تضغط روسيا بغية فرض أمر واقع في محافظة إدلب السورية، على وقع زيارة وفد منها إلى تركيا اليوم، لمناقشة خارطة طريق جديدة، في ظلّ تلكؤ غربي، عماده أميركي ـ أطلسي، عن دعم الأتراك في الشمال السوري.
غضت روسيا النظر عن المطلب التركي الرئيسي للاتفاق بشأن إدلب، وهو انسحاب قوات النظام السوري إلى ما وراء نقاط المراقبة، واضعة في المقابل شرطاً، هو "منع الإرهابيين" من التحكم بمنطقة خفض التصعيد
انعكس فشل المباحثات الروسية التركية حول سورية بإطلاق موسكو يد النظام السوري الذي بدأ عملية عسكرية جديدة، تستهدف جبل الزاوية في محافظة إدلب، وسط أنباء عن سقوط إصابات بصفوف الجيش التركي جراء استهدافه من النظام.
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
أمين العاصي
24 فبراير 2020
مالك ونوس
كاتب ومترجم سوري، نشر ترجمات ومقالات في صحف ودوريات سورية ولبنانية وخليجية، نقل إلى العربية كتاب "غزة حافظوا على إنسانيتكم" للمتضامن الدولي فيتوريو أريغوني، وصدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
لجأ النازحون السوريون إلى العراء، على الحدود السورية التركية، وانتشروا في الجبال وبين البساتين، أملاً بألا تطاولهم نيران القذائف التي بدأت تنهال على المنطقة من شهرين. ولكن البرد القارس فاقم مصابهم، ولم تستطع خيامهم أن تحميهم من الأمطار أو الثلوج.
واصلت تركيا التفاوض مع روسيا بالنار، إذ دعمت هجوماً محدوداً لقوات المعارضة السورية على بلدة النيرب بريف إدلب، وذلك بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو عن "تضييق الخلافات" مع موسكو بعض الشيء.
بدأ "الجيش الوطني السوري" والجيش التركي، اليوم الخميس، عملية عسكرية باتجاه بلدة النيرب شرق مدينة إدلب، في وقت أكدت مصادر تركية دبلوماسية وميدانية رفيعة، لـ"العربي الجديد"، أنها "محدودة نوعاً ما، وتأتي ضمن إطار توافقات تتم مع روسيا بالتدريج".
التوتر بين روسيا وتركيا في إدلب ليس مفاجئا، بل متوقع، ليس بسبب رغبة روسيا في بسط سيطرة النظام السوري على كامل الأراضي فحسب، بل بسبب التباين الاستراتيجي بين الدولتين داخل الساحة السورية وخارجها.
استبقت قوات النظام السوري الاجتماع الذي سيعقد غداً بين وزيري خارجية روسيا وتركيا لبحث موضوع إدلب، بالتقدم باتجاه معبر باب الهوى، بالإضافة إلى محاولتها الوصول إلى منطقة الشيخ عقيل في ريف حلب الغربي، ما سيؤدي إلى محاصرة مقاتلي الفصائل.
برغم تعرض نقاطها العسكرية للحصار من جانب قوات النظام السوري بشكل متكرر، أنشأت القوات التركية نقطة عسكرية جديدة غرب مدينة سرمين، التي تتعرض لهجوم من قوات النظام في ريف إدلب، مؤكدة أنها لا تعتزم سحب قواتها من نقاط المراقبة.
انتقل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مرحلة جديدة في سورية، مع وضعه شروطاً لقوات النظام للتراجع إلى ما خلف نقاط المراقبة التركية بمحيط سراقب، بعد يومين على اشتباك بين الطرفين في إدلب، أوقع عشرات القتلى من الجانبين.