وعند فترة العصر من كل يوم جمعة، يتجمع هؤلاء الشبان في المنطقة الواقعة على بعد أمتار قليلة من البحر في بلدة القره بوللي (نحو 60 كلم شرق طرابلس)، يقودون سياراتهم صعوداً ونزولاً، فيما يكتفي آخرون بالتفرج عليهم والتصفيق لهم.
ويقول أحمد عبد القادر عتيقة أحد المشرفين على الاستعراض إن "سيارات الدفع الرباعي كانت ممنوعة على الليبيين قبل الثورة ومسموح بها لدوائر أمنية وحكومية معينة، لكن بعد الأحداث فتحت السوق أمام الجميع"، ويضيف: "هذا المكان ملتقى للشباب الليبيين الذين يأتون من عدة مدن كل يوم جمعة. إنها صورة جميلة تمنح الأمل بأن الرياضة قادرة على حل الخلافات وحقن الدماء".
وقُبيل بدء الاستعراض، توزعت نحو 50 سيارة رباعية الدفع في أرجاء المكان، بعضها تسلقت التلة العالية، وأخرى اتخذت من ظل الأشجار المنتشرة في هذه البقعة موقفاً لها. وجلس بالقرب من هذه السيارات الحمراء والصفراء والبيضاء والبرتقالية وغالبيتها مكشوفة السقف، عشرات الأشخاص الذين أتوا ليتفرجوا أو ليشاركوا في الاستعراض، بعضهم اتخذ من الرمال مكاناً للجلوس، وبعضهم الآخر لجأ إلى صندوق سيارته.
ويستمرّ الاستعراض لمدة ساعتين، قبل أن يجمع السائقون سياراتهم الواحدة وراء الأخرى، وينطلقوا في مغامرة أخيرة تتمثل في القيادة على الشاطئ الرملي إلى جانب البحر لنحو ثلاثة كيلومترات قبل الوصول إلى الطريق السريع.
ويقول عتيقة: "ينتقدنا كثيرون إذ يقولون إن البلاد تعيش حرباً ومشاكل داخلية بينما نحن نتسلى ولا نهتم بما يجري. لكن على العكس، نحن مهتمون، وبيننا عسكريون وموظفون حكوميون، إلا أن هذا اليوم هو للترفيه وإزالة ضغوط الأسبوع". ويتابع: "ليبيا في هذا المكان ليست كما نراها على شاشات التلفزيون. ليبيا هنا فيها الخير".
اقرأ أيضاً:
أيمن الأعتر لـ"العربي الجديد": الحرب الليبية تؤخّر تقدّمي