الحزب الحاكم يفوز بانتخابات إسبانيا بلا غالبية برلمانية

الحزب الحاكم يفوز بانتخابات إسبانيا بلا غالبية برلمانية

فرانس برس

avata
فرانس برس
21 ديسمبر 2015
+ الخط -
وجّه الناخبون الإسبان تحذيراً قاسياً، أمس الأحد، للحزبين التقليديين الحزب "الشعبي" (يمين محافظ) الذي حل في الطليعة في الانتخابات التشريعية، لكنّه خسر الغالبية المُطلقة والحزب "الاشتراكي"، الذي حل ثانياً، يليه حزب "بودوموس" (اليساري الراديكالي)، ما يعني تشكيل برلمان مُجزأ وصعوبات في حكم البلاد.

وفاز المحافظون الذين يحكمون إسبانيا منذ 2011، بـ 121 مقعداً من 350 مقعداً في البرلمان، أي أنّهم خسروا 65 مقعداً مقارنة بانتخابات 2011، وأصبحوا بعيدين من الغالبية المُطلقة، التي تتيح لهم الحكم بلا مشاكل.

اقرأ أيضاً: زلزال سياسي في إسبانيا بعد انتخابات البلديات والأقاليم

وحتى مع دعم 40 نائباً من الحزب الناشئ الليبرالي "سيودادانوس"، الذي أعلن مراراً رفضه رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريانو راخوي، سيجد صعوبات في تشكيل حكومة.

ومع ذلك فقد أعلن راخوي أنه سيحاول تشكيل حكومة.

وحقق الحزب الاشتراكي، الذي حل ثانياً بـ91 مقعداً، أسوأ نتيجة في تاريخه. وباتت هيمنته مُهددة مع صعود حزب جديد آخر هو حزب "بودوموس". وحزب بابلو إيغلسياس، الذي تأسس في يناير/كانون الثاني 2014 برز باعتباره القوة السياسية الثالثة في البلاد، وحصل مع حلفائه على أكثر من 20 في المائة من الأصوات و69 مقعداً.

وقالت مساعدة رئيس الحكومة، سورايا سيينز دو سانتاماريا عند إعلانها النتائج شبه النهائية بعد فرز أكثر من 90 في المائة من بطاقات التصويت "فاز الحزب الشعبي بهذه الانتخابات وحصل على أكبر نسبة من الأصوات".

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة برشلونة، جوردي ماتاس، فاعتبر أنه "نصر للحزب الشعبي، لكن قد تشهد إسبانيا أمراً غير معتاد بأن لا يتمكن الفائز من أن يحكم".

في غضون ذلك، أعلن زعيم "بودوموس"، بابلو إيغليسياس "أن إسبانيا جديدة ولدت مع وضع حد لنظام التداول"، بين الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي، مُطالباً بإصلاح دستوري لضمان حقوق السكن والصحة والتعليم.

وبعد أكثر من 30 عاماً من مشهد سياسي يهيمن عليه قطبان تمكن "بودوموس"، الذي انبثق عن حراك "الغاضبين"، من التمدّد على حساب الاشتراكيين، في حين استقطب "سيودادانوس" نسبة من ناخبي اليمين التقليدي، ولكن أيضاً بالتأكيد من ناخبي الحزب الاشتراكي.

وبرز "بوديموس" و"سيودادانوس" بعد أزمة غير مسبوقة لم تطل الاقتصاد فحسب، بل أيضاً المؤسسات التي نخرها الفساد، من دون أن يوفر الأحزاب التقليدية والشركات الكبرى والنقابات وحتى ابنة الملك خوان كارلوس.

وكان اليمين يدرك أن المعركة ستكون صعبة لكسب الرأي العام، الذي عانى من سياسة التقشف التي رافقها إصلاح حدّ من حقوق الأجراء مع بطالة تطاول خمس القادرين على العمل.

وكان الناخبون قد عبروا عن ذلك في انتخابات المناطق والانتخابات البلدية في 24 مايو/أيار، إذ أوصلوا إلى الحكم لوائح مواطنية أدمجها بودوموس خصوصاً في مدريد وبرشلونة وكاديز. ويدير اليسار منذ تلك الانتخابات ثماني من المناطق الإسبانية الـ17.

وحاول راخوي التخلص من صورته كسياسي بعيد عن الشارع، وزار 19 مقاطعة. كما أقام حملته على جديّته والانتعاش الاقتصادي مُحاولاً كسب أصوات الـ10.9 ملايين ناخب الذين تزيد أعمارهم عن الستين من ضمن 34.6 مليون ناخب في إسبانيا.

لكن هذه الاستراتيجية لم تكن كافية للحؤول دون صعود "بوديموس" ومثله "سيودادانوس" بزعامة الشاب البير ريفيرا (36 عاماً) الذي يتمتع بشعبية لدى الكوادر الشابة.

وكان "بودوموس" قد وعد بإجراءات اجتماعية عاجلة لجميع المهمشين وبتنظيم استفتاء حول استقلال كتالونيا مثل ما حصل في اسكتلندا والكيبيك. وحل "بودوموس" أولاً في هذه المنطقة الغنية من شمال شرق إسبانيا، التي تطالب بلا جدوى منذ سنوات بإجراء استفتاء على الاستقلال.

وطالب "بودوموس" و"سيودادانوس" بـ"تجديد الديمقراطية" وبمزيد من الشفافية في الحياة السياسية لوضع حد للفساد.

وتختتم هذه الانتخابات سنة حفلت بالانقلابات الانتخابية في جنوب أوروبا مع فوز اليسار الراديكالي في اليونان في يناير/كانون الثاني الماضي، وتولي تحالف أحزاب يسارية السلطة في البرتغال في أكتوبر/تشرين الأول. فيما يثير تحالف اليسار الإسباني خوف راخوي.


اقرأ أيضاًالانتخابات التشريعية الإسبانية: هل تنهي هيمنة الحزبين التاريخيين؟

ذات صلة

الصورة
يولندا دياز خلال مؤتمر صحفي في مدريد، 24/4/2023 (كارلوس لوخان/ Getty)

سياسة

قالت نائبة رئيس الوزراء الإسباني يولاندا دياز إن "فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر"، في تصريح أدانته إسرائيل، بعد تحرك إسبانيا للاعتراف بالدولة الفلسطينية
الصورة

مجتمع

أبدت جامعات إسبانيا، الخميس، استعدادها لتعليق تعاونها مع أي مؤسسة تعليمية إسرائيلية لا تعرب عن "التزام واضح بالسلام"، مع احتدام الحرب على غزة.
الصورة

سياسة

ذكرت شبكة الإذاعة والتلفزيون الأيرلندية (آر تي إي)، أن أيرلندا وإسبانيا ودول أخرى أعضاء بالاتحاد الأوروبي تدرس الاعتراف بدولة فلسطين في 21 مايو الجاري.
الصورة

مجتمع

من يكون خوسيه أندريس، الطاهي الذي يقف وراء وصول أول سفينة مساعدات محملة بالمواد الغذائية من قبرص إلى قطاع غزة الذي يئن تحت وطأة المجاعة..

المساهمون