تحركات إماراتية للسطو على ذهب الجنوب الليبي بتواطؤ مع حفتر وأبنائه

القاهرة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
10 اغسطس 2020
الإمارات تسطو على ذهب الجنوب الليبي
+ الخط -

بمرور الأيام، تتضح طبيعة الدور الإماراتي وحجمه إزاء عدد من الأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. فعلى الرغم من أنّ دور أبوظبي في دعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد مليشيات شرق ليبيا، وتزويده بالسلاح والمرتزقة، من تشاد وسورية والسودان بالتنسيق مع حليفها الآخر محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد قوات الدعم السريع، لم يعد خافياً على أحد، إلا أنّ هناك جانباً آخر جديداً كشفت عنه مصادر خاصة بشأن تحركات إماراتية بالتنسيق مع حفتر وأبنائه للاستيلاء على ذهب الجنوب الليبي، حيث تسيطر مليشيات تتبع اللواء المتقاعد.

وكشفت مصادر مطلعة، تحدّثت لـ"العربي الجديد"، عن لقاء غير معلن جرى الأسبوع الماضي بمدينة الكفرة في أقصى الجنوب الليبي، شارك فيه مسؤولون إماراتيون رفيعو المستوى، إلى جانب صدام نجل خليفة حفتر، وهو قائد مليشيات طارق بن زياد، وعبد الرحمن الكيلاني، آمر كتيبة السلام التي تنشط وتملك نفوذاً واسعاً في منطقة الكفرة.


لقاء غير معلن جرى الأسبوع الماضي شارك فيه مسؤولون إماراتيون، إلى جانب صدام نجل خليفة حفتر، وعبد الرحمن الكيلاني آمر كتيبة السلام

وقالت المصادر إنّ اللقاء الذي شهد مشاركة المسؤولين الإماراتيين الذين وصلوا إلى ليبيا عبر طائرة خاصة حطت في شرق البلاد، ليرافقهم نجل حفتر، جاء بهدف ترتيب اتفاق بين الأطراف الثلاثة على نقل كميات كبيرة من الذهب المستخرج من جبل العوينات الواقع بالمثلث الحدودي بين ليبيا والسودان ومصر، إلى الإمارات، تحت حماية وتأمين مليشيات السلام التي يقودها الكيلاني، بالإضافة إلى تأمين العاملين بتلك العمليات، بمن فيهم من شخصيات إماراتية ستشرف على عمل شركات ستتولى عمليات التنقيب عن الذهب في تلك المنطقة.

وكشفت المصادر أنّ الاتفاق شمل تزويد مليشيات السلام في مدينة الكفرة بعدد من سيارات الدفع الرباعي، وكميات من الأسلحة الخاصة بتلك السيارات، وأفراد من المليشيات، وذلك مقابل الدور الذي ستقوم به في تأمين عمليات الإمارات بنقل الذهب من المنطقة.

وتقع سلسلة جبال العوينات الغنية بالذهب أقصى الحدود جنوب شرق ليبيا، وتمتد عبر الأراضي الليبية والمصرية والسودانية بمساحة تبلغ 1500 كيلومتر مربع، حيث يقع أكثر من 60 في المائة منها في ليبيا، بينما الـ40 في المائة الأخرى من مساحتها تقع ضمن حدود مصر والسودان. وكثُرت أعمال التنقيب عن الذهب في تلك المنطقة خلال السنوات الأخيرة بسبب الانفلات الأمني، وقادت تلك العمليات مجموعات ليبية مسلحة وعصابات قادمة من السودان وتشاد. قبل أن تصبح بعد ذلك جبال العوينات هدفاً لحكام أبوظبي، وذلك بعد أن كشف تقرير لـ"مجلس الذهب العالمي" أن تحت جبل العوينات الغرانيتي وصخوره النارية السوداء يقع ثاني أكبر مخزون للذهب في القارة الأفريقية، خصوصاً في ظلّ سهولة استخراجه، إذ لا يتطلب حفراً عميقاً ولا إمكانات كبيرة، ووسط غياب كامل للدولة عن تلك المنطقة.

وتعدّ منطقتا كوري أدري والطينة الغنيتان بالمناجم على الحدود، بالإضافة إلى أخرى غير آهلة بالسكان مثل منطقة كركور حميد، من أكثر الأماكن التي تنشط فيها عصابات الذهب، حيث يوجد المعدن الثمين بكميات كبيرة في تلك المناطق بين الأودية.


اتفاق على نقل كميات كبيرة من الذهب المستخرج من جبل العوينات إلى الإمارات

وكانت تقارير صحافية دولية قد كشفت عن سيطرة أبوظبي على ذهب السودان عبر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الذي تسيطر قواته على مناجم عدة للذهب في دارفور ومناطق سودانية أخرى. وأوضحت التقارير أنّ حميدتي أصبح أحد أغنى رجال السودان، بعدما باتت قوات الدعم السريع تسيطر على منجم جبل عامر للذهب في دارفور منذ عام 2017، كما تسيطر على ثلاثة مناجم أخرى على الأقل في جنوب كردفان وغيرها، ما يجعل حميدتي وقواته لاعبين رئيسيين في الصناعة الأكثر ربحاً بالسودان.

وكشفت تلك التقارير أنّ شقيق حميدتي، عبد الرحيم دقلو، وأبناءه يملكون شركة "الجنيد" التي تعدّ إحدى أهم شركات التنقيب عن الذهب، وأنّ عبد الرحمن البكري نائب حميدتي هو المدير العام للشركة، في وقت تمتلك فيه الأخيرة وكذلك قوات الدعم السريع، حسابات مصرفية في بنك أبوظبي الوطني في الإمارات.

وبحسب تقارير دولية، تعدّ الإمارات أكبر مستورد للذهب السوداني في العالم، إذ استوردت 99.2 في المائة من الصادرات، وفقاً لبيانات التجارة العالمية لعام 2018. وبحسب تقارير عدة، فإنّ الإمارات كانت قد تعاقدت ضمن اتفاق واسع مع حميدتي لتزويد مليشيات حفتر بالمرتزقة والمقاتلين للقتال في ليبيا، مقابل الأموال والسلاح.

ذات صلة

الصورة
عناصر من قوات الامن الليبية في طرابلس 26 أغسطس 2024 (محمود تركية/فرانس برس)

سياسة

قُتل عبد الرحمن ميلاد المعروف بـ"البيدجا" في مدينة الزاوية الليبية، غرب طرابلس، على يد مسلحين مجهولين، وهو مطلوب دولياً وأحد قادة المجموعات المسلحة.
الصورة
مغني الراب الأميركي ماكيلمور يغني في مهرجان سوبربلوم في ميونخ، 4 سبتمبر 2022 (جوشوا سامر/ Getty)

منوعات

ألغى مغني الراب الأميركي ماكليمور حفلاً كان مقرراً أن يُقام في دبي خلال أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، احتجاجاً على "دعم الإمارات لقوات الدعم السريع".
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.
الصورة
علما إسرائيل والإمارات في مبنى القنصلية الإسرائيلية بدبي، يونيو 2021 (كريم صاحب/فرانس برس)

سياسة

اندلعت أزمة دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، بسبب 100 كيلوغرام من التمور مع نوى، والتي وصفتها أبوظبي بأنها "صدع" حقيقي.
المساهمون