أخفقت إدارة نادي برشلونة الإسباني بشكل ملحوظ، في ترميم صفوف الخط الخلفي لفريقها، وواجهت صعوبات جمة في اختيار لاعب رفيع المستوى لمرافقة جيرارد بيكيه في عمق الدفاع.