في صلاة الجمعة في ماناغوا
شرطة الهجرة تلقي إلينا بجثة صومالي
بقيت في الثلاجة ثلاثة أشهر لم يسأل
عنه أحد.
■
في الصباح الباكر
أول زبون في دكان الأقمشة
يريد ثلاثة أمتار بيضاء لتكفين ميت.
■
لفة قماش مدموغة بمراسي سفن
أسند ظهري إليها
أتنفس بعمق.
ينمو من كتفي شراع.
■
في ديسمبر في دكان الأقمشة.
يتصارع الأحمر والأخضر
الغلبة للأحمر.
■
في شهر ديسمبر
تشتري العجائز الفقيرات قماشاً مرسومٌ عليه سانتا كلوز سعيد
ومعه صناديق كبيرة لتغطية طاولات ذاب لونها وخشبها.
■
في الطابق العاشر
عامل بناء
يلوّح ويصفّر لفتاة عابرة صارخاً:
ريتشارد، أغسل، أكوي، أمسح، أغير حفاظات...
■
خلف الأسلاك الشائكة
أعدُّ أكثر من عشرين جبلاً.
■
من تحت غطاء العينين
تسقط دمعة البغل.
■
منذ ساعات
لم تتحرك الغيمة فوق المقبرة.
■
في المقبرة الجديدة
دُفنَ الميت الأول
ليلة موحشة.
■
على مد النظر
لا تنتهي القبور.
■
نوافذ السجن الجديد في مدينة الزرقاء
تطلّ على مقبرة.
■
جبلان
يحاولان خنق غيمة.
■
سبقهم المطر
لم يستطيعوا تغطية حبوب القهوة
المفرودة تحت الشمس.
■
مع بعضها
الغيوم البيضاء تتجمع
كذلك الغيوم السوداء.
■
متخاصمة
غيوم صغيرة ملونة
لا تريد أن تتجمع.
■
النمل المتوحش
لا يترك فرصة لبراعم حديقتي للنمو.
■
أغلقَ الغيم تماما
الفراغ بين جبلين.
■
أقود سيارتي مسرعا
من النافذة تدخل فراشة صفراء
تحط بهدوء على كتفي.
■
في مهرجان شعر عالمي
شخص واحد
يستمع لأربعة شعراء.
■
هذه الغيمة
لها شكل حقيبة سفر.
■
في ظهيرة حارة
أمام محل بيع التوابيت
يتناقشان في الأسعار وجودة الخشب.
■
ينفض العامل الغبار
في محل بيع التوابيت.
■
رغم ضجة السوق
أسمع بوضوح صوت
طقطقة عظمة جافة في فم الكلب.
■
حدّثتُ غيمة عن الأوطان
ضحكتْ حتى بالتْ على نفسها.
■
غيمتان تتعاركان منذ ساعة
أنا أصفق لهما.
■
على رؤوس أصابعها
الغيوم تتنقل فوق الأشجار.
■
ألقيت الخبز للبط
سبقه السمك.
■
ظلمة خفيفة
تلال جرداء
حزن عميق.
■
احتجت سبعين يوما
لأنتصر على حشرة البق.
■
بعد انتهاء المطر بساعة
نزلتْ آخر قطرة مطر
عن سقف الصفيح.
■
الريح الباردة
تأخذ الأرجوحة الفارغة
شمالا وجنوبا.
■
في سوق الخضار
الغلبة للبصل.
■
نسينا ربط الحمار
أكلَ زوادتنا
القرية بعيدة.
■
أمضيت أسبوعا في قرية باردة في غواتيمالا
كل ما أذكره شراب الذرة المغلي.
■
صباح آخر
الستارة لم أفتحها أيضا.
■
في محل العطارة
عبوات لتقوية الفحولة
مكتوب عليها: حجر جهنم.
■
استعصى علي اختيار عنوان لمجموعتي الشعرية
أدخلُ محل عطارة.
■
سلال قش مليئة بالمانجا
على ظهر باص قديم
قادم من غابات الشمال.
■
أعلى غصن
منبثق من قاع الشجرة.
■
في المشغل اليدوي
خمسون عذراء وملاكين
ينتظرون الصَّباغ.
■
أثناء تقليم دالية العنب
سقط فرخ طائر من العش.
■
من بقايا أسلاك الكهرباء
تصنع الحمامة عشا.
■
على نقاط الماء
الساقطة من جهاز التكييف
تنمو نبتة فلفل حار.
■
ذهبنا للبحث عن بيوض السلاحف البحرية
وصلنا متأخرين
كلها غادرتْ إلى البحر.
■
ضربة واحدة
يتفتت قالب الثلج الكبير
ظهيرة حارة.
■
تحت المزراب
نبتة متيبسة
منتصف الصيف.
■
عربات التفاح والعنب
تظهر في ماناغوا
إنه ديسمبر.
■
باتجاه الحريق في السوق
يركضون معا
اللصوص والشرطة.
■
طفلة نائمة
في عربة موز فارغة
الطريق إلى البيت.
■
متشبثتين ببعضهما
آخر موزتين على العربة.
■
في سوق ماناغوا الشعبي
كل أجهزة الراديو
على نفس القناة
تمجد عودة المنقذ اليسوع.
■
في الحيّ الفقير
جدّدوا الكنيسة ثلاث مرات في سنة واحدة.
■
قماش مرسوم عليه سانتا كلوز
يحتل دكان الاقمشة
أواخر ديسمبر.
■
يعيدون أشجار الميلاد البلاستيكية
إلى الكراتين
أوائل يناير.
■
شجرة الميلاد البلاستيكية
شهدت حتى الآن خمسة أعياد.
■
مقعد وشنطة ملابس
فيها سيديهات أفلام
رأس مال البائع.
■
في نيكاراغوا
منذ 17 سنة لم أشعل مدفأة
لم أرتد ملابساً شتويه.
■
من محل الخردة
اشتريت منفضة سجائر فاخرة
على ظهرها توقيع فنان مجهول.
■
في محل بيع التوابيت
يبيعون أيضا سكاكر وسجائر.
■
على شاطئ كورينتو
باخرة حديدية قديمة
فككها اللصوص في أسبوع.
■
في محل الخردة
هجم الناس على الملاعق الفضية
أصليّه.
■
تخرج السلاحف البحرية من البيض
كلها تتبع صوت البحر
ولا واحدة اتجهت إلى اليابسة.
■
قطّي يعرف بوق سيارتي
يكون أول الخارجين للاستقبال.
■
طابور سيارات في جنازة
بسرعة أتحاشاهم.
■
مكان الشجرة المقطوعة
احتلته أعشاب بريه صغيره.
■
في وسط جرار النباتات في المنازل الفاخرة
بوتيرة أعلى تنمو الأعشاب البرية.
■
حنين
الخطوط البيضاء خلف الطائرات في السماء.
■
على العربات
الموز المحقون بالهرمونات فاقع الصفرة.
■
بخفة
تختفي الغيوم بين الأشجار.
■
بدأ بالتعفن
ماء المطر المتجمع في جرة الزعتر منذ أسبوعين.
■
حقائب السفر القديمة لم تعد تسافر
على الرف بين الغبار مليئة بملابس قديمة.
■
في الصباح الباكر
رائحة البصل المنقوع بالخل تطوف السوق.
■
حين تفهم معاناة اﻷشجار في شوارع المدن
ستخجل من التعبير عن آلامك التافهة.
■
من الشمال إلى الجنوب،
من الشرق إلى الغرب،
الهواء يختنق.
■
بعد سقوط ورقة شجرة
لم تعد الغابة كما كانت،
صارت غابة ناقصة ورقة.
■
الليل والريح ضدها
الشمعة تنهار بسرعة في صحن الخزف.
■
في حقل دُفِنَ فيه ضحايا مجزرة جماعية
ينمو قمح وشعير.
■
في المحل وضعوا لحما مسموما للفئران
ماتت 13 قطة.
■
جمجمة في الحقل
في المحجرين عشب بري.
■
حتى رأس الخنزير المسلوخ في دكان بيع اللحوم
لسانه المدلوق يسخر مني.
■
هذا الكاز محشور في قاع القنديل منذ مات صاحبه
قبل عشر سنوات.
■
زوج من العناكب السعيدة في زاوية المحل يراقبان بؤس الشارع والبشر المجانين الجادين، أكاد أسمع ضحكتهما.
■
في محل البنشر وتغيير الزيوت
كل شيء أسود
حتى القط الصغير النحيل.
■
شجرتا سرو على الباب
لا يوجد فرصة لتتعانقا
لو كان لهما أغصان..... لو.
■
صرخة طائر وحيدة
أيقظتني في الخامسة صباحا
ليته كررها.
لا أعرف إن كنتُ حقاً سمعت هذه الصرخة أم أني قرأتها في مكان ما.
■
عمّال شركة الكهرباء مع مناشير
في الشارع المليء بالأشجار الضخمة.
■
يمسكون الدجاجة من رقبتها
يلوِّحونها في الهواء لتموت
أشعر بالغثيان.
■
تسألني طفلتي أثناء انقطاع الكهرباء:
لماذا لم ينطفئ القمر؟
■
ابنتي "ميار" ذات الثلاث سنوات تقول لي:
أريد أن أذهب معك إلى القمر يا أبي.
■
بعد سنوات طويلة
تحتفظ حدوة الحصان المعلقة على الباب
ببقايا روث وتراب.
■
بعد الهزة الأرضية
سقط تمثال المسيح الطفل على الأرض
العذراء في مكانها تنظر بحزن للأسفل.
■
في ليلة ممطرة
خفاش يدخل بيتي،
ينتهي به الأمر قتيلا على زجاج النافذة.
■
أول الشتاء
أمي تخرج الملابس الثقيلة
وتخزّن الملابس الصيفية.
أنا أخرج أحزاني وأخبئ أفراحي.
* شاعر فلسطيني أردني مقيم في نيكاراغوا