انعكس فشل المباحثات الروسية التركية حول سورية بإطلاق موسكو يد النظام السوري الذي بدأ عملية عسكرية جديدة، تستهدف جبل الزاوية في محافظة إدلب، وسط أنباء عن سقوط إصابات بصفوف الجيش التركي جراء استهدافه من النظام.
أكدت التطورات السياسية والميدانية، أمس السبت، أن المباحثات التركية الروسية حول إدلب، وأبرزها الاتصال الهاتفي بين رئيسي البلدين الجمعة، لم تنتج اتفاقاً بينهما، مع كشف مصادر لـ"العربي الجديد" أن موسكو حاولت الترويج لخريطة سيطرة جديدة في المنطقة، الأمر
بدا أمس الجمعة أن التباعد بين روسيا وتركيا حول ملف إدلب يزداد اتساعاً، وذلك مع إصرار أنقرة على ضرورة "لجم النظام السوري" ووقف هجومه الذي يأتي بدعم روسي كبير، وذلك في وقت تزداد فيه المخاوف من "حمام دم" في المنطقة.
على الرغم من الدعم اللفظي الذي وجدته من تركيا من واشنطن ضد نظام الأسد وروسيا، إلا أنها كانت واضحةً لناحية أنها لن تدعم تركيا عسكرياً في حال نشبت حرب بينها وبين قوات الجيش السوري، وحتى ولو تدخلت روسيا.
نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول تركي إعلانه، اليوم الخميس، عن اجتماع بطهران بين تركيا وروسيا وإيران الشهر المقبل، لبحث الوضع في إدلب، في وقت قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو إن المناقشات مع روسيا ليست بالمستوى المرجو.
في وقت كانت فيه المباحثات تتواصل بين موسكو وأنقرة حول إدلب، كان النظام السوري يواصل تقدّمه على الأرض، وبدا أنه يسعى للتقدّم نحو طريق عفرين-إدلب، بما يهدد بتقطيع أوصال المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة.
في انتظار نتائج اللقاء الروسي ـ التركي، اليوم الاثنين، في موسكو، بغية الحفاظ على اتفاق سوتشي، ووقف هجمات النظام السوري في إدلب، تنشط المنظمات الأممية للضغط على روسيا، في ظلّ نزوح مئات آلاف المدنيين بسبب المعارك.
تتسارع المباحثات السياسية بين تركيا وروسيا بشكل خاص لمحاولة التوصل إلى تفاهمات جديدة بشأن سورية، على وقع استمرار المعارك في الشمال الغربي من سورية ونزوح الآلاف وسط درجات حرارة متدنية للغاية. لكن الاتصالات المتواصلة لم تترجم بأي توافقات.
خرج اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، أمس الجمعة، ليعلن رفضه لقرارات الأمم المتحدة بشأن تمكين البلاد من حلّ أزمتها سياسياً، ما يعني قرب انقلابه على مخرجات اتفاق برلين، وما يدفع للسؤال ما إذا كان رفضه هذا إعلاناً لبداية حرب جديدة.
التوتر بين روسيا وتركيا في إدلب ليس مفاجئا، بل متوقع، ليس بسبب رغبة روسيا في بسط سيطرة النظام السوري على كامل الأراضي فحسب، بل بسبب التباين الاستراتيجي بين الدولتين داخل الساحة السورية وخارجها.