"النصرة" تقتحم عرساً بدير الزور وتعتدي على النساء

"النصرة" تقتحم عرساً بدير الزور وتعتدي على النساء

25 ابريل 2014
قررت الكتائب الاسلامية فصل أبو البراء (Getty)
+ الخط -

 
 اقتحم أحد مقاتلي جبهة "النصرة"، المكنّى بأبو البراء التونسي، عرساً، بمدينة دير الزور، واعتدى على إحدى النسوة بالضرب، واعتقل عدداً منهن، وذلك نتيجة رفع صوت الموسيقى داخل الحفل، وارتداء النساء للباس المخل بالأخلاق وتعاليم الدين الإسلامي، وفق رؤية المقاتل والذي يعمل ممثلاً لدى الهيئة الشرعية والقضائية، في "جبهة النصرة"، حسب ما أكد ناشطون من داخل المدينة.

وأكد الناشطون أن قادة الكتائب الإسلامية، اجتمعوا ضمن المدينة، وألزموا رئيس الهيئة بإطلاق سراح النسوة المعتقلات، بعد ساعات قليلة من الاعتقال، وقرروا العمل على فصل الفاعل من عمله في الهيئة الشرعية ومحاكمته ومحاسبته على هذه الفعلة، بالإضافة إلى توجيه إنذار لعناصر جبهة النصرة، بعدم ارتكاب أي فعل تعسفي بحق أبناء المدينة، حسب ما أفاد أحد قادة الكتائب الإسلامية في مدينة دير الزور.

ونفى عناصر من "النصرة" عبر صفحات التواصل الاجتماعي، هذه الواقعة واتهموا جهة مجهولة بهذا الفعل، كما حذروا جميع الناشطين الإعلاميين من التحدث أو التعليق على هذه الحادثة.

وأقدم أبو البراء التونسي، منذ فترة وجيزة، على الدخول إلى إحدى مدارس البنات في المدينة، وأمر بفرض الحجاب والنقاب على كل الطالبات، ونعتهن بـ "السافرات" وهدد بمعاقبة كل من يخالف هذا الأمر هو وعائلته، بحسب الناشط في المجال الإغاثي، أبو عبود.

وأشار مصدر في المعارضة السورية، إلى أن المقاتلين الأجانب "يخدمون بأفعالهم هذه نظام الأسد"، وخصوصاً في ظل ترشحه لولاية ثالثة، وانعدام أبسط سبل الحياة مثل الكهرباء والماء والطعام، مشيراً إلى أن هؤلاء المقاتلين "تجاوزوا الهدف الذي جاؤوا من أجله".
وشدّد على ضرورة أخذ الثوار موقفاً حاسماً، ومنع مثل هذه الأفعال، وأخذ دورهم في إصدار القرارات في سبيل إنجاح مطالب الثورة.
في غضون ذلك، خطف ثلاثة ناشطين، على يد مجهولين، داخل مدينة دير الزور، نتيجة انتقادهم الدائم لأعمال عناصر الجبهة داخل المدينة كفرض الحجاب على النساء، ومنع سماع الموسيقى، بالإضافة إلى تنصيب نفسهم قياديين وأصحاب قرار على المدنيين. 
وحملت المعارضة "جبهة النصرة" مسؤولية اختطاف الناشطين، معاذ وعمران طلب، وفيصل دهموش.

وكانت حركة "نشطاء" العاملة في مدينة دير الزور، أصدرت بياناً استنكرت فيه خطف الناشطين، وطالبت الكتائب والفصائل العسكرية "بالكشف الفوري عن الجناة مهما كان موقعهم"، وكما طالبت الهيئة الشرعية "بأخذ دورها كاملاً غير منقوص وتحرير قرارها من أيدي داعميها"، والمقصود بها جبهة النصرة.

وكانت الهيئة الشرعية والقضائية تشكلت قبل نحو عامين من أجل ضبط الأمن وفض النزاعات بين الناس وحل المشاكل العالقة بينهم.

واعتبر أحد الممثلين السابقين في الهيئة، أنه "يوجد لكل كتيبة شخص يمثلها داخل الهيئة الشرعية، وجبهة النصرة هي احداها، ولكن وبعد فترة من الزمن لم يبق للكتائب الإسلامية المعتدلة أي تمثيل لها داخل الهيئة، وذلك نتيجة التضييق عليهم من قبل جبهة النصرة التي عملت على التفرد بإصدار القرارات بشكل تام".

وأكد أن دور الهيئة الشرعية بقيادة "جبهة النصرة" في الفترة الأخيرة "انخفض وأصبح له انعكاسات سلبية على المدنيين، الذين أصبحوا بين مطرقة النظام وصواريخه وسندان الأفكار الدخيلة على الشعب السوري".

المساهمون