أهالي العسكريين المختطفين يتوعدون الحكومة اللبنانية

أهالي العسكريين المختطفين يتوعدون الحكومة اللبنانية

04 سبتمبر 2014
أهالي المخطوفين خلال اعتصامهم (انور عمرو/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

قطعت القوى الأمنية والعسكرية الطريق بشكل كامل إلى السراي الحكومي في العاصمة اللبنانية بيروت. انتشرت الأشرطة الصفراء منذ الصباح الباكر، تمهيداً لاعتصام أهالي العسكريين المختطفين للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم.

وصل الأهالي بالعشرات بعضهم بالسيارات وأغلبهم بحافلات نقلتهم من قرى البقاع شرقي لبنان. غلبت النسوة على الرجال، أمهات وزوجات وأخوات الجنود والدركيين المخطوفين، رفعن اللافتات التي تحمّل الدولة أمانة ومسؤولية الجنود.

حضرت وسائل الإعلام المحلية بكثافة، وبعدد الكاميرات كان طالبو الحديث. حاول عدد من وجهاء العائلات ضبط المتحدثين قائلين "لا نريد سياسة، ولا طائفية".

تحدث الأهالي بنبرة حادة أمام وسائل الإعلام، التي تسابقت لنقل الكلمات على الهواء مباشرة. هدد بعضهم أهالي عرسال والسوريين المقيمين فيها، قبل أن يعود بعضهم الآخر ويعتذر، محملاً الحكومة مسؤولية ما يحدث.

تقدّم عمّ الجندي المخطوف علي الحاج حسن ليتلو بياناً باسم الأهالي، لكنه فوجئ والمعتصمون بحضور شيخ من الطائفة الشيعية إلى المكان. تقدم الشيخ إلى الكاميرات فأفسح له الأهالي المجال، قبل أن يسأله بعضهم عن صفته. أجاب الشيخ باقتضاب "انتدبي شقيق الجندي علي، الشيخ محمد ــ الموجود في أستراليا ــ لتمثيله وإلقاء كلمة باسمه". ينتمي الشيخ محمد وممثله إلى "التيار الشيعي الحر" المعارض لحزب الله، فتداعى عدد من الأهالي للوقوف بوجهه وطلبوا إليه المغادرة، فامتثل.

عادت الأنظار إلى عم الجندي المخطوف الذي تلا بياناً حمّل فيه "الحكومة اللبنانية وأهالي عرسال، وعلى رأسهم رئيس البلدية علي الحجيري والشيخ مصطفى الحجيري مسؤولية ما قد يتعرض له المخطوفون". وحذر بيان الأهالي من "فتنة كبيرة ستجتاح كافة مناطق البقاع شرقي لبنان، في حال تعرض أي من العسكريين المخطوفين للأذى".

اقتصر حضور الأهالي المعتصمين على العائلات الشيعية فقط، من دون غيرها من الطوائف التي ينتمي إليها المخطوفون. وضع الأهالي تحركهم في إطار "عشائر أبناء البقاع". "نحن أبناء العشائر البقاعية لحمنا مرّ، ولن نسكت عن بقاء أبنائنا تحت رحمة السكين"، قال محمد شقيق أحد المخطوفين.

قلّد محمد حركة الطعن بالسكين وهو يتحدث عن الثأر الذي سيطال "كل من سكت عن خطف أخي، وكل من في الدولة التي تترك جنودها"، وطالب محمد العسكريين "بالانشقاق لأن الدولة لن تحميهم".

يستمرّ اعتصام الأهالي طوال اليوم، تخللت بدايته مشادة بين قريبة أحد المخطوفين والقوى الأمنية المكلفة حماية السراي. تقدمت المرأة المسنة من السدّ البشري للقوى الامنية وصرخت: "أنتم تحمون السياسيين الصامتين عن قضية زملائكم المخطوفين، ادخلوا السراي وطالبوهم بحماية أبناء السلك العسكري".

المساهمون