين دولة الاحتلال الصهيوني والسلطة الفلسطينية، تساوى الطرفان عند بعض العرب، وبات قطيع، وليس قطاع، ممن خدعوا من الشعب العربي، ينظر إلى القضية نظرة شعوب متناحرة، لا نظرة شعوب شقيقة، موحدة الهم والمصير.

للأسف، نجح الصهاينة في تغذية هذه النظرة، وعلى مدار ما يزيد على سبعين عاماً، أو أكثر، عملوا على زحزحة قضية فلسطين، من دائرة إلى أخرى أقل اتساعا ورحابة، بعد أن كانت سابقاً تسمى القضية العربية الإسلامية المتصارعة مع الصهيونية، بعد ذلك، صار اسمها قضية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وأخيراً صارت قضية صراع إسرائيل وقطاع غزة.

لم تقتصر البلوى عند هذا الحد، بل بات بعضهم، في هذه الأيام، يشمت في ما تقترفه دولة الكيان الصهيوني في حق قطاع غزة وسكانه، من تنكيل وجرائم حرب، بعد أن غسل إعلام الانقلابات والديكتاتوريات والخيانة عقولهم، وجعلهم يرون في قطاع غزة العدو الاستراتيجي لبلادهم، وكأن فلسطين ليست جزءاً من بلادهم العربية، وكأن دولة الكيان الصهيوني الدولة الصديقة، وربما تصبح لدى هؤلاء في المستقبل دولة شقيقة، فنحن في زمن التزييف والتصفيق لمضطهدي الشعوب ومغتصبي الشرعية.

avata
avata
أحمد قاسم (فلسطين)
أحمد قاسم (فلسطين)