"رقصة التنين" لإبعاد الأمراض والأوبئة

"رقصة التنين" لإبعاد الأمراض والأوبئة

24 مايو 2015
رقصة التنين في فييتنام (Getty)
+ الخط -
رقصتا "التنين الناري" و"الأسد" هما أشهر المظاهر التقليدية في الكرنفالات الآسيوية؛ والآن تبتهج بهما الساحات الكبرى والشوارع في ظل الاحتفال بعيد ميلاد "بوذا" رقم 2583، إذ تبدأ طقوس الاحتفال بصب الماء المعطر على تمثال صغير لبوذا مزين بالزهور، وكأنه تمثيل رمزي لعملية غسل الطفل المولود حديثاً. بعد ذلك تبدأ المراسم الاحتفالية وفق برامج كرنفالية يتفنن فيها كل بلد ليمتاز عن الآخر.

تقع المناسبة في الثامن من الشهر الرابع من التقويم الصيني، وتختلف الأيام عند تحويلها إلى التقويم الغريغوري، حيث يوافق هذا العام الخامس والعشرين من شهر مايو الحالي. وقد بدأت الاحتفالات مبكراً كالعادة، قبل أسبوع تقريباً، وفي بعض الدول يمثل هذا اليوم عيداً رسمياً مثل هونغ كونغ، ماكاو، وكوريا الجنوبية.

تتشابه الاحتفالات في معظم الدول من حيث فقرات الكرنفال الرئيسية، وأهمها الاستعراض الصيني الشهير "رقصة التنين" وهو استعراض تقليدي انتشر في العالم الشرقي وارتبط بالأعياد القومية والمناسبات الدينية. وأُدرجت الرقصة في القائمة الوطنية للتراث الثقافي غير المادي في الصين. ويرى الصينيون بخاصة أنها رقصة جالبة للحظ، واستخدمها القدامى لجلب الأمطار في أيام الجفاف وإبعاد الشرور.

إقرأ أيضاً: ملايين المصابيح تنير احتفالاً بولادة بوذا

وتحكي الأسطورة أن وباءً قد ضرب إحدى القرى الصينية، فأخبرهم أحد الكهنة بأن السبيل إلى اختفاء الوباء هو تأدية رقصة نارية لمدة ثلاثة أيام وليالٍ، فبنى أهل القرية تنيناً ضخمًا من القش وغطوه بأعواد البخور المضيئة، وأخذوا يرقصون وهم يلبسون ذلك التنين الهيكلي ويرقصون على وقع الطبول والمفرقعات النارية، وبعد الأيام الثلاثة اختفى الوباء.

وللرقصة أشكال متعددة وفقاً لتصميم التنين وطوله وأعداد المشاركين في حمل التنين. أما رقصة الأسد التي تملأ الشوارع والساحات أيضاً فتعود إلى تقدير الشعوب الصفراء للأسد باعتباره حيواناً قوياً نبيلاً في آن، وفكرتها تقوم على الرقص بدمية أسد ضخم. يؤدي هذا الاستعراض راقصان أحدهما في الأمام يرفع رأس الأسد بيديه وتكون ساقاه هما القائمتان الأماميتان للأسد، وواحد في الخلف يحني جسمه ليشكل جسم الأسد، وتكون ساقاه هما القائمتان الخلفيتان للأسد. وتتطلب رقصة الأسد لياقة بدنية عالية، ومهارات "الكونغ فو" لأنها تقوم على حركات الانقضاض والقفز والسقوط والتدحرج.



يذكر أن "بوذا" صاحب ديانة أو فلسفة يعتنقها الملايين، وينطق الاسم "بودا" ومعناه "الحكيم". واسمه الأصلي "سندهارتا" ومعناه: "كل أمانيك مجابة". وقد وًلِدَ لأحد زعماء القبائل في منطقة تقع بين الهند ونيبال – في أشهر الأقوال ــ سنة 568 ق م. وبعد سيرة حافلة مع الفلسفة والتعاليم مات بوذا سنة 480 ق م. تاركاً خلفة مساحة كبيرة من الأفكار والأساطير حول هويته وطبيعة فلسفته.. والكرنفالات الصاخبة أيضاً!

إقرأ أيضاً: ربيع الصين

دلالات

المساهمون