الخلافات تعصف بـ"آفاق تونس": إقصاء القيادات ومؤامرات دحلان

09 فبراير 2018
رفض إبراهيم التعليق على الانتقادات (محمد مدلّا/الأناضول)
+ الخط -
تعصف الخلافات بحزب "آفاق تونس"، إذ شهد استقالات لعدد من أعضائه وقياداته، على خلفية إقصائهم من قبل رئيس الحزب ياسين إبراهيم، والذي حاول قبل ذلك سحب وزراء الحزب من حكومة يوسف الشاهد، في خطوة وصفت من مراقبين انها جاءت "تنفيذاً لمؤامرات القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح محمد دحلان المرتبط بالإمارات".

وأعلن 24 عضواً من المجلس الوطني، والمجالس والمكاتب المحلية في محافظة صفاقس، لحزب "آفاق تونس"، استقالتهم من جميع هياكل الحزب.

وعلّل المستقيلون، في بيان، نشر ليلة أمس الخميس، استقالتهم الجماعية، بـ"عدم احترام المؤسسات الجهوية والمحلية المنتخبة والشرعية من قبل ياسين إبراهيم، وسعيه قبل وبعد انتخابه، في المؤتمر الأخير للحزب، إلى إقصاء كل من خالفه الرأي".

وتعصف الخلافات السياسية بحزب "آفاق تونس"، منذ اتهام إبراهيم بمحاولة إسقاط حكومة الشاهد، تنفيذاً لأجندة خارجية، في وقت وجّهت له انتقادات على خلفية علاقات ولقاءات غير معلنة مع محمد دحلان، القريب من دوائر القرار في دولة الإمارات.

ورفض إبراهيم التعليق على هذه الانتقادات، أو التوضيح، في وقت كان الملف يشغل الرأي العام في تونس، والتي شهدت انتقادات لعدد من الأحزاب على خلفية علاقاتها بالإمارات، مع تفاقم الأزمة بين البلدين، غداة إهانة السلطات الإماراتية للتونسيين، بقرار حظر سفر التونسيات من وإلى أراضيها، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وتُعدّ هذه الاستقالة الجماعية، بحسب مراقبين، ضربة موجعة لحزب "آفاق تونس" قد تزيد من انقساماته، بعد اتخاذ إبراهيم، قراراً بفصل وزراء في حكومة الشاهد من الحزب، بسبب رفضهم الاستقالة منها، وإقصاء كل من رفض الانسحاب من "وثيقة قرطاج"، ما دفع كريم الهلالي رئيس المكتب السياسي ونائب رئيس كتلة الحزب البرلمانية، إلى الاستقالة.

وعزا المستقيلون قرارهم أيضاً، وفق ما ورد في بيان الاستقالة، إلى "الغموض الحاصل والدائم حول القرارات المسقطة، وخاصة إقصاء الوزراء وكتاب الدولة المنتمين للحزب، إثر قرارهم مواصلة العمل صلب الحكومة".

وانتقد المستقيلون بشدة "اعتبار جهة صفاقس، وخاصة مناضليها وقياداتها الجهوية والمحلية، قاعدة انتخابية دورها الوحيد الامتثال غير المشروط لأوامر ياسين إبراهيم"، مشيرين إلى أنّ "استعمال السلطوية والنفوذ وسياسة (فرّق تسُد) لفرض الخيارات، لا تخدم المصلحة الوطنية أولاً والجهوية ثانياً والحزبية ثالثاً".

ودان المستقيلون، في بيانهم، "عدم سعي ياسين إبراهيم للمّ شمل الحزب، وترميم ما تصدّع من أركانه، إثر انسحابات وتجميد عضويات، وتعنته في دعم هذه الانشقاقات"، موجّهين رسالة إلى "مناضلي ومناضلات حزب آفاق تونس، بضرورة عدم التستر على الممارسات التي من شأنها إعادة نمط سياسي مبني على الولاء للشخص".


في غضون ذلك، كان حزب "آفاق تونس"، يعلن على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، افتتاح مقر المجلس المحلي للحزب بمحافظة صفاقس، بحضور إبراهيم، وأعضاء المكتب السياسي، وأعضاء من المجلس الوطني، ورؤساء المكاتب.

وأكد الحزب، في منشوره، أنّ "هذه المناسبة شهدت استقطاب شخصيات جهوية جديدة"، من دون تعليق على موجة الاستقالة الجماعية التي هزب المحافظة.

ويمضي إبراهيم، في خياره الدخول في قائمات ائتلافية مع الاتحاد المدني، الذي يضمّ 11 حزباً لخوض الانتخابات البلدية، المقررة في 6 مايو/أيار المقبل، الأمر الذي يمثّل أيضاً نقطة اختلاف داخل "آفاق تونس"، بحسب قيادات محلية في الحزب.

المساهمون