الشيخ رائد صلاح يدخل سجن الاحتلال لقضاء محكومية جديدة

الشيخ رائد صلاح يدخل سجن الاحتلال الإسرائيلي لقضاء محكومية جديدة

حيفا

ناهد درباس

ناهد درباس
16 اغسطس 2020
+ الخط -

يبدأ رئيس "الحركة الإسلامية" المحظورة في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح، اليوم الأحد، تنفيذ محكوميته بالسجن الفعلي 17 شهراً، بعد أن أدانته محكمة الاحتلال الإسرائيلي مجدداً بالتحريض على العنف والمقاومة، في الملف الذي يطلق عليه اسم "ملف الثوابت". 

وتوجه الشيخ رائد صلاح منذ الصباح إلى سجن "الجلمة" يرافقه المئات من مؤيديه ومن الشخصيات الفلسطينية في الداخل، قائلا قبل دخوله إلى السجن "الذي يريد أن يضغط علينا بلغة السجون حتى نتنازل نقول له خسرت، مرحباً بألف سجن من أشكالك نحن هنا باقون مع ثوابتنا الإسلامية الفلسطينية العروبية". مضيفا: "الذي أريد أن أقوله من خلالكم، لا تدخلوا البيوت إلا من أبوابها، وعار على من يريد أن يدخل القدس والأقصى من باب الاحتلال الإسرائيلي".
وحمل طاقم الدفاع عن الشيخ صلاح السلطات الإسرائيلية ومصلحة السجون وجميع الجهات الرسمية المعنية كامل المسؤولية وتبعات أي مكروه قد يتعرض له الشيخ، خصوصاً في ظل انتشار جائحة كورونا، والتي تتستر السلطات الإسرائيلية على مدى انتشار الوباء في السجون. 


واستمرت محاكمة الشيخ رائد في ملف الثوابت ثلاث سنوات في القضاء الإسرائيلي بدأت في أغسطس/آب سنة 2017، ومن المقرر أن يقضي الشيخ رائد صلاح 17 شهراً في سجن "الجلمة"، بعدما أقرت محكمة الاحتلال، في يوليو/تموز الماضي، حساب 11 شهراً قضاها في المعتقل خلال المحاكمة. 

من جانبه، ألقى رئيس لجنة المتابعة محمد بركة كلمة أشار فيها إلى أن ملاحقة الشيخ رائد صلاح والحكم عليه بالسجن مجدداً يهدفان إلى محاولة كسر روحه وتدجينه وتحديد سقف لنشاطه السياسي والوطني. 
وسبق أن دخل صلاح المعتقل الإسرائيلي 6 مرات، كما تعرّض إلى محاولتي اغتيال، الأولى عندما أصيب خلال مواجهات هبّة القدس والأقصى عام 2000، والثانية عندما شارك في أسطول الحرية على متن سفينة "مرمرة" في مايو/أيار 2010، التي شقت طريقها لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وقد اعترضت وحدة كوماندوس إسرائيلية السفينة وقامت بعملية إنزال قتلت خلالها 11 ناشطاً تركياً كانوا على متن السفينة. 

