بيرنز في ليبيا: أمن وحوار وطني.. وضربات ضد "القاعدة"

24 ابريل 2014
وليام بيرنز في طرابلس (الأناضول)
+ الخط -

يواصل نائب وزير الخارجية الأميركية، وليم بيرنز، لقاءاته في العاصمة الليبية طرابلس، التي وصلها بشكل مفاجئ، مساء أمس الأربعاء؛ ويتقدّم جدول أعمال زيارته ملفا الأمن والحوار الوطني، وسط توقعات أن يتناول مع المسؤولين مسألة حساسة، تتعلق بشن هجمات أميركية محتملة ضد مواقع وقيادات لتنظيم "القاعدة".

والتقى بيرنز، قيادات من غرفة الثوار، إضافة الى رئيس حزب "العدالة والبناء" الذراع السياسية لـ"الإخوان المسلمين"، محمد صوان، ونائب رئيس "المؤتمر الوطني العام" السابق، جمعة عتيقة، ورئيس حزب "التغيير"، جمعة القماطي، ورئيس اللجنة التسييرية لحزب "تحالف القوى الوطنية"، عبد المجيد مليقطة.

ويشمل جدول لقاءات بيرنز، اليوم، قيادات الزنتان ولواء القعقاع. وكان قد أكد في مؤتمر صحافي صباحاً أن "الإرهاب والتطرف يمثلان تهديداً كبيراً لليبيا والمجتمع الدولي، وواشنطن عازمة على مساعدة ليبيا على بناء قدراتها الأمنية الخاصة، وتعميق التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب". وأشار الى أنه ناقش مع المسؤولين الليبيين، مسألة العون الدولي لدعم ليبيا، وإصلاح قطاع الأمن، وتحسين أمن الحدود.

وأكد الضيف الأميركي أن الليبيين يدركون أكثر من غيرهم، صعوبة الطريق والتحديات والعقبات التي تواجههم. وأعرب عن استعداد الولايات المتحدة للوقوف إلى جانب شركاء ليبيا الدوليين من أجل دعم الجهود لتبقى ليبيا حرة ومزدهرة وآمنة.

وأوضح أنه "تمت مناقشة بعض الخطوات، وما يمكن القيام به لدعم الانتقال السياسي في ليبيا لتجاوز كل الخلافات الأيديولوجية والجهوية والقبلية التي تواجهها، وبحث سبل تعزيز علاقات الصداقة بين الليبيين والأميركيين بعد فترة طويلة من العُزلة".

وأشاد بيرنز، بالإصرار الذي أظهره الليبيون من أجل اللحاق بالمجتمع الدولي بعد فترة طويلة من حكم الفرد، من خلال نجاحهم في أول انتخابات للمؤتمر الوطني، وتدمير مخزون ليبيا من الأسلحة الكيماوية، وصولاً إلى انتخاب الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور.

وزيارة بيرنز، هي الأولى من مسؤول أميركي رفيع المستوى منذ اغتيال السفير الأميركي كريس ستيفنز، وثلاثة من البعثة الأميركية في بنغازي، منذ عام ونصف العام؛ وجاءت غير متوقعة للحكومة الليبية والمؤتمر الوطني، وأهم ما تحمله ملفي الأمن والحوار الوطني والتشاور والتنسيق مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي في طرابلس، والذي سيلتقيهم مساء اليوم، وفق ما أكدت مصادر مطلعة عن ملف الإرهاب.

واستبقت السفيرة الأميركية لدى طرابلس، ديبورا جونز، زيارة زميلها بإجراء لقاءات مع قيادات قبلية، وأعضاء في المؤتمر الوطني، وقيادات ثوار وتشكيلات عسكرية. وبحثت معهم ضرورة التوصل الى حلول والتوافق والعمل حول الملف الأمني والحيلولة دون دخول ليبيا في صراعات مسلحة تهددها وتهدد جيرانها ودول الساحل الأوروبي والمصالح الأميركية في المنطقة.

غير أن بعض القبائل، مثل ترهونة وورشفانة والزنتان، رفضوا لقاء السفيرة، حسب مصادر مطلعة، على اعتبار أن الدور الأميركي في ليبيا يطرح العديد من علامات الاستفهام.

ويرى مراقبون أنّ الأوضاع الأمنية المتردية في ليبيا قد ينتج عنها توجيه ضربات عسكرية من دول عدة، في مقدمها واشنطن، تستهدف مواقع وقيادات لتنظيم "القاعدة"، تم رصدها خلال الشهور الماضية، وبالتالي جاء تفسير زيارة بيرنز، طرابلس على أنها للتنسيق والتمهيد لهذه الضربات.

توقعات تأتي في ظل أنباء عن تحليق طيران من دون طيار بشكل ملحوظ، يوم أمس، في مناطق عدة في الشرق بالقرب من بنغازي ودرنة، وفي الغرب بالقرب من صبراتة والعجيلات، بينما سمع دوي انفجارات فجر اليوم، ولم يعرف مصدرها أو ماذا استهدفت.

المساهمون