الآلاف يشاركون في مهرجان "الأقصى في خطر": النصر حتمي

الآلاف يشاركون في مهرجان "الأقصى في خطر": النصر حتمي

أم الفحم
نايف زيداني
نايف زيداني
صحافي فلسطيني من الجليل، متابع للشأن الإسرائيلي وشؤون فلسطينيي 48. عمل في العديد من وسائل الإعلام العربية المكتوبة والمسموعة والمرئية، مراسل "العربي الجديد" في الداخل الفلسطيني.
12 سبتمبر 2014
+ الخط -
توجه عشرات الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة، إلى مدينة أم الفحم، اليوم الجمعة  للمشاركة في"مهرجان الأقصى في خطر التاسع عشر"، الذي نظمته الحركة الإسلامية فرع الشمال، والذي تخللته كلمات تؤكد على خطورة ما يتعرض له الأقصى، فضلاً عن دعوات للتمسك بوحدة الصف الفلسطيني لهزيمة الاحتلال.

وتحدث عريف المهرجان، الشيخ حسام أبو ليل، نائب رئيس الحركة الإسلامية، في الكلمة الافتتاحية، عن حتمية انتصار شعوب سورية ومصر والعراق وليبيا وكذلك غزة وأهلها. وأضاف أبو ليل "الأقصى منتصر والقدس منتصرة رغم أنف الحاقدين".

وكانت الكلمة الثانية لرئيس بلدية أم الفحم، خالد حمدان، الذي قال إن "الأقصى في خطر ويمرّ بأحلك الظروف في ظل المخططات التي يتعرض لها ليل نهار، ولكن علينا التنبه إلى خطر داهم أكبر، وهو الخطر الذي يهدد حياة الأمة وحاضرها ومستقبلها ويهدد المشروع الإسلامي الذي بات وشيكاً أن يخرج إلى النور وإن كره المتخاذلون الحاقدون، فبنظر مفكرين غربيين، العقد المقبل سوف يكون حاسماً للإسلام والخلافة الاسلامية".

وتحدث عن تنظيم "داعش"، مشيراً إلى أنه "شمّاعة يستخدمها الغرب لضرب الإسلام"، مستدركاً أن "نفس هؤلاء الذين يريدون ضرب الإسلام، تآمروا ولا يزالون على انتصارات الشعب المصري والسوري والليبي والعراقي واليمني والتونسي، ويتآمرون على غزة وانتصاراتها. وبكل ألم ومرارة فإن من يدير هذه المؤامرات طغاة العرب".

ثالث المتحدثين كان رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد زيدان، الذي اعتبر أن "مهرجاناً من هذا النوع يُبقي الأقصى في وجدان الأمة العربية والإسلامية".

وحول تنظيم "الدولة الإسلامية"، لفت إلى أن "ما يحدث مؤامرة كبيرة بدأت منذ عشرات السنين". وأضاف "قضية داعش باتت تشغل المنطقة ولكن من صنعه ومن يسلحه؟ "داعش" وجد لتقسيم العالم العربي والإسلامي وتمزيقه، ولفتح الباب امام الغرب لتمزيق المنطقة بذريعة مكافحة الارهاب".

أما الوزير السابق حاتم عبد القادر، مسؤول ملف القدس سابقاً من قبل السلطة الفلسطينية فتحدث قائلاً: "جئنا من القدس أرض النضال والصمود والشهادة. نحن هنا لنؤكد أن الأقصى خط أحمر، ورسالتنا من خلال هذه الجماهير الغفيرة أن للأقصى حماة".

وأضاف "الأقصى في خطر ليست مجرد مقولة إعلامية وإنما هي واقع من دون أي مبالغة. ما يجري على الأرض يؤكد هذه المقولة فهناك استهداف سياسي لتكريس خرافة قالها الحاخامات وصدقها العسكر ليس لها أصول، ليبرروا وجودهم على هذه الأرض ولكي يلتقطوا مسوّغاً دينياً وإن كان باطلاً لاحتلال مدينة القدس".

وتابع "لكن نقول لهم لن تستطيعوا تحقيق مخططاتكم في تهويد المدينة. سندافع عن القدس والأقصى بكل قوتنا، ونناشد الأمة العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها من خلال رؤية واستراتيجية فلا يكفي البكاء على أطفال فلسطين". وشدد على أنه يتوجب "على الأمة أن تحدد موقفها إن كانت القدس وإن كان الأقصى في صلب عقيدتها أو لا".

ووجه التحية لأهالي غزة ونصرهم ودعا الى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وصياغة موقف فلسطيني موحد من أجل القدس ودحر الاحتلال.

من جهته، قال كاهن مدينة سخنين للروم الأرثوذوكس، صالح خوري، في كلمته إن "المسجد الأقصى بالنسبة لي ككنيسة القيامة. الكنائس والمساجد ستبقى تعانق بعضها وإن لم يعجب ذلك الحاقدين. الديانات تدعو الى المحبة والتسامح بعيداً عن البغضاء والكراهية. سنبقى ننصر الحق الذي يعود بالخير على عروبتنا".

صلاح: النصر الكبير آت

وكان آخر المتحدّثين رئيس الحركة الإسلامية، الشيخ رائد صلاح، الذي قال في مستهل حديثه "أنا لا أملك مالاً ولكني أتبرع بروحي لغزة العزة"، في تعليقه على حملة التبرعات التي تم اطلاقها خلال المهرجان.

ووجه صلاح خطابه للاحتلال قائلاً "كما هزمتك غزة العزة على أعتابها وفوق أرضها وتحت سمائها، فسنهزمك إن شاء الله في المسجد الأقصى المبارك، رغم كل المخططات والعربدة". وأضاف "غزة وعدت أن ختام إعلانها عن النصر الكبير سيكون في المسجد الأقصى المبارك بإذن الله رب العالمين".

وتحدث عن محاولات اسرائيلية لتمزيق الصف الفلسطيني، محذراً الاحتلال المهزوم بقوله "لن تفلح أنت ولا حلفاؤك من عرب وعجم في جرّ شعبنا الفلسطيني الى اقتتال داخلي، نحن نعترف لك أنك المفسد الاول في الأرض ولكننا على يقين أن وعي شعبنا في الضفة وقطاع غزة وفي القدس واكنافها وفي الشتات، أقوى من مخططات فسادك وإفسادك".

وقدم صلاح مجموعة من النقاط معرباً عن أمله في أن تعمل عليها كل من السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، وحكومة التوافق الوطني ورئيسها رامي الحمد الله، و"حماس" وفتح والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية وكل الفصائل الفلسطينية.

ولخصها بالإسراع في نجدة غزة، مواصلة الاصرار على تحقيق كل مطالب الوفد الفلسطيني الموحد في مفاوضات القاهرة، فضلاً عن التمسك بكل الثوابت الفلسطينية. كما شدد على ضرورة مواصلة الاصرار على دحر الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المباركة، إلى جانب الالتفاف حول المصالحة الفلسطينية.

ودعا صلاح أيضاً إلى تفويت الفرصة على كل صوت حتى لو كان فلسطينياً يطمع بإحداث الشقاق والعداوة في الصف الفلسطيني الواحد.

كما طالب "بالإسراع فوراً والسعي الجاد للتوقيع على معاهدة روما من أجل مطاردة الاحتلال وجرائمه في كل محاكم الدنيا لأن الساكت عن المجرم هو مجرم".

كذلك وجّه صلاح خطابه إلى الأمة المسلمة والعالم العربي وأهلنا الشعب الفلسطيني، قائلاً "إنه في الوقت الذي نؤكد فيه بيقين بقرب انتصار الربيع الإسلامي والربيع العربي والربيع الفلسطيني، في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية والعراق وتركيا وفلسطين، في هذا الوقت ونحن نزداد يقينا بالبشائر القريبة، فإننا نطالب الأمة المسلمة والعالم العربي وأهلنا الشعب الفلسطيني بالانتباه للمخططات الشريرة العالمية التي تدبّر ضدنا".