وهتف المشاركون في وداع الشيخ رائد على مدخل السجن "شيخ الرائد شيخ الأقصى"، "شيخ الأقصى سير سير نحن وراك للتحرير"، وبتكبيرات "الله أكبر ولله الحمد لا الله الا الله".
من جهته، قال المحامي خالد الزبارقة من طاقم الدفاع عن الشيخ رائد، في مؤتمر صحافي، "يدخل شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح اليوم إلى السجن الإسرائيلي الظالم لينفذ حكماً تعسفياً بالسجن الفعلي مدته ثمانية وعشرون شهراً، بقي منها سبعة عشر شهراً للتنفيذ الفعلي، ثمن دفاعه عن الثوابت الدينية والوطنية". 
 وأوضح أن "الشيخ رائد صلاح يتعرض منذ، ما يقارب أربعة عقود، للملاحقة السلطوية الممنهجة والمحاكمات الصورية الظالمة، لا لسبب إلا لأنه يحمل فكراً ومشروعاً نهضوياً يتشبث بالثوابت الدينية والوطنية، حتى بات رمزاً لتلك الثوابت الدينية والوطنية والدفاع عن المقدسات وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى".
وأشار إلى أن "تعنت المؤسسة الإسرائيلية في تنفيذ هذا الحكم الظالم، وخصوصاً في هذه الظروف، يحمل في طياته خطراً على السلامة والصحة الشخصية لشيخ الأقصى، علماً أن السلطات الإسرائيلية تتكتم على أعداد الإصابات بفيروس كورونا في سجونها"، محملاً "مصلحة السجون وجميع الجهات الرسمية المعنية كامل المسؤولية وتبعات أي مكروه قد يتعرض له الشيخ".
وشدد على أن هذا الملف بكل ما انطوى عليه من إجراءات ومحاكمات صورية في المحاكم الإسرائيلية بكل درجاتها.
وقال أيضاً إن "الشيخ رائد صلاح هو رجل المرحلة والمهمات الصعبة، وإن المحاولة الباطلة الآثمة بوصم ديننا الحنيف بالإرهاب، والمحاولة العبثية الوقحة للتلاعب بتفسير ودلالات الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة واللغة العربية وتجريمها، من خلال إجراءاتٍ ومحاكماتٍ هزلية، تهدف إلى تطبيق سياسة كم الأفواه، هذا الأمر يُعد انتهاكاً صارخاً لكل القوانين التي تحمي الحريات وخاصة حرية التعبير عن الرأي". 
وأكد أن "طاقم الدفاع ماضون قدماً في رفع هذه القضية العادلة إلى المحافل الدولية الحقوقية والإنسانية التي يصل إليها صوتنا، فنحن نعتبر أن هذا الملف هو وثيقة بالغة الأهمية، وهو حجر أساس في فضح ممارسات المؤسسة الرسمية الصهيونية والحرب التي تشنها بكل عدوانية".
 وأعلن أنه "قد تبلورت مجموعة تضم مؤسسات حقوقية وإنسانية وشخصيات عالمية حرة بدأت بالفعل بنقل هذه القضية من المحلية إلى العالمية، انتصاراً لقيم العدل والحق واحترام الحريات".


 حملة تحريض إسرائيلية
واعتقل الشيخ رائد صلاح من منزله في مدينة أم الفحم، في أغسطس/آب عام 2017، بعد حملة تحريض إسرائيلية استهدفته خلال أحداث الأقصى في منتصف يوليو/تموز من العام نفسه. وأُحيل إلى الحبس المنزلي في كفر كنا، في 6 يوليو/تموز عام 2018، بشروط مقيدة بموجب قرار من المحكمة المركزية في حيفا.
وفي 31 ديسمبر/كانون الأول عام 2018، أحيل إلى الحبس المنزلي في مدينته أم الفحم. ولا يزال صلاح في الحبس المنزلي حتى اليوم، وهو ممنوع من لقاء الإعلام والجمهور العام. وفي 10 فبراير/شباط الماضي، صدر بحقه حكم بالسجن الفعلي لمدة 28 شهراً.


سيرته
والشيخ رائد صلاح "شيخ الأقصى" من مواليد عام 1958 في أم الفحم، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، ويُعد من أشهر الشخصيات السياسية وأبرزها مواجهة للسياسات العدائية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وفي أغسطس/آب من عام 2000، انتخب رئيساً لجمعية الأقصى لرعاية المقدسات الإسلامية، وهو أول من كشف النقاب عن حفريات المسجد الأقصى.
وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أعلنت، في قرار صدر عن الكابينت السياسي والأمني في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عن إخراج الحركة الإسلامية الشمالية التي يقودها الشيخ رائد صلاح عن القانون، وحظرت أي نشاط لها. كما قامت أذرع دولة الاحتلال بملاحقة وإغلاق كل الجمعيات الإعلامية والإغاثية والتعليمية التابعة للحركة. 

ذات صلة

الصورة

مجتمع

في عيد الأم أفادت تقارير فلسطينية بأنّ 37 أمّاً يستشهدن يومياً في قطاع غزة، في حين أنّ 28 أسيرة مغيبة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
فلسطينيون من الضفة الغربية عند حاجز قلنديا 1 (العربي الجديد)

مجتمع

تعقّد سلطات الاحتلال وصول الفلسطينيين المسنّين من الضفة الغربية المحتلة إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، لأداء صلاة الجمعة في شهر رمضان.
الصورة
الاحتلال يضع أسلاكاً شائكة فوق باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى (إكس)

سياسة

قالت محافظة القدس في فلسطين، الاثنين، إن قوات الاحتلال وضعت أسلاكاً شائكة في محيط باب الأسباط المؤدي إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، لأول مرة منذ عام 1967.
الصورة

سياسة

لم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة، للفلسطينيين من أهالي القدس والمناطق المحتلة عام 1948، بدخول المسجد الأقصى المبارك، لأداء صلاتي العشاء والتراويح.