إعفاء المتحدث باسم الخارجية السودانية بعد تأييده التطبيع مع إسرائيل

19 اغسطس 2020
تصريحات بدوي صادق لاقت استنكاراً (فيسبوك)
+ الخط -

أصدر وزير الخارجية السوداني، عمر قمر الدين، اليوم الأربعاء، قراراً بإعفاء المتحدث باسم الوزارة ومدير إدارة الإعلام فيها، حيدر بدوي صادق، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على تصريح أدلى به الأخير لوسائل الإعلام، بشأن تطلع الخرطوم ورغبتها في تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، سيراً على نهج الإمارات.

ولاقت تصريحات بدوي صادق المثيرة للجدل، استنكاراً من أحزاب سياسية شريكة في الحكم وخارجه، ومن وزراء داخل الحكومة نفسها.

كما أصدر وزير الخارجية بياناً أكد فيه أنّ ما يتعلق بإقامة علاقات مع تل أبيب لم تتم مناقشته داخل الوزارة، وأنّ المتحدث الرسمي لم يكن مكلفاً بالحديث عن هذا الموضوع.

من جهته، أكد وزير الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة، فيصل محمد صالح، في تصريح لـ "العربي الجديد"، أنّ "التطبيع مع إسرائيل لم يطرح للنقاش لا في مجلس الوزراء ولا في مجلس السيادة"، مشيراً إلى أنّ الملف طوي تماماً بعد اللقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في فبراير/ شباط الماضي.

وكان بدوي صادق قد استبق تصريحاته، أمس الثلاثاء، بمداخلة له من حسابه في موقع "سودانيز أولاين"، دعا خلالها كلاً من البرهان ورئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، إلى احترام الشعب السوداني والكشف عما يدور في الخفاء بشأن العلاقة مع إسرائيل. 

وجاء في مداخلته: "أقول لكافة السودانيين: اصطلحوا (تصالحوا) مع إسرائيل. وأقول للرئيسين البرهان وحمدوك: احترموا شعبكم واكشفوا له ما يدور في الخفاء بشأن العلاقة مع إسرائيل"، قبل أن يضيف "ولإسرائيل أقول: نحن شعب عريق يعرف مصالحه جيداً. ولن نرضى بعلاقات غير متكافئة كتلك التي أقامها نظام الهوس الديني المباد مع بعض أشقائنا العرب. ولن نطبِّع علاقاتنا معكم إلا بمنطق الند للند".

وتابع قائلاً "لن أدع منصبي في الخارجية والفهم القديم السائد، والمغلوط، عن الدبلوماسية، باعتبارها فن الكتمان أو البوح المنمق، يكبلني عن الصدح برأيي الحر في أي شأن يتعلق بالمصلحة العامة".

وزارة خارجية جمهورية السودان لم تناقش أمر العلاقات مع إسرائيل بأي شكل كان

وكان بدوي صادق قد أصدر بياناً لاحقاً قال فيه إنه أدلى بتصريحاته الصحافية تلك كرأي شخصي استناداً إلى لقاء البرهان ونتنياهو، وصمت الحكومة بعد ذلك. 


وقال بدوي إنّ لقاء البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي كان "خطوة جريئة فتحت الباب أمام اتصالات يمكن أن تتم بين الطرفين"، مضيفاً "نحن لسنا أول دولة تطبع مع إسرائيل وعلاقتنا مع اليهود قديمة منذ عهد موسى عليه السلام، وسنناقش التطبيع مع إسرائيل في دهاليز السلطة بالخرطوم ولسنا تبعا لغيرنا". وتابع: "تطبيعنا مع إسرائيل سيكون مختلفاً ومن نوع فريد ولا يشبه الدول الأخرى".


وبعد وقت قصير، نفى وزير الخارجية السوداني تصريحات المتحدث باسم الوزارة، لافتاً إلى أنه تلقى "بدهشة"، تصريحات بدوي صادق حول سعي السودان لإقامة علاقات مع إسرائيل، مشيراً إلى أن تلك التصريحات "أوجدت وضعاً ملتبساً يحتاج لتوضيح".

وذكر قمر الدين، في بيان صحافي، أن "وزارة خارجية جمهورية السودان لم تناقش أمر العلاقات مع إسرائيل بأي شكل كان، ولم يتم تكليف السفير حيدر بدوي الإدلاء بأي تصريحات بهذا الشأن".

ويبدو أن إشهار الإمارات تحالفها مع إسرائيل، الخميس الماضي، قد فتح شهية أتباعها في المنطقة للسباق علناً نحو تل أبيب. فبعدما كانت بعض الدول العربية تطبع مع إسرائيل سراً وتنسج العلاقات وتعقد اللقاءات بعيداً عن الأعين، فتح هذا التحالف الإماراتي مع الاحتلال الباب على مصراعيه لحقبة جديدة من "الوقاحة"، فراحت الدول تهرول وتستجدي التطبيع، متجاهلة المعارضة الشعبية لمثل هذه الاتفاقات التي تقدّم للاحتلال تنازلات على طبق من فضة.