وأضاف "نطالب بإصرار الشعوب على حقها الشرعي باختيار نظامها الشرعي وحاكمها الشرعي"، فضلاً عن المطالبة "علانية برفض الأنظمة العسكرية الدموية ورفض الرجعية العربية التبعيّة ورفض الأنظمة الباطنية". وتابع "نطالب بالسعي إلى الوحدة الكبرى، وحدة الأمة المسلمة والعالم العربي في وجه كل اعدائنا". وأضاف "نذكر الجميع بضرورة الثقة الدائمة المتنامية، التي تقوى يوما بعد يوم، نطالب الجميع بضرورة الثقة بنصر الله تعالى".

وأنهى الشيخ صلاح حديثه بالتطرق الى تنظيم "داعش" قائلاً "أقولها بلا تردد، في الوقت الذي نؤكد فيه التزامنا بالموقف الإسلامي الشرعي الراشد الذي حدده الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من الحركة التي أطلقت على نفسها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وحدد هذا الاتحاد موقفه من ممارساتها ونحن معه، إلا اننا في نفس الوقت نؤكد رفضنا المطلق والمبدئي لتحالف الشر الذي أعلن عنه (الرئيس الأميركي باراك) أوباما، وبات يهدد باسمه بقصف العراق او سورية أو أي بقعة من الوطن الإسلامي والعربي".

وأضاف "نؤكد هو تحالف شر عالمي أوقع الويلات على الامة المسلمة والعالم العربي في الماضي القريب، ونتساءل أين كان هذا التحالف من الإرهاب البوذي في بورما وسيريلانكا والهند؟ اين كان هذا التحالف العالمي من الارهاب الصيني في تركستان الشرقية ضد المسلمين؟ أين كان هذا التحالف من الارهاب الأوروبي الصليبي في افريقيا الوسطى وأين كان من الارهاب الإسرائيلي في غزة العزة والقدس المباركة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني؟ أين هو من كل هذا الإرهاب؟".

وخلص إلى القول "لذلك نقول هو تحالف شرير لفرض المزيد من التقسيم والفرقة والعداوة على مسيرة الأمة المسلمة والعالم العربي ويسعى بشكل خاص إلى محاولة دفن الربيع العربي والربيع الاسلامي والربيع الفلسطيني".

وكان المهرجان شهد العديد من الفقرات الفنية، التي تناولت الوضع في سورية والعراق ومصر.
وأعلن عريف الاحتفال عن تقديم درع "نصير الأقصى" لهذا العام للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، مشيراً إلى أن "الدرع لن يعطى لأحد وسنحتفظ به إلى حين خروج الدكتور مرسي من السجن".

ذات صلة

الصورة
الشيخ رائد صلاح يدخل الأقصى بعد ١٥عامًا (فيسبوك)

سياسة

دخل الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 (جرى حلها بعد أن حظرتها إسرائيل)، مساء اليوم الأحد، المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بعد إبعاد قسري من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي دام خمسة عشر عاماً.
الصورة
الإفراج عن الشيخ رائد صلاح بعد قضائه 17 شهراً في سجون الاحتلال-محامو الشيخ صلاح

سياسة

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، عن الشيخ رائد صلاح، بعد أن قبع في السجون الإسرائيلية 17 شهراً، إثر إدانته من قبل محكمة الاحتلال الإسرائيلي بالتحريض على العنف والمقاومة، في الملف الذي يطلق عليه اسم "ملف الثوابت".
الصورة
الشيخ رائد صلاح خلال محاكمته (العربي الجديد)

أخبار

يبدأ رئيس "الحركة الإسلامية" المحظورة في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح، اليوم الأحد، تنفيذ محكوميته بالسجن الفعلي 17 شهراً، بعد أن أدانته محكمة الاحتلال الإسرائيلي مجدداً بالتحريض على العنف والمقاومة.
الصورة
فلسطين المحتلة/سياسة/الشيخ رائد صلاح/(العربي الجديد)

سياسة

للمرة السادسة على التوالي يدخل الشيخ رائد صلاح السجون الإسرائيلية، وهذه المرة بملف الثوابت، بعدما رفضت المحكمة المركزية في حيفا الاستئناف الذي تقدّم به طاقم الدفاع يوم 11 يونيو/حزيران.