طارمي... قصة كفاح طويلة من فرق إيران الدنيا إلى قمة الكرة العالمية

مهدي طارمي... قصة كفاح طويلة من فرق إيران الدنيا إلى قمة الكرة العالمية

14 ابريل 2021
مهدي طارمي نجم فريق بورتو (Getty)
+ الخط -

رغم وداع فريق بورتو البرتغالي لمسابقة دوري أبطال أوروبا من الدور ربع النهائي أمام تشلسي الإنكليزي، سيبقى هدف لاعبه الإيراني مهدي طارمي، علامة فارقة في النسخة الحالية من المسابقة الأوروبية الأعرق.

طارمي، هذا النجم الذي خطف الأنظار في القارة العجوز، رغم بزوغ موهبته بعيدا عن منبع ظواهر كرة القدم البرازيل أو الأرجنتين، لذا فقصة تألق هذا النجم قد تكون مختلفة تماما.

طريق طارمي، الذي ساعد كتيبة المدرب سيرجيو كونسيساو في التغلب على يوفنتوس في دور الـ16، من أندية صغيرة في إيران إلى قمة كرة القدم العالمية، كان طويلا وشاقا.

وبدأ اللاعب مشواره بنادي مدينة مسقط رأسه، شاهين بوشهر، ثم تم تجنيده في الجيش بعد وصوله لسن الـ18 عاما، مما أثر سلبا على مشواره بعالم كرة القدم، لكن بعد عودته إلى الحياة المدنية، وقع طارمي مع النادي ذاته الذي كان يلعب بدوري الدرجة الثانية الإيراني، وبدأ هناك بتسجيل الأهداف.

12 هدفا في موسمه الأول، لفتت انتباه الأندية الكبرى في بلاده، ليوقع مع بيرسيبوليس، صاحب الرقم القياسي بالألقاب المحلية، من خلال حصد لقب الدوري 13 مرة.

وبعد موسم أول لم يكن بمستوى الطموح، انطلق طارمي ليصبح هداف الدوري في مواسم متتالية، وفاز باللقب في عام 2017، ليستدعيه المدير الفني البرتغالي كارلوس كيروش للمنتخب الوطني، حيث سجل ثمانية أهداف، مساعدا بلاده على التأهل لكأس العالم 2018.

وبات حلم الانتقال إلى نادٍ أوروبي كبير، يراود الهداف الإيراني، مما دفعه لرفض تمديد عقده مع نادي بيرسيبوليس، رغم تحسن بنوده، وبعد قبوله عرضا من فريق ريزاسبور التركي في البداية، قرر مواصلة مشواره في إيران، مما دفع النادي التركي لرفع قضية إلى فيفا، ليتم منع اللاعب من ممارسة كرة القدم لمدة أربعة أشهر بسبب نقض الاتفاق.

وبعد أن عاد من الحظر انضم إلى الغرافة بدوري نجوم قطر، ومن ثم تواجد رفقة منتخب بلاده في مونديال روسيا، لكن لسوء حظ كيروش، لم يسجل في المونديال، الذي ودعته إيران من الدور الأول، في مجموعة ضمت إسبانيا والبرتغال والمغرب.

وبعدها، وبناءً على توصية مدرب ريال مدريد السابق، انتقل طارمي إلى ريو أفي البرتغالي، الذي لم يكن ذلك النادي الكبير، لكنه نجح معه في هز الشباك بـ3 مناسبات، في أول ظهور له.

وبنهاية الموسم الماضي، سجل 18 هدفا في الدوري، مما جعله أفضل هدافي البرتغال، ليضع ريو آفي في الدوري الأوروبي، وينتقل بعدها إلى بورتو، عملاق الكرة البرتغالية.

وفي هذا الموسم، سجل طارمي 13 هدفا وقدم أربع تمريرات حاسمة في جميع المسابقات، ومن ضمنها هدف بعد 63 ثانية ضد يوفنتوس في ذهاب دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا على ملعب "دو دراغاو"، هذا الهدف الذي جعله أول إيراني يسجل في مراحل خروج المغلوب بدوري أبطال أوروبا.

المساهمون