استمع إلى الملخص
- تصاعد التوتر بإعلان استشهاد جندي مصري ثانٍ، إسلام إبراهيم، من نفس الاشتباكات، وسط غموض رسمي حول تفاصيل الحادث وعدد الشهداء.
- وسائل إعلام عبرية تشير إلى رغبة مصرية إسرائيلية في تجنب التصعيد و"ترك القضية تموت بهدوء"، مع استمرار الحوار لاحتواء الموقف، وسط تساؤلات حول تعامل الحكومة المصرية وتأكيدات على أهمية نتائج التحقيقات.
بينما شيع أهالي قرية العجميين بمحافظة الفيوم (غرب القاهرة)، في جنازة شعبية حاشدة، جثمان المجند عبد الله رمضان الذي استشهد برصاص إسرائيلي، مساء أول من أمس الاثنين، في اشتباكات معبر رفح البري بالمنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة، كُشِف أمس عن استشهاد جندي مصري ثانٍ متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباكات معبر رفح أمس الأول.
ولم يصدر عن الجهات الرسمية المصرية، أي تأكيد بأن المجند رمضان هو الذي سقط في اشتباكات معبر رفح كما لم تقم جنازة عسكرية للشهيد، على غرار ما هو معتاد في مثل هذه الحالات، إذ لم يحضر الجنازة سوى ضابط واحد في الجيش برتبة رائد، ولواء شرطة من مديرية أمن الفيوم. وأقيمت الجنازة بمراسم عادية، وليست عسكرية، في حضور أبناء القرية.
استشهاد جندي آخر جراء اشتباكات معبر رفح
بموازاة ذلك، تم التداول أمس الثلاثاء باستشهاد جندي مصري آخر متأثراً بجراحه يدعى إسلام إبراهيم عبد الرازق (22 عاماً)، ومسقط رأسه عزبة جاب الله التابعة لمركز سنورس في محافظة الفيوم. وبحسب ما توفر من معلومات، فإن أسرته أبلغت أنه توفي متأثراً بجراحه خلال اشتباكات معبر رفح التي وقعت بين جيش الاحتلال والجيش المصري. ولم يصدر أيضاً عن الجهات الرسمية، أي تحديث للشهداء حتى عصر أمس، حيث اكتفى المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصرية، بإعلانه أول من أمس الاثنين، عن استشهاد أحد العناصر المكلفة بالتأمين في المنطقة، وأن القوات المسلحة تجري تحقيقاً بواسطة الجهات المختصة حيال حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودي. مع العلم أن كتيبة عبد الله وإسلام كانت مسؤولة عن التأمين الداخلي للسور العازل مع قطاع غزة، على بعد مائة متر من الحدود المصرية الفلسطينية.
لم تقم جنازة عسكرية للجندي رمضان كما هو معتاد
في موازاة ذلك، أفادت وسائل إعلام عبرية أمس بأن الجانبين الإسرائيلي والمصري غير معنيين بتطور قضية اشتباكات معبر رفح وأنهما سيتركانها "لتموت بهدوء" بعيداً عن الضجة الإعلامية. وذكرت هيئة البث الإسرائيلي كان، أمس الثلاثاء، أنّ الطرفين لا يريدان تحويل اشتباكات معبر رفح إلى أزمة استراتيجية، في ظل محاولات التوصل إلى حل بشأن فتح معبر رفح من جديد. بدورها، أوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت، أمس الثلاثاء، أنّ ثمة "حواراً هادئاً" يجري بين مسؤولين إسرائيليين ومصريين كبار، يقوم المسؤولون الإسرائيليون من خلاله بتمرير المعلومات الموجودة بين يدي الجيش الإسرائيلي حول اشتباكات معبر رفح إلى الجانب المصري.
وأثارت اشتباكات معبر رفح التي تعد الأولى من نوعها، تساؤلات حول الطريقة التي ستتعامل بها الحكومة المصرية، لمعالجة الموقف، لا سيما مع تصاعد الغضب الشعبي الداخلي ضد ما اعتبر عدواناً إسرائيلياً على السيادة المصرية، حيث إن معبر رفح طبقاً للقانون يخضع للإشراف المصري، وليس للجانب الإسرائيلي الحق في التواجد العسكري في المنطقة الحدودية من الجانب الفلسطيني أصلاً.
ضابط الاتصال السابق لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في البلقان أيمن سلامة، قال في حديث لـ"العربي الجديد": "لا أعتقد أنه سيكون هناك رد متسرع من مصر". وبرأيه ستنتظر القاهرة "نتائج التحقيق العسكري المصري فضلاً عن التحقيق المشترك مع إسرائيل الذي أعلن عنه فور الحادث"، لافتاً إلى أنه "من المهم النظر إلى أن هذه المنطقة، سواء محور فيلادلفيا داخل غزة أو حتى معبر رفح في الأراضي المصرية، تحتوي على العديد من أجهزة المراقبة والرادار والاستطلاع الحديثة، فضلاً عن كاميرات المراقبة، حيث يمكن لهذه الأجهزة والمساعدات الفنية أن تكشف عما حدث بالفعل".
مصر لن تجاري إسرائيل في التصعيد
من جهته، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير رخا أحمد حسن، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "مصر تدرك الموقف التعس الذي أوقعت إسرائيل نفسها فيه، ولن تجاريها في التصعيد لتبرير عدوانيتها ومجازرها ضد المدنيين الفلسطينيين". وأضاف أنه جارٍ التحقيق في الحادثة، وإن كانت المؤشرات تدل على أنها "ناتجة عن انفعال تحول إلى إطلاق نار وأن الاتجاه الغالب من الجانبين الإسرائيلي والمصري هو احتواء الموقف، لأن أي تصعيد غير مطلوب وغير مرغوب فيه في المرحلة الحالية".
رخا أحمد حسن: مصر لن تجاري إسرائيل في التصعيد لتبرير عدوانيتها
ووصف المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير حسين هريدي، تأثير الحادثة بـ"الخطير"، قائلاً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه "يجب انتظار نتيجة التحقيقات المشتركة، لكن التأثير على الشعب في مصر خطير". وأضاف: "ربما هناك تفاهمات بين الولايات المتحدة ومصر، تمت خلال الاتصال الهاتفي الأخير بين الرئيس (عبد الفتاح) السيسي والرئيس جو بايدن، ووعد الأخير بإرسال فريق من مجلس الأمن القومي الأميركي إلى القاهرة قريباً لبحث بعض المسائل المتعلقة بمعبر رفح".
وكان مصدر أمني مصري قد قال لـ"العربي الجديد، إن "عنصر التأمين المصري الذي استشهد على الشريط الحدودي برفح، قُتل برصاص قناصة إسرائيلية"، مؤكداً أن "الجانب المصري لم يبدأ بإطلاق النار، كما يروج الإسرائيليون". وكانت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي قد نقلت، أمس الأول، عن مصادر، قولها إن "الجانب المصري هو من بدأ بإطلاق النار". وزعمت القناة "14" أن جنوداً من الجيش المصري بدأوا بإطلاق النار من رفح المصرية باتجاه جنود إسرائيليين. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أنه لم تقع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية.