تكريم كين لوتش... "جامعة بروكسل الحرة" تواجه جمعيات يهودية

دكتوراه فخرية لكين لوتش... "جامعة بروكسل الحرة" تواجه جمعيات يهودية

06 ابريل 2018
نفى لوتش اتهامه بمعاداة السامية (إيان فورسايث/Getty)
+ الخط -
"يجب على جامعة بروكسل الحرة ألا تسلم شهادة الدكتوراه الفخرية إلى كين لوتش"، هو المضمون الرئيسي للبيان الذي أصدرته خمس جمعيات يهودية في بلجيكا: "المركز العلماني للجالية اليهودية ديفيد سسكيند"، و"جمعية قدماء المقاومين اليهود من بلجيكا"، و"جمعية الطفل المخفي"، و"اتحاد قدماء السجناء اليهود من بلجيكا في مراكز الاعتقال النازية" و"اتحاد الطلاب اليهود في بلجيكا". موقف صارم لم تتردد الجامعة بالرد عليه ببلاغ واضح يشدد على أن "جامعة بروكسل الحرة ستمنح الدكتوراه الفخرية إلى كين لوتش"، وذلك يوم 26 أبريل/ نيسان الجاري.

وإذا كانت الجمعيات اليهودية تعبر، في بيانها، عن الاستياء من تكريم المخرج البريطاني، فإنها لا تشكك في أهمية أعماله السينمائية، بل هي تشجب ما اعتبرته "كراهية مرضية لإسرائيل" و"تصريحات مشكوك في مضمونها" حول المحرقة النازية. وكان المخرج اليساري، وهو مدافع قوي عن القضية الفلسطينية ومن مؤيدي مقاطعة إسرائيل، قد أثار جدلاً في سبتمبر/ أيلول الماضي بسبب تصريحات حول المحرقة.

وبالنسبة للجمعيات الخمس الموقعة على البيان، فإن "تسامحه غير المقبول مع معاداة السامية والتحريفية الناتجة عن التزامه من أجل فلسطين لا تتوافق مع قيم الاحترام التي تدافع عنها جامعة بروكسل والتي يجب أن تُجسَّد في التكريم".

وكما يشرح نائب رئيس "المركز العلماني للجالية اليهودية"، لـ "العربي الجديد"، ستيفان واجسكوب، فإن "الأمر يتعلق بقرب لوتش من أفكار إنكار المحرقة ومعاداة السامية وليس مسألة دعمه لمقاطعة إسرائيل. إنه نقاش آخر". أما "لجنة تنسيقية المنظمات اليهودية في بلجيكا" التي لم تعبر عن أي موقف علني، فإنها لا تساند فقط تنديد الجمعيات اليهودية، بل تذهب إلى أبعد من ذلك، قائلة إن الدعوة إلى مقاطعة إسرائيل كانت كافية لمعارضة تكريم المخرج. ويقول رئيس اللجنة، يوهان بينيزري، لـ "العربي الجديد": "نحن لا نقول بأننا لا يمكن أن نناقش مع كين لوتش أو أنه لا يجب انتقاد سياسة الحكومة الإسرائيلية. نعتقد ببساطة أن هناك اختلافاً بين النقاش ومنح شهادة فخرية. يجب أن يكون هناك نوع من الحياد".



النزاع العربي الإسرائيلي
البيان الذي أصدرته "جامعة بروكسل الحرة" يؤكد رغبتها في تكريم المخرج، ويشدد على أن كين لوتش أصدر بياناً "واضحاً جداً" ينفي الاتهامات المتعلقة بمعاداة السامية. كما أكدت الجامعة أن مخرج فيلم "أنا دانيال بليك" تم اختياره من قبل المجلس الأكاديمي لـ "جامعة بروكسل الحرة" بسبب "عمله الملتزم فيما يخص النزاعات الاجتماعية والنضال من أجل حقوق العمال والمهاجرين غير الشرعيين".

وأكدت أنها لا تريد أن يدخل النزاع العربي الإسرائيلي في هذا النقاش، لافتة إلى أنه "إذا كانت مواقف لوتش السياسية في سياق الصراع العربي الإسرائيلي تجذب حتماً انتقادات خصومه، فلا يوجد أي عنصر في مسيرة هذا المخرج الملتزم يدعم اتهامات معاداة السامية أو التحريفية ضده".

موقف يسانده "اتحاد التقدميين اليهود في بلجيكا"، غير المنضوي تحت لواء "لجنة تنسيقية المنظمات اليهودية في بلجيكا". ويرى عضو الاتحاد هنري غولدمان أن "التهمة الموجهة ضد كين لوتش غير مدعمة"، وفق ما صرّح لـ "العربي الجديد". وأضاف غولدمان أنها "محاكمة غير معقولة، لكنها ليست مفاجئة. فهي جزء من عملية داخل جزء من الجالية اليهودية في أوروبا، لتجريم أي شيء متعلق بحركة المقاطعة. وفي ضوء الأخبار القادمة من إسرائيل في الأيام الأخيرة، فتبدو هذه العملية أشبه بمحاولة للتغطية".



تصريحات
في رسالة وُجهت إلى صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في الخامس أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال كين لوتش إن تصريحاته "شوهت"، كرد على اتهامات بالتحريفية حول يخص المحرقة، على خلفية مقابلة أجراها، في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، مع "هيئة الإذاعة البريطانية" رفض خلالها إدانة نقاش حول إنكار المحرقة الذي عقد على هامش مؤتمر "حزب العمال" قبل بضعة أيام من ذلك، علماً أنه من مؤيدي رئيس الحزب جيريمي كوربين.

إذ في إطار المؤتمر السنوي لـ "حزب العمال"، سُئل لوتش عن معاداة السامية في صفوف الحزب. وبنبرة ساخرة، رد أنه "من الغريب أن هذه القصص أصبحت متداولة منذ أن أصبح جيريمي (كوربين) قائداً. أعتقد أن الأمر مثار لأن جيريمي مؤيد منذ فترة طويلة للفلسطينيين".

وشدّد أيضاً في معرض رده على اتهامات معاداة السامية ضد بعض أعضاء حزب العمل، معتبراً أن "الهدف هو زعزعة جيريمي. هذه الاتهامات ليس لها أي دليل أو أي أساس من الصحة". وعندما سألته الصحافية، جو كوبرن، عن رأيه بشأن مناقشة على هامش مؤتمر "حزب العمال" تتعلق بالتشكيك في وجود المحرقة، أجاب لوتش "أعتقد بأن الأمر يجب أن يحظى بالنقاش من قبل الجميع... ما هو التاريخ؟ إنه تراثنا المشترك. يجب علينا تحليله ومناقشته. إنشاء إسرائيل، على سبيل المثال، يقوم على التطهير العرقي، وهذا أمر نحتاج جميعاً إلى مناقشته".
وكانت "ذا غارديان" قد شجبت في افتتاحية اليوم التالي للمقابلة (27 سبتمبر/أيلول) موقف كين لوتش، ما دفع المخرج إلى إرسال رسالة توضيحية لإبعاد تهمة التحريف عنه يشدد فيها بأن "المحرقة حدث تاريخي حقيقي مثله مثل الحرب العالمية الثانية ولا ينبغي التشكيك فيه". كما أكد أيضاً على إبعاد تهمة معاداة السامية عنه.

المساهمون