العراق: انطلاق مشاورات تشكيل حكومة العبادي
أكد رئيس الوزراء العراقي المكلف، حيدر العبادي، أن "برنامج الحكومة الجديدة سيركز على مكافحة الفساد المالي والاداري، في حين بدأت الاتصالات والحوارات بين الأطراف السياسية، للاتفاق على التشكيلة الوزارية الجديدة"، وذلك غداة إعلان رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، تخليه عن منصبه لصالح العبادي.
وأعرب العبادي، في بيان له، عن رغبته في تقليل نفقات الموازنة في الحكومة المقبلة، مشيراً إلى أن "الأوضاع التي تشهدها البلاد تتطلب برنامجاً حكومياً يتناغم معها".
من جهته، كشف عضو المكتب السياسي لحزب "الدعوة"، صلاح عبد الرزاق، في بيان عن "عزم العبادي على إلغاء الألقاب العثمانية، فخامة ودولة وسيادة، كونها بدعة جديدة ظهرت في العراق بعد عام 2003، وتمّت المبالغة في استخدامها في السنوات الثماني من حكم المالكي".
وفي هذه الأثناء، بدأت الاتصالات والحوارات بين الأطراف السياسية للاتفاق على التشكيلة الوزارية الجديدة، بينما دعا المرجع الشيعي، علي السيستاني، الكتل السياسية إلى التعاون مع العبادي، لتشكيل حكومة قوية قادرة على مكافحة الفساد المالي والاداري.
وكشف مصدر رفيع، في التحالف الوطني، رفض الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، عن "رفض العبادي طلب النائب عن ائتلاف دولة القانون، حنان الفتلاوي، بتسلم وزارة الصحة، مقابل تأييد تكليفه برئاسة الحكومة".
وأوضح المصدر أن "الفتلاوي المقربة من المالكي، أبدت استعدادها للتخلي عن الأخير في حال حصولها على المنصب". وأشار الى أن "العبادي استاء كثيراً من طلب الفتلاوي، ورد عليها بلهجة حادة أدت إلى إنهاء الحديث بينهما".
وأضاف المصدر أن "اتحاد القوى العراقية، الذي يمثّل السنّة، طالب بوزارات سيادية عدة، وفي مقدمتها وزارة الدفاع، مشترطاً أن تتولى هذه الوزارة شخصية يتم ترشيحها، من قبل ممثلين عن المحافظات المنتفضة، كي لا تتكرر انتهاكات الجيش بحق هذه المحافظات".
ولفت إلى أن "ممثلين عن اتحاد القوى التقوا العبادي، وأبلغوه أن تحقيق مطالب المتظاهرين وإيقاف القصف العشوائي للمدن، تأتي على رأس أولوياتهم".
وفي سياق متصل، شكل ائتلاف "المواطن"، لجنة برئاسة القيادي في الائتلاف، عادل عبد المهدي، لاختيار شخصيات وزراء ائتلافه داخل حكومة العبادي.
وقال عضو الائتلاف، علي شبر، لـ "العربي الجديد"، إن "اللجنة المكلفة تمتلك الخبرة والكفاءة المؤهلة، للتفاوض بشأن الوزارات، التي تتناسب مع المقاعد التي حصل عليها ائتلاف المواطن".
من جهته، أكد رئيس ائتلاف "الوطنية"، إياد علاوي، أنه "سيشارك في مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة". ودعا إلى "الإسراع في تشكيلها وتجاوز أخطاء الماضي، التي لا يتحمّلها المالكي وحده".
ومن المقرر استئناف مفاوضات تشكيل الحكومة في مبنى رئاسة الوزراء، بعد أن تعهّد المالكي بإخلاء مكتبه الرئاسي في القصر الحكومي، خلال الساعات الـ24 المقبلة، لتنتقل مباحثات تشكيل الحكومة الجديدة إليه.
في موازاة ذلك، دعا المرجع الشيعي، علي السيستاني، الكتل السياسية إلى التعاون مع العبادي، وقال ممثل السيستاني في كربلاء، أحمد الصافي، خلال خطبة الجمعة، إن "المرجعية اعتبرت انجاز الاستحقاقات الدستورية، في الرئاسات الثلاث البرلمان والجمهورية والحكومة في موعدها، فرصة ايجابية نادرة، تدعو العراقيين إلى استغلالها وتحسين أوضاعهم الأمنية والسياسية".
وفي خطوة لافتة، طالب السيستاني بإزالة جميع الأعلام والرايات والصور من القطعات العسكرية عدا العلم العراقي، في اشارة إلى صور المالكي، ورايات حزبه "حزب الدعوة"، التي تنتشر في المركبات العسكرية ومقرّات الجيش ومراكز الشرطة ونقاط التفتيش.
ودعت المرجعية الشيعية البرلمان إلى الإسراع في وضع وتنفيذ خطط شاملة لمعالجة ملف النازحين، لافتة إلى "وجود حاجة ماسة لدعم مئات الآلاف من المواطنين النازحين".
من جانبها، وصفت الولايات المتحدة الأميركية تنازل المالكي عن منصب رئاسة الوزراء لصالح العبادي بالقرار المشرف، واعتبر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في تصريح صحافي، أن هذه الخطوة تهيئ لانتقال تاريخي وسلمي للسلطة في العراق، فيما رحب الأمين العام للامم المتحدة، بان كي مون، بقرار المالكي بالتنحي عن منصبه وبتعهده بدعم حيدر العبادي خلفاً له.
