بغداد تتسلّم إدارة الحدود مع تركيا ومعبر "إبراهيم الخليل"

بغداد

علي الحسيني

avata
علي الحسيني
إسطنبول

باسم دباغ

avata
باسم دباغ
31 أكتوبر 2017
3529AAE0-A79A-4A23-BDF9-214E730EDFBD
+ الخط -
وصلت قوة من الجيش العراقي، يرافقها موظفون في إدارة الجمارك العراقية، اليوم الثلاثاء، إلى فيشخابور (المثلث العراقي التركي السوري) والذي تسيطر عليه قوات "البشمركة" الكردية منذ سنوات، تمهيداً لتسلّم إدارة المنطقة، بما فيها معبر "إبراهيم الخليل" الدولي مع تركيا.

وتُعتبر هذه المنطقة، مركز التقاء شبكة خطوط أنابيب النفط العراقية المتجّهة إلى ميناء جيهان التركي، حيث يصدّر العراق نحو 600 ألف برميل من خلالها.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من تأكيدات لمسؤولين عراقيين، حول التوصّل إلى اتفاق، برعاية أميركية، بين الجيش العراقي و"البشمركة"، يُنهي أزمة الاقتتال بينهما.

ويقضي الاتفاق، بإدارة بغداد ملف الحدود مع تركيا، بما فيها المعبر الدولي بين البلدين "إبراهيم الخليل"، مع بقاء قوات "البشمركة" بالمنطقة دون انسحابها، حيث ستكون موجودة بالشراكة مع قوات حرس الحدود والجيش العراقي، إلا أنّ أي إعلان رسمي من حكومة بغداد حول الموافقة أو التصديق على الاتفاق، لم يصدر بعد.

وقال مسؤول عراقي رفيع المستوى في بغداد، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ "قوة عراقية صغيرة يقودها رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عثمان الغانمي، دخلت فيشخابور، مع موظفين في دائرة الجمارك العراقية"، آملاً أن "تتم سريعاً إجراءات تسلّم المعبر من الجانب الكردي".

ولا يزال معبر "إبراهيم الخليل"، بيد "البشمركة" وجمارك كردستان، ويعمل بشكل طبيعي لكنّه لم يدخل ضمن سيطرة بغداد، بحسب المصدر.

من جانبها، قالت "خلية الإعلام الحربي" التابعة لوزارة الدفاع العراقية، اليوم الثلاثاء، إنّ "الغانمي أجرى زيارة ميدانية لمعبر إبراهيم الخليل في فيشخابور، من أجل بسط سلطة القوات الاتحادية في المناطق التي أخضعها إقليم كوردستان له بعد عام 2003".

وأوضحت الخلية، في بيان، تلقّى "العربي الجديد" نسخة منه، أنّ "الزيارة الميدانية للاطلاع وتحديد المتطلبات العسكرية والأمنية، من أجل إكمال تنفيذ قرارات الحكومة الاتحادية، في مسك الحدود الدولية وإدارة المنافذ اتحادياً، والانتشار الكامل للقوات الاتحادية في جميع المناطق التي امتد إليها الإقليم بعد العام 2003".

بدوره، قال مدير جمارك كردستان سامال عبد الرحمن، في تصريح صحافي، إنّه "حتى الآن لم تتسلّم أي قوة عراقية المنفذ مع تركيا"، موضحاً أنّ "حركة النقل تجري بصورة اعتيادية في المعبر بين العراق وتركيا مثل كل يوم".


وذكر مسؤولون عراقيون، أمس الإثنين، أنّ "الاجتماعات التي عُقدت بين قيادات وزارة الدفاع العراقية وقيادات البشمركة، أفضت أخيراً إلى اتفاق بشأن عدد من المناطق المتنازع عليها للحيلولة دون وقوع قتال من الجانبين".

واعتبر هيوا حسن القيادي بحزب "الاتحاد الوطني" الكردستاني (حزب جلال الطالباني)، أنّ "بغداد تستغل الظرف ببسط سيطرتها على المناطق المتنازع عليها، ولا تلتزم بالدستور العراقي في ذلك".

وقال حسن، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الظرف السياسي الذي يمرّ به الكرد، ووجود خلاف بين الأحزاب الكردية أعطى بغداد فرصة استغلتها بفرض إرادتها على الجانب الكردي"، مضيفاً أنّ "تقدّم بغداد لمنطقة فيشخابور اليوم يأتي تمهيداً للسيطرة عليه".

يُذكر أنّ بغداد أطلقت منتصف أكتوبر/ تشرين الحالي، حملة عسكرية باسم "فرض القانون"، على إثر تنظيم كردستان استفتاء حول انفصال الإقليم، سيطرت خلالها على المناطق المتنازع عليها، والتي وضعت "البشمركة" يدها عليها، عقب اجتياح تنظيم "داعش" الإرهابي للعراق عام 2014.

تأكيد تركي

من جانبه، أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، تسليم معبر خابور/ابراهيم الخليل إلى السلطات المركزية العراقية، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على إنشاء معبر جديد من الجانبين يمر عبر تلعفر والموصل.

وفي كلمته التي ألقاها في الاجتماع الدوري لكتلة العدالة والتنمية في البرلمان التركي، قال يلدريم" لقد قلنا بأن السلطات العراقية هي مُخاطبنا، وكذلك يجب أن تكون جميع المعابر الحدودية والمطارات تحت سيطرة الحكومة المركزية، وقلنا بأنه لا يجب أن تتضرر الحقوق العراقية، وقلنا بأنه على من قام بإجراء الاستفتاء (إدارة إقليم كردستان العراق برئاسة مسعود البرزاني) أن تدفع الثمن، وألا تستمر في إدارة (الإقليم)، وبذلك اضطروا إلى ترك القيادة".

وأضاف "وفيما يخص المعابر الحدودية، لقد تم تسليم معبر الخابور إلى الحكومة المركزية التي ستقوم بكافة عمليات المراقبة".

وأشار رئيس الوزراء إلى وجود توافق بين أنقرة وبغداد على فتح معبر حدودي يمر من منطقة زمار إلى تلعفر فالموصل، حيث أشار بالقول "في المدى القصير، سنعمل على إنشاء معبر جديد من زمار إلى تلعفر، لقد تمت عمليات التسليم دون أي مشاكل، وبذلك انتهت عمليات الخراج والضرائب غير الشرعية، وستستمر شاحناتنا في طريقها وصولاً إلى البصرة… إن هذا سيساهم في زيادة التجارة بيننا وبين العراق". ​

دلالات

ذات صلة

الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".
الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.