الزعتر صديق صباحات الأردنيين

الزعتر صديق صباحات الأردنيين

24 ابريل 2015
الزعتر رفيق موائد الأردنيين صباحاً
+ الخط -
يندُر أن تخلو موائد الأردنيين من الزعتر، خاصة في صباحات أيام الجمع والعطل الرسمية، إذ يُعتبر الزعتر من الطقوس المحببة للعائلة على مائدة إفطارها الصباحي، لما له من طعم مُحبب، وفوائد جمّة، فضلا عن رائحته الشهية عندما يقدم على شكل "مناقيش" مخبوزة، ورغم أن نبات الزعتر منتشر في مختلف مناطق بلاد الشام، إلا أن السمعة التي يتمتع بها الزعتر الأردني، تجعل من أي مسافر محتمل قادم من الأردن لأي دول عربية أو في بلاد الاغتراب، هدفاً لأصدقائه وأقاربه، بأن يحمل لهم هدايا العائدين من الأردن - الزعتر.

ويتميز الزعتر الأردني بنكهته المميزة ومذاقه الشهي، لما يحتويه من مكونات طبيعية غنية بالفيتامينات التي تُؤمن أغلب حاجات الجسم الغذائية، فأصبح الزعتر البلدي الأردني هدية المسافرين، حاملا معه هوية عابقة بخيرات الأرض الأردنية، كما يقول مجدي الحمصي صاحب منشأة خاصة بإنتاج الزعتر الأردني في عمان القديمة، والذي يضيف أن تحضير هذه الوجبة الغذائية يتطلب الخبرة، وجودة المادة الأولية ومراعاة أذواق الناس، واتباع طريقة تصنيع ملائمة تحفظ الطعم الخاص لمكونات الزعتر من الشمرة واليانسون والكزبرة والكمون والقضامة والسماق وبزر دوار الشمس والسمسم والملح إضافة لورق الزعتر.

حيث تتم غربلة المواد السابقة وفق نسب تحددها خبرة وذوق الصانع، وغالباً تكون النسبة الأكبر للسماق تليه أوراق الزعتر ثم الشمرة والكزبرة وباقي المواد، ويتم تحميص هذه المواد وخلطها قبل طحنها لتمتزج جيداً وتعطي نكهة واحدة، ثم تطحن وتغربل لعزل القطع الخفيفة من أعواد وشوائب، وصولاً لمرحلة التعبئة والتوزيع إلى الأسواق المحلية والخارجية.

ويشتهر الزعتر الأردني تاريخياً بتركيبته الغنية التي تحتوي 10 أنواع من الأعشاب والتوابل والحبوب، إضافة إلى زيت الزيتون، مما خلق منها وجبة غذائية غنية يمكن تناولها على وجبتي الفطور والعشاء، ويعود سر النكهة الخاصة بأنواع الزعتر في الخبرة المتراكمة لصناعها.

ويقول مدير عام اتحاد المزارعين الأردنيين المهندس محمود العوران، إن الزعتر يعد نباتا معمرا ذا قاعدة خشبية، أوراقه خيطية إلى سنانية قاسية مغطاة بشعيرات غدية، يُعزى إليها الرائحة العطرية القوية والطعم اللاذع، وأزهار الزعتر صغيرة بيضاء إلى بنفسجية؛ وهو واسع الانتشار في الأردن، إذ ينمو أحد عشر نوعاً منه، ويؤكد العوران أهمية الزعتر الطبية كونه مضاداً للجراثيم وفاتحاً للشهية ومهدئاً للسعال ومضاداً للتشنج ومنشطا للجسم، إضافة إلى احتوائه على بعض الزيوت العطرية كالتيمول والكارفاكرول والبورينيول واللينالول.

وتتلخص فوائد خلطة الزعتر في كونها معقمة وقاتلة للجراثيم الفطرية، ومسكنة لآلام المغص وتشنج الأمعاء ومزيلة للنفخة ومهدئة للسعال، إضافة إلى دورها في معالجة الصداع وتنشيط الدورة الدموية وتخفيف أوجاع الأسنان، ومعالجة التهابات اللثة والتهاب البلعوم والصدر والربو والسعال والأكزيما وتنشيط الذاكرة وزيادة المناعة. فالزعتر ليس فقط مجرد نوع من أنواع التوابل، ولكنه من النباتات الغنية بالعديد من الفوائد وله استخدامات متعددة، فالزعتر نبات من نفس عائلة نبات النعناع، وأغلبنا يعرفه كنوع من أنواع التوابل، ولكنه يتخطى كونه مجرد إضافة للطعام. يوجد ما يقرب من 400 نوع من الزعتر، مما يجعل له مدى هائلا من الاستخدامات، استخدمه قدماء المصريين في التحنيط، وقدماء اليونان كبخور في معابدهم. وبفضل مذاقه المتميز يُستخدم لأغراض الطهي.

وتبين خبيرة الجمال، هبة رصاص، أن للزعتر فوائد طبية أيضا، فهو مفيد جدا في علاج البثور، فله خصائص مضادة للبكتريا لذا يساعد على مقاومة البثور وحب الشباب، كما إنه يعالج ارتفاع الضغط، حيث وجدت دراسة حديثة أن للزعتر قدرة على تتظيم معدل نبض القلب وضغط الدم، لذا يمكن استبدال الملح بالزعتر في الطعام. ويساهم في علاج التهاب الشعب الهوائية، فزيت الزعتر المستخلص من أوراق النبات، يعتبر وصفة طبيعية تساعد على علاج أعراض التهاب الشعب الهوائية مثل السعال، الحمّي والبلغم. والزعتر يقوي مناعة الجسم، فهو غني بالفيتامينات الهامة للجسم، خاصةً فيتامين أ وفيتامين ج، مما يزيد من فرصة استخدامه لمقاومة البرد. ويساهم في تحسين المزاج، حيث يحتوي زيته على مادة "كارفاكول" والتي وجدت بعض الدراسات أن لها أثرا على الأعصاب لتحسين الصحة النفسية والمزاجية. ويستخدم أيضاً في خليط مع عدة زيوت أخرى، كاللافندر والروزماري والعديد من الزيوت الطبيعية لعلاج تساقط الشعر على المدى الطويل.

اقرأ أيضاً:
زعتر القدس..الذهب الأخضر
الطابون.. أو الحنين إلى خبز الجدّات

المساهمون