تعرض شباب بلوزداد الجزائري لهزيمة على ملعبه 5 جويلية بالجزائر، السبت، أمام صن داونز الجنوب أفريقي بنتيجة 4-1، ضمن ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أفريقيا، في مباراة أثارت جدلا تحكيميا، بعد مطالبة بلوزداد بثلاث ركلات جزاء لم يعلن عنها الحكم الكيني بيتر واوريو، وهي قرارات أيدها الخبير التحكيمي في "العربي الجديد" جمال الشريف.
وطالب شباب بلوزداد بوجود حالة تسلل في الهدف الأول الذي سجله اللاعب النامبيبي بيتر شالولي، وقد ذهب الحكم للتثبت من صحة الهدف بتقنية الفيديو التي أكدت صحة قرار الحكم بعدم وجود تسلل، وهو قرار أيده الشريف فقال: "في لحظة رفع الكرة كان المهاجم في موقف سليم، فقد كان كلا اللاعبين على الأقل على خط واحد".
وأضاف الخبير التحكيمي: "كان الجزء الأعلى من جسم المدافع الذي كان يقوم بعملية التغطية والذي كان ثاني آخر مدافع متقدما على المهاجم، وحين يكونان على خط واحد فلا وجود لحالة تسلل، وبالتالي فإنه على مستوى الأقدام كانا على خط واحد، أما على مستوى الكتف فأعتقد أن المدافع كان متقدما قليلا، لذلك فإن قرار الحكم المساعد كان صحيحا والهدف سليم".
وأردف الحكم المونديالي: "أعتقد أن عملية التدقيق من الفيديو استغرقت وقتا طويلا لعدم وجود كاميرا خاصة بالتسلل، وبالتالي فإن الزوايا المتاحة تفرض صعوبة على الحكام، لذلك فإن وجود خط منطقة المرمى كان فاصلا في اتخاذ القرار الصحيح، وبالتالي فإن القرار صحيح والهدف سليم".
وطالب بلوزداد بثلاث ركلات جزاء كانت الأولى من المهاجم إسلام بلخير وعبد المنعم بوطويل، لكن الحكم أمر بمواصلة اللعب، وقد وصف الشريف اللقطة بكونها تمثيلا: "إن لقطة التمثيل مؤسفة حقا، لو كنت مكان الحكم لمنحته البطاقة الصفراء لمحاولة الخداع، فقد كانت الكرة بحوزة بلخير الذي حاول التقدم، فطالت الكرة عنه ليصبح بين مدافعين اثنين متقاربين، فحاول مد رأس قدمه اليسرى، وقد يكون بالكاد لمس الكرة برأس القدم إلا أنها تابعت مسارها بشكل هادئ إلى المدافع الذي استطاع أن يحصل على الكرة وحول مسارها نحو زميله، هنا قد يكون حصل احتكاك طفيف، لكنه طبيعي نتيجة حركة اللاعبين المتعاكسة، فما كان من اللاعب الجزائري إلا أن قام بحركة أكروباتية في سبيل إقناع الحكم القريب بوجود ركلة جزاء، لكنه لم يعلن عن مخالفة وقراره سليم ولا وجود لركلة الجزاء".
أما الركلة الثانية التي طالب بها المحليون فقد كانت بعد تدخل المدافع المغربي عبد المنعم بوطويل على الجزائري أكرم بوراس، لكن الحكم أمر بمواصلة اللعب، وهو قرار أيده أيضا جمال الشريف الذي قال: "تقدم بوراس داخل عمق منطقة الجزاء وحاول المرور لكن المدافع مد بطن قدمه اليسرى وأبعد الكرة التي لامست أقدام أكرم وذهبت خارج الملعب، فاحتسب الحكم ركنية".
وتابع الحكم الدولي السابق: "الأهم في هذه اللقطة أن بوطويل استطاع لمس الكرة ولعبها مع عدم وجود أي عرقلة، إذن فقرار الحكم كان صحيحا خصوصا أنه كان يقف في موقع ممتاز، فقد تحرك لعمق منطقة الجزاء، وتحرك لمكان قريب من المنافسة، وكانت زاوية الرؤيا أمامه واضحة، فلا وجود إذن لركلة جزاء".
وواصل بطل الجزائر مطالبته بركلات الجزاء، حيث طالب أيضا بركلة أخرى بعد اعتباره أن المدافع الجنوب أفريقي مثوبي مفالا قد لمس الكرة بيده، لكن الحكم لم يعلن عن المخالفة، وهو قرار اعتبر خبير "العربي الجديد" أنه سليم، حيث أفاد: "كانت الكرة مرفوعة من ركنية إلى داخل منطقة المرمى، وقد كانت هناك كثافة دفاعية من المدافعين والمهاجمين، حيث قفز إليها لاعب بلوزداد ولعب الكرة برأسه، فلامست جسم أحد اللاعبين وقد يكون رأس أحد المدافعين، ثم ذهبت باتجاه يد المدافع التي كانت في وضعية طبيعية".
وواصل جمال الشريف: "علاوة على كل ذلك، فإن المدافع لم يقم بأي حركة إضافية، حيث إن يده تتناسب مع الوضعية التنافسية، كما أنه لم يقم بحركة نحو الكرة، بل كانت حركته وقائية في محاولة إعادة يده اليمنى إلى الخلف من أجل تفادي عملية اللمس، لكن الكرة التي جاءت من مسافة قريبة ولعبت واصطدمت وذهبت باتجاهه كان من الصعب تقديرها، ورغم ذلك قام بمحاولة واضحة لتجنبها، وبالتالي فإن اللمس موجود لكن لا يوجد مخالفة، وقرار الحكم صحيح بمواصلة اللعب".