لا تزال تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن تهديداته بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا، تلقي بظلالها على المشهد الليبي، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر رفيعة رغبة دولية في التقليل من التوتر الذي أنتجته تصريحات السيسي.
لقي تلويح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بالتدخل العسكري المصري المباشر في ليبيا، ردود فعل ليبية رافضة من جانب حكومة الوفاق وقادة قواتها، في الوقت الذي وجدت فيه أصوات ليبية موالية لمعسكر اللواء المتقاعد خليفة حفتر طوق نجاة لأوضاعها المتهاوية.
يستمرّ الزخم السياسي في ليبيا، خصوصاً بين تركيا، المدعومة من الأميركيين، وروسيا، في ظلّ تراجع ملحوظ لفرنسا. ويدرس الروس والأتراك فكرة تقاسم إدارة قطاع النفط والغاز، مقابل عدم إنشاء روسيا قواعد عسكرية في ليبيا.
إثر الهزائم الكبيرة التي مني بها على يد قوات الجيش التابعة لحكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليا، وجهت الإمارات انتقادات علنية غير مسبوقة للواء المتقاعد، خليفة حفتر، الذي تلقى على امتداد سنوات دعماً أساسياً منها في حروبه بليبيا.
تكتسي سرت الليبية أهمية استراتيجية، ما جعلها تتحول إلى نقطة فاصلة في الصراع الدائر، خصوصاً بعد انهيار مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في جنوب طرابلس ومحيطها، وانسحابهم إليها برفقة مئات من المقاتلين المرتزقة، من بينهم عناصر من مجموعة "فاغنر"
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
العربي الجديد
17 يونيو 2020
أنور الجمعاوي
أستاذ وباحث جامعي تونسي، فاز بالجائزة العربيّة للعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة لتشجيع البحث العلمي (فئة الشباب) من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. له عدة أبحاث وكتب.
بعد نجاح حكومة الوفاق الليبية وقوّات بركان الغضب في تحييد مشروع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وتأمين طرابلس والمنطقة الغربية، أحرى بدول الاتحاد الأوروبّي، وبريطانيا، وأمريكا، أن تساعد الحكومة المعترف بها دوليّا على بسط سيادتها على كامل التراب الليبي.
يعيش المشهد الليبي، بعد انهيار مليشيات خليفة حفتر وقوات حلفائه، صراعاً مكتوماً في دهاليز العواصم الكبرى، وفي أوساط معسكر حفتر، شرق ليبيا، حيث يحاول حلفاؤه ضبط الأوضاع قبل خروجها عن السيطرة بعد تصاعد الانشقاقات من عسكريين وزعماء قبليين موالين له.
لا تزال قوات حكومة "الوفاق" الليبية ترابط على تخوم مدينة سرت، للأسبوع الثالث، حيث يشهد الميدان جمودا بسبب وقوع الحكومة تحت ضغوط دولية من أجل وقف تقدم قواتها شرقا، وضغوط أخرى تدفعها إلى القبول بالعودة لمسارات الحل.
على الرغم من التباينات بين كل من روسيا وتركيا بشأن الأزمة الليبية، إلا أنّه يبدو من خلال المعطيات أنّ الدولتين تتجنبان أي صدام بشأن هذا الملف، لا بل تسعيان إلى التنسيق من أجل ضمان مصالح كل منهما.