المنتجعات المصرية بلا سياح روس

المنتجعات المصرية بلا سياح روس

11 يناير 2016
يحضر الأمن ويغيب السياح في مصر (فرانس برس)
+ الخط -



ما زالت المنتجعات المصرية خالية من السياح الروس في ظل استمرار حظر الرحلات الجوية إلى مصر الذي فرضته موسكو على خلفية حادثة تحطم طائرة "إيرباص/321" في سيناء (شمال شرق) قبل أكثر من شهرين.

وجاءت حادثة الهجوم الأخير على فندق في الغردقة على ساحل البحر الأحمر، لتقلل من آمال تعافي القطاع وعودة حركة السياحة إلى المنتجعات المصرية في المستقبل القريب.

وبدت شوارع مدينة الغردقة التي كانت تستقطب نحو 60% من السياحة الروسية الوافدة إلى مصر، شبه خالية من الزوار وسط التوقف التام لهذه السياحة وتراجع أعداد السياح القادمين من الجنسيات الأخرى.

ويشير موظف استقبال بفندق كان يعتمد على السياحة الروسية بالممشى السياحي في الغردقة إلى أن أغلب النزلاء يأتون حاليا من ألمانيا، وأوكرانيا وبيلاروسيا وبولندا وإستونيا وغيرها من بلدان أوروبا الشرقية، بالإضافة إلى السياحة الداخلية.

ويقول الموظف، الذي رفض ذكر اسمه، لـ "العربي الجديد": "بلغت نسبة الإشغال في رأس السنة 40%، ثم بدأت في الانخفاض، وذلك مقارنة بنسبة قاربت 100% في نفس التوقيت من العام الماضي".

وأشار تاجر هدايا تذكارية بالفندق نفسه إلى تراجع المبيعات بنسبة تزيد عن 60% منذ توقف السياحة الروسية قبل أكثر من شهرين.

ودفع هذا الوضع إدارة الفندق إلى إغلاق بعض المطاعم في إطار ترشيد النفقات. ورغم أن العاملين في المطاعم والحانات في القرى السياحية يتقاضون رواتب ثابتة، إلا أنهم تضرروا أيضا، لأن هناك مكافآت يتم صرفها في حال امتلاء الفندق، وذلك إلى جانب تقلص الإكراميات التي يحصلون عليها من النزلاء.

وعلى عكس ما حدث في عامي 2011 (عام الثورة) و2013 (عام الانقلاب)، لم تتحقق هذه الأيام التوقعات بقيام أعداد تُذكر من السياح الروس بالسفر إلى مصر، رغم الحظر الذي فرضته موسكو على البلاد منذ سقوط طائرتها فوق سيناء.

وحسب عاملين في قطاع السياحة المصري "يعود ذلك إلى عدة أسباب، ومنها حظر جميع الرحلات الجوية الروسية إلى كافة المطارات المصرية وليس حظر رحلات الطيران العارض (تشارتر) فقط، وتحذيرات متكررة للشركات السياحية والسياح الروس من حجز الرحلات إلى مصر، وارتفاع أسعار تذاكر الطيران في حالة السفر عبر دول ثالثة".

وإذا كانت الاضطرابات الأمنية التي شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير لم تطاول المناطق السياحية البارزة في مصر مثل شرم الشيخ والغردقة، فإن إسقاط الطائرة أثار حالة من الخوف بين جميع المواطنين الروس.

اقرأ أيضاً: تنامي القلق داخل قطاع السياحة في مصر

وكان وزير السياحة المصري هشام زعزوع، قد أكد، أول من أمس، على هامش زيارته إلى الغردقة، أن الحكومة ستعلن تدابير أمنية إضافية لتأمين السياح بعد إصابة ثلاثة سائحين في هجوم على فندق.

وتعد السياحة أكبر مصادر الدخل النقدي الأجنبي بعد إيرادات الصادرات وتحويلات العاملين في الخارج، لكنها تعاني من الاضطرابات الأمنية منذ اندلاع ثورة يناير عام 2011، والتي تفاقمت عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في يوليو 2013.

ولم يتسن لـ"العربي الجديد" خلال جولة في الغردقة، مقابلة سوى عائلة روسية واحدة قررت تحدي الحظر والسفر إلى الغردقة عبر إسطنبول، ما كلفها 600 دولار للتذكرة الواحدة ذهابا وإيابا، بالإضافة إلى نفقات حجز الفندق.

وتعتبر هذه الكلفة عالية جدا مقارنة بالسفر ضمن فوج سياحي، إذ أشارت سائحة أوكرانية إلى أنها حجزت رحلة إلى الغردقة لمدة أسبوع مقابل 500 دولار فقط شاملة تذكرة السفر والإقامة الشاملة بفندق 4 نجوم.

وأكدت السائحة، التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن الطائرة التي سافرت على متنها من كييف، كانت ممتلئة، شأنها في ذلك شأن الطائرات القادمة من العاصمة البيلاروسية مينسك.

وأوضحت سائحة بيلاروسية، لـ"العربي الجديد" أنه عند ذهابها إلى وكالة السفر، فإن مسؤول المبيعات عرض عليها رحلة إلى ولاية غوا في الهند شملت الإقامة بوجبة الإفطار فقط وأخرى إلى الغردقة شاملة ثلاث وجبات يوميا ومشروبات، بنفس السعر، ما دفعها لاختيار مصر.

ورغم أن أعداد السياح الأوكرانيين والبيلاروس القادمين إلى مصر تقدر بنحو 400 ألف و100 ألف على التوالي سنويا، حسب الإحصائيات الرسمية، إلا أن هذه الأعداد لن تعوض خسائر قطاع السياحة في مصر جراء توقف حركة السياحة الروسية التي بلغت نحو ثلاثة ملايين سائح في عام 2014.

وفي المقابل، يواجه قطاع السياحة الخارجية الروسي منذ أكثر من عام مجموعة من الأزمات بدأت بتعويم سعر صرف العملة الروسية الروبل وانخفاضه بشكل كبير وسط تدني أسعار النفط.

وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الرحلات، وبالتالي تراجع حركة السياحة الخارجية الروسية بنسبة بلغت قرابة 34% في النصف الأول من عام 2015، وهي أكبر نسبة تراجع منذ 20 عاما، ثم جاء تعثر "ترانس آيرو" ثاني أكبر شركات الطيران وأكبر شركات طيران خاصة في روسيا، وذلك بعد تراكم ديونها.

وكانت "ترانس آيرو" تعتبر شركة رائدة في مجال تنظيم رحلات الطيران العارض إلى المنتجعات خارج روسيا.

وزادت حادثة تحطم الطائرة الروسية في سيناء التي أسفرت عن مقتل 224 شخصا، من أزمات السياحة الروسية أيضا.




اقرأ أيضاً:
8 مليارات دولار خسائر السياحة النيلية في مصر
العيد ينقذ الفنادق المصرية من الكساد
تفجيرات القاهرة تقضي على فرص تعافي السياحة المصرية

المساهمون