الأمومة

إنّ برمجة الفتاة على أنها تكبر لتصير "عروساً"، وتعتني بمظهرها فقط لتحصل على "عريس"، وأنّ من عدم المعيب لها التقصير في تحصيلها العلمي كون "آخرها المطبخ"، يحجّم من طموحها في الحياة ويحدّ من أحلامها.

الأمومة هي الذكريات الجميلة التي تصنع طفلك، هي اللمسة التي تُربِّت كتفه فتنفض عنه الأحزان، ومهما اختلفت مقاييسها تظلّ تمتلك سحراً خاصّاً، يجعل من الأم مثالية في عين أبنائها، وهذا هو الميزان الوحيد الذي يستحق أن نقيس به أمومتنا.

"اليوم "عيد الله" يا والدي/ فأين أنت اليوم؟ تهتم بي"، هذا ما يقوله الشاعر اليمني الراحل، عبد الله البردوني، في وصفه امرأة فقدت أباها، ولم تجد من يهتم بها في العيد، هذا العيد الذي يغدو كئيباً وحزيناً دون أب يدلْلنا ويحملنا على كتفيه.

في مطعم مطلّ على "البوسفور"، ثمّة طفلة صغيرة تعبث في الفراغ أمامها، تحاول لفت نظر الأم بوسائل شتى دون جدوى، فتنطفئ ابتسامتها وهي تراقب محيطها.. ثم يأتي الأب، تحاول لفت انتباهه أيضا، لا ينظر إليها حتى... فتنزوي في الفراغ والصمت والوحدة...