بوسمان مُحرر اللاعبين... يستعد "لفك أسر" ميسي من برشلونة

بوسمان مُحرر اللاعبين... يستعد "لفك أسر" ميسي من برشلونة

16 فبراير 2021
ميسي نجم برشلونة (Getty)
+ الخط -

تعيش جماهير نادي برشلونة على وقع احتمال رحيل أسطورة الفريق ليونيل ميسي، الذي كان قريباً من ذلك في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، قبل أن يتراجع لرفض إدارة الرئيس السابق بارتيميو بيعه مع تبقي موسم من نهاية عقده. وقبل انتخاب رئيس جديد للنادي، يبدو أن رحيل "البولغا" بات أقرب من بقائه، وهذا ما سيكون متاحاً له بداية من "الميركاتو الشتوي"، حيث يمكنه الاتفاق مع أي نادٍ يريد على أن ينتقل له نهاية الموسم، وكل هذا بفضل قانون "بوسمان" التاريخي الذي أحدث ثورة كبرى في عالم كرة القدم.

من هو بوسمان؟

لم يكن جان مارك بوسمان سوى لاعبٍ بلجيكي مغمور مارس كرة القدم على الصعيد المحلي مع تجارب قصيرة في فرنسا. يبلغ من العمر حالياً (56 عاماً)، من مواليد مدينة لييج البلجيكية.

شغل جان مارك بوسمان مركز خط الوسط الهجومي، وبدأ مسيرته الكروية مع نادي ستنادر دولييج الشهير ببلاده لـ8 مواسم، قبل أن ينتقل للغريم لييج الذي لعب معه سنتين أي إلى غاية موسم 1990، وهنا بدأت القصة...

حُلم بسيط يتحول إلى صراع قانوني

بعد تجربة مع لييج تلقى اللاعب بوسمان عرضاً من نادي دونكيرك المنتمي حينها للدرجة الثانية الفرنسية، لكن إدارة النادي البلجيكي وقفت عائقاً أمام تحقيق حلمه بخوض تجربة خارج بلاده، رغم أن عقده كان على وشك الانتهاء. هنا يجب التذكير بأنه قبل عام 1995 كانت صفقات اللاعبين تتم بطريقة مغايرة لما هو معمول به حالياً، خاصة بين الأندية الأوروبية، مثلاً لم يكن لاعب كرة القدم يتحكم في مستقبله، حتى وإن انتهى عقده مع فريقه، كما لم يكن أمام الأندية المشاركة في دوري أبطال أوروبا الاعتماد على أكثر من 3 لاعبين من خارج البلاد، هكذا كان الحال قبل سن قانون بوسمان.

طلب نادي لييج البلجيكي من نظيره الفرنسي مبلغاً مالياً مقابل التخلي عن بوسمان البالغ (26 عاماً وقتها)، وهو ما جعل اللاعب يثور ويغضب، ويقرر رفع دعوة ضد ناديه لييج للمحاكم واتحاد الكرة الدولي "فيفا"، ويُطالب برفع القيود وإعطاء اللاعبين حرية التنقل بين أندية القارة الأوروبية.

5 سنوات كانت كافية لتغيير تاريخ كرة القدم

بتاريخ 15 ديسمبر/ كانون الأول 1995 وبعد خمس سنوات من الصراع القانوني، أقرّت محكمة العدل الأوروبية حكماً لصالح جان مارك بوسمان، الذي استعان للدفاع عن قضيته بمواطنه البلجيكي الشهير في مجال الحقوق جان لويس دوبون، وقد أفضى حُلم الانتقال إلى نادٍ فرنسي مغمور إلى قرارات غيرت كرة القدم وسن قوانين جديدة وإبطال أخرى، كما سمحت بتطوير اللعبة وكسب اللاعبين لحقوق جديدة، باتت سلاحهم القوي في عقودهم مع الأندية التي يلعبون لها.

كيف أصبحت اللعبة بعد حكم بوسمان؟

بعد الصراع القضائي الشرس الذي كسب منه جان مارك بوسمان ورقة لتغيير خريطة كرة القدم، تم سن العديد من القوانين التي كانت في صالح اللاعبين، حيث لم يعد مسموحاً للأندية طلب مبالغ مالية للتخلي عن لاعبيها لأندية أخرى عند نهاية عقودهم، وهذا القانون السابق الذي كان قد حرم جان مارك بوسمان من الانتقال إلى دونكيرك الفرنسي.

من بين القوانين التي تم سنّها كذلك، أصبح أمام اللاعبين حق التفاوض مع أندية أخرى قبل 6 أشهر أو أقل من نهاية عقودهم مع أنديتهم الأصلية، وهو ما ينطبق على نجم برشلونة ليونيل ميسي، الذي سيكون أمام حرية التفاوض مع نادٍ جديد مع فتح "الميركاتو الشتوي" بتاريخ 2 يناير/ كانون الثاني الماضي، مع الانتقال له مجاناً بعد نهاية عقده مع النادي الكتالوني يوم 30 يونيو/ حزيران المقبل (2021).

وسمح قانون بوسمان للعديد من الأندية بضم لاعبين بشكل مجاني، على سبيل المثال انتقل الصيف الماضي البرازيلي ويليان من تشلسي إلى جاره أرسنال وزميله بيدرو إلى روما، في وقت فضل المخضرم ديفيد سيلفا التحول من مانشستر سيتي إلى ريال سوسيداد.

من بين القرارات التي أفرزها قانون بوسمان، السماح للأندية الأوروبية بالاعتماد على عدد غير محدود من اللاعبين التابعين للاتحاد الأوروبي، كما تجدر الإشارة إلى أن هذه النقطة بالذات قد لا تكون في صالح الأندية البريطانية، مع قرار المملكة بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

من سيستفيد من قانون بوسمان إلى جانب ميسي؟

يوجد العديد من اللاعبين في حالة ليونيل ميسي أو منهم القادرون على الاستفادة من قانون بوسمان بداية من الشهر المقبل، على غرار نجمي ريال مدريد سيرجيو راموس وزميله الكرواتي لوكا مودريتش، فالأول لم يتوصل لاتفاق مع رئيسه بيريز لتجديد عقده، أما نائب بطل العالم فرحيله بات أقرب من بقائه لتقدمه في السن.

وكذلك من بين هذه النوعية من اللاعبين نجد حارس ميلان، جانلويجي دوناروما وزميله التركي هاكان تشانهالوغلو، إضافة إلى ثنائي مانشستر سيتي إريك غارسيا وسيرجيو أغويرو، ومهاجم ليون ممفيس ديباي ومواطنه الهولندي ولاعب ليفربول جورجينيو فينالدوم، وصولاً إلى ديفيد ألابا ظهير أيسر بايرن ميونخ والأرجنتيني وجناح باريس سان جيرمان أنخيل دي ماريا، إضافة إلى العديد من الأسماء من المنتظر أن تُشعل سوق الانتقالات المقبل.

المساهمون