الحرية بالنسبة للإنسان مرادفة للحياة، فكل حر هو حي، وكل عبد هو ميت، فالحرية هي المنتج لعالم المعرفة والعلوم والرقي والتطور، أما العبودية فلا تنتج إلا الغباء والجهل والتخلف والانحطاط والتفاهة، ما يعني أن الربيع قصة ستستمر فصولها وأحداثها.
لا تتعجب إذا ركب الشباب قوارب الموت، من أجل أن يحظوا بعمل أو راتب محترم في بلد يعلي من شأن القانون، ويحترم قدسية الإنسان. ولا تتعجب إذا سمعت أصواتاً تطالب بالاستقلال والانفصال عن الوطن الأم، فهذه حصيلة الطغيان ومآل الاستبداد.
تبخرت الأحلام الجميلة، وصارت كوابيس مزعجة، تزعجنا في النوم واليقظة، فمتى يعود الرشد إلى هؤلاء القوم، الذين جثموا على صدورنا سنوات طويلة، ويدركون تلك الحقيقة التي تقول "وتلك الأيام نداولها بين الناس"، طال الزمن أم قصر.
هل الربيع العربي وما آل إليه مؤامرة حقاً؟ إذا كان كذلك، فهي مؤامرة الأنظمة العربية على شعوبها وأوطانها، وإلا فكيف تفسر اختلاف هذه الأنظمة بعضها البعض في كل شيء وفي كل وقت، واتحادها ضد ربيع الشعوب؟