السد العالي

يعرف عبد الحليم قنديل كلّ شيء في هذا الكون، بدءا من ثمن غرام الذهب في روسيا القيصرية مع مقارنته بثمن غرام ذهب بوتين... هذا ومن دون أن يتطرّق إلى عبقرية المعمار في بناء السجون في زمن عبد الفتاح السيسي، رغم أنه قضى سنة في تلك السجون!

تعكس أزمة قناة السويس الحالية مخاوف حقيقية من التخلي عن إدارة مرفق مهم وشريان رئيسي ومورد مالي، ويمثل جزءا من عوامل الأمن القومي المصري، وهو ما يؤدّي إلى ارتهان أصول الدولة المصرية لدى آخرين يسعون إلى الهيمنة على القرار السياسي.

يبدو أن سد النهضة لن يكون السد الأخير الذي ستبنيه إثيوبيا على النيل، ولن يكون الملء الثالث أيضا هو الملء الأخير، حيث أن اتفاقية المبادئ تتيح لإثيوبيا ذلك. كما أن هناك ثلاثة سدود تزمع إثيوبيا تشييدها ما يعني أنها قادرة على منع مصر من مياه النيل.

على مصر والسودان، بدلا من الشعبوية والعنتريات الفارغة، البحث في الحلول العقلانية بشأن سد النهضة، وإيجاد صيغة تعاون تمكّن من المحافظة على مياه النيل، وتعظيم الكميات المتاحة منها، وعقلنة استخدامها، وتوخّي العدالة في التوزيع، والبحث في المصادر البديلة.

لا دخل لثورة يناير أو ما حدث فيها بسد النهضة، بل هو سابق عليها، كما أن شروع إثيوبيا في التنفيذ كان في إبريل 2011، أي في الفترة الانتقالية التي أدارها المجلس العسكري، وكان عبد الفتاح السيسي أحد أعضائه، وبالتالي هو يتحمّل المسؤولية عنها.

يعيد الموقف الذي تتخذه الحكومة السودانية الانتقالية بشأن سد النهضة الحسابات السياسية الخاطئة التي وقع فيها الجنرال عبود في الماضي، حيث التحول من مراعاة مصالح البلاد إلى تلبية مطالب الإقليم الذي باتت سطوته واضحةً في القرار الحكومي في السودان،