الاحتلال يقمع فعاليات سلمية بالضفة الغربية رافضة للضم والاستيطان

الاحتلال يقمع فعاليات سلمية بالضفة الغربية رافضة للضم والاستيطان

12 يونيو 2020
اندلعت مواجهات مع الاحتلال (جعفر اشتية/فرانس برس)
+ الخط -
اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، على فعاليات ومسيرات سلمية رافضة لمخططات تل أبيب لضم أجزاء من الضفة الغربية، وكذلك رفضا للاستيطان، فيما نفذ مستوطنون اقتحامات طاولت عدة مناطق بالضفة الغربية.

واعتدت قوات الاحتلال على المشاركين في مسيرة سلمية في قرية الزبيدات شمال مدينة أريحا، رافضة لمشروع الضم، حيث انطلقت المسيرة عقب إقامة صلاة الجمعة بمشاركة الأهالي وشخصيات وطنية فلسطينية. وعبر المشاركون في المسيرة عن رفضهم لمشروع الضم الذي يستهدف الأغوار والتي تهدد حكومة الاحتلال بتنفيذه مطلع يوليو/ تموز القادم، مؤكدين أن الأغوار ستبقى على الدوام جزءا أصيلا من أراضي الدولة الفلسطينية.

وفي قرية أودلا جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية، أقام الأهالي صلاة الجمعة على أراضٍ يهددها الاحتلال بالمصادرة لصالح شق طريق استيطاني، يصل مفترق مستعمرة "يتسهار" المقامة على أراضي نابلس بحاجز زعترة العسكري المقام جنوبي نابلس، وفق ما أفاد به عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" محمد دويكات، في حديث لـ"العربي الجديد".
وأوضح دويكات أن الفعالية ضد شق ذلك الطريق الاستيطاني الذي يهدد بالتهام أراضي بلدات حوارة وبيتا وأودلا، ويعزل أجزاء من تلك القرى والبلدات ويقضي على التواصل الجغرافي بيها، مشيراً إلى أن الاحتلال بدأ العمل في تلك الطريق خلال الأيام الماضية.
من جهة ثانية، أصيب 5 فلسطينيين؛ بينهم 3 صحافيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة السلمية الأسبوعية في قرية كفر قدوم شرقي قلقيلية شمالي الضفة الغربية والمناهضة للاستيطان، والتي خرجت رفضا لقرار حكومة الاحتلال.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، في تصريح، بأن العشرات من جنود الاحتلال هاجموا المشاركين في المسيرة الأسبوعية، التي خرجت بعد صلاة الجمعة، بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أدى إلى إصابة خمسة بينهم مصور وكالة "فرانس برس" جعفر اشتية، ومصور وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" أيمن نوباني، ومصور فضائية "فلسطين" الرسمية فادي الجيوسي، كما أصيب العشرات بالاختناق وعولجت جميع الإصابات ميدانيا.


وأكد شتيوي اندلاع مواجهات عنيفة بين جنود الاحتلال وعشرات الشبان الذين تصدوا لهم بالحجارة، وأشعلوا النار في عشرات الإطارات المطاطية قرب مستعمرة "قدوميم" المقامة على الأراضي الشرقية لقرية كفر قدوم، وحيث تقام البوابة التي تغلق شارع القرية منذ أكثر من 17 عاما. وخلال المسيرة، ردد المشاركون الشعارات الوطنية الغاضبة المنددة بالاحتلال وسياساته العنصرية والمطالبة بتصعيد المقاومة الشعبية في كل مكان.
كذلك أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، بعد قمع جيش الاحتلال المسيرة الأسبوعية في قرية نعلين غربي رام الله. وانطلق المشاركون في المسيرة، عقب صلاة الجمعة، من وسط القرية باتجاه جدار الضم والتوسع المقام على أراضيها، وأطلق جيش الاحتلال الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع بكثافة، ما أدى إلى إصابة العشرات من المشاركين بالاختناق.


ورفع المشاركون العلم الفلسطيني، ورددوا الهتافات والشعارات المنددة بخطط الاحتلال لضم أجزاء من الضفة الغربية، فيما أدت قنابل الغاز التي أطلقها الاحتلال إلى اشتعال النيران بالأراضي والحقول المجاورة وأشجار الصبار.
واندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال في منطقة باب الزاوية بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، ولم يبلغ عن وقوع إصابات، بينما اندلعت مواجهات أخرى بين شبّان فلسطينيين وقوات الاحتلال في مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، ولم يبلغ كذلك عن وقوع إصابات.
على صعيد آخر، هاجم مستوطنون عددا من منازل المواطنين الفلسطينيين في قرية سوسيا شرق يطا جنوبي الخليل، جنوبي الضفة الغربية، بينما تعرضت محاصيل زراعية إلى عملية تخريب واسعة، بعد أن قام أحد المستوطنين بإطلاق ماشيته باتجاه أراضي المواطنين الفلسطينيين هناك.
وأفاد منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان شرق يطا وجنوب الخليل، راتب الجبور، في تصريحات صحافية، بأن المستوطنين بحماية جيش الاحتلال اقتحموا القرية، وتجولوا فيها، وهاجموا عددا من منازل المواطنين، حيث تصدى لهم الأهالي.
من جهة ثانية، دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي خطوط المياه الناقلة إلى سهل قاعون في الأغوار الشمالية الفلسطينية شمال شرقي الضفة الغربية، بسبب التدريبات العسكرية في الأراضي الزراعية بتلك المنطقة. كما تمركزت عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية على مشارف قريتي تياسير والعقبة في الأغوار الشمالية، بعد إجراء تدريبات عسكرية في المنطقة على مدار أسبوع، وفق مصادر محلية وحقوقية في الأغوار.
في سياق آخر، أدى أهالي سلفيت وعدة قرى صلاة الجمعة في المنطقة الغربية من قرية كفل حارس شمال غربي سلفيت شمالي الضفة الغربية، والمهددة أراضيها بالمصادرة لصالح الاستيطان والبالغة مئات الدونمات، حيث تم اقتلاع مئات أشجار الزيتون في تلك الأراضي، وفق ما أفاد به رئيس بلدية كفل حارس شمالي سلفيت عصام أبو يعقوب لـ"العربي الجديد".
وكان مستوطنون اقتحموا، الليلة الماضية وفجر اليوم، بلدة كفل حارس، بحماية قوات الاحتلال ودنسوا مقامات إسلامية في البلدة وأدوا طقوسا تلمودية فيها، وأغلق الاحتلال المحال التجارية، ومنع الأهالي من التنقل، وردد المستوطنون هتافات وشعارات عنصرية، وفق تصريحات أبو يعقوب، مشيرا إلى أن أحد الأهالي اضطر لاقتصار حفل زفافه لحين من الوقت بسبب إغلاق الاحتلال للبلدة منذ الليلة الماضية.


واعتقلت قوات الاحتلال شابا من بلدة نحالين غربي بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، بعد اقتحام البلدة وإطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، فيما دهمت موقعا فيه جرافات وشاحنات للمواطن أحمد عبد الحافظ سواد، بحجة أنه يقوم بأعمال حفر وتجريف في منطقة "تخضع للأمن الإسرائيلي"، في محاولة لتخويفه وتحذيره بعدم الإقدام مرة أخرى على دخول المنطقة، وفق ما ذكرت مصادر صحافية.
ودهمت قوات الاحتلال عمارة سكنية في حارة النفق بمدينة بيت جالا غربي بيت لحم، واستولت على مبلغ من المال يقدر بنحو ألف دولار بعد مداهمة إحدى الشقق السكنية، فيما صور جنود الاحتلال غرف العمارة وأخذوا قياساتها.
من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا من قرية عزبة شوفة جنوب شرقي طولكرم شمالي الضفة، كما اعتقلت الأسيرين المحررين عمار راغب صلاح وعبد سعيد صلاح، من قرية برقة، شمالي نابلس شمالي الضفة، وأيضا حارس المسجد الأقصى المبارك محمد السنجلاوني واقتادته إلى أحد مراكز التحقيق التابع لها.

المساهمون