تقرير حكومي مصري يكشف التأثيرات السلبية لسد النهضة على السد العالي

تقرير حكومي مصري يكشف التأثيرات السلبية لسد النهضة على السد العالي

03 يناير 2022
بحسب التقرير سينخفض منسوب مياه بحيرة ناصر إلى 147 متراً مكعباً (خالد الدسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

كشف تقرير حكومي مصري الآثار والتداعيات السلبية المحتملة لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي على الدولة المصرية.

وحدد تقرير التنمية البشرية في مصر لعام 2021، والصادر عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جوانب أزمة المياه العذبة في مصر وتحدياتها المستقبلية، وخاصة في ما يتعلق بقضية السد الإثيوبي.

وذكر التقرير أن عملية ملء السد ستحدث تأثيرا خطيرا في مدى توافر المياه في مصر، كما ستؤدي إلى خفض نصيب الفرد من المياه، ومن ثم ستؤثر في مختلف الأنشطة الاقتصادية، لا سيما في حالة ملء إثيوبيا خزان السد على نحو غير متعاون.

وأورد التقرير أنه حال استغرقت عملية الملء 5 سنوات فقط، كما خططت إثيوبيا، سيزيد معدل النقص التراكمي لمياه السد العالي بأسوان إلى 92 مليار متر مكعب، موزعة على مدى عدة سنوات، وأنه سرعان ما سينخفض منسوب المياه في بحيرة ناصر إلى 147 مترا، ويتعذر تعويض الفاقد من المياه.

واستطرد التقرير في استعراض التداعيات السلبية، مؤكدا أنه سيكون لملء سد النهضة الإثيوبي الكبير وتشغيله تأثير سلبي في إنتاج السد العالي من الطاقة الكهرومائية. فمثلا حال استغرقت عملية ملء سد النهضة 5 سنوات ستصل التكلفة المرتبطة بانخفاض إنتاج السد العالي من الطاقة الكهرومائية بعد 10 سنوات من عملية الملء إلى نحو 16.4 مليار دولار، مما يعيق قدرة مصر على ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الموثوقة والمستدامة.

ووفقا للتقرير، تستخدم المياه لإنتاج 12726 جيجا واط في الساعة من الطاقة الكهرومائية، تمثل 5.6% من إجمالي الكهرباء المولدة، ويبلغ إجمالي قدرات الطاقة الكهرومائية 2832 ميجاواط، ويحظى السد العالي بالنصيب الأكبر منها.

ويأتي هذا في الوقت الذي قال فيه الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا وخبير المياه، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن عدم تشغيل التوربينات لتوليد الكهرباء في السد الإثيوبي يدل على أنها غير جاهزة فنيا حتى الآن، رغم أنها يمكن أن تعمل عند مخزون أكثر من 4 مليارات متر مكعب فقط.

وأشار إلى أن عدم فتح بوابات التصريف، في الجهة الغربية، يعني أن "إثيوبيا ما زال عندها أمل في تشغيل التوربينين الفترة القادمة، ربما أسابيع، وسوف تقتحمها إذا يئست من التشغيل للبدء في تجفيف الممر الأوسط تمهيدا لتعليته"، بحسب تعبيره. 

وأعلنت إثيوبيا، في يوليو/ تموز الماضي، اكتمال المرحلة الثانية من ملء السد بنجاح، التي كان مخططا لها بمقدار 13.5 مليار متر مكعب من المياه، كما أعلنت بدء تجاوز المياه لجسم السد بما يكفي لبدء إنتاج الطاقة، من دون أن تعلن حجم المياه المخزنة خلفه.

المساهمون