طريق الحرير

استغلت واشنطن العدوان الروسي على أوكرانيا لتعزيز دورها "شرطياً" في آسيا الوسطى، لحمايتها من أي تهديد روسي، ولمواجهة التغلغل الصيني فيها، وهو ما تدركه دول المنطقة التي ما زالت تحافظ على علاقات متوازنة؛ مراعاةً لمصالحها الاستراتيجية.

مع اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري في مدينة السويداء، مع استفحال الفقر والترهّل المعيشي والإفلاس، يقيم يشار الأسد "شراكة استراتيجية" ثالثة مع الصين، وسلاحها المال (المسمّاة "استثمارات") والبنى التحتية الخاصة بطريق الحرير.

مع إعلان مشروع المعبر الاقتصادي الذي يربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط، يبدو بوضوح أنّنا أمام معركة ممرّات كبرى تنخرط فيها القوى الدولية والإقليمية الرئيسة، ويرجح أن تلعب دوراً مهما في إعادة صياغة المشهد السياسي العالمي.

رغم وقوف الصين الدبلوماسي بقوة إلى جانب سورية في الماضي، ورغم زيارة بشار الأسد إلى بكين اليوم، فإنّ الحديث عن دعم اقتصادي صيني لسورية موضوع آخر، خصوصا وأنّ السوق السوري بحاجة إلى مبالغ فلكية لتعود العجلة الاقتصادية إلى الدوران.

جرى الإعلان في قمّة العشرين أخيرا عن اتفاق لإقامة ممر اقتصادي يربط الهند بأوروبا مرورا بالشرق الأوسط، ليضاف إلى ممر "الحزام والطريق" الصيني الذي يربط الصين بأوروبا وأفريقيا، وخط "شمال جنوب" الروسي الهندي الإيراني، الأمر الذي يبيّن حدّة الصراع الدولي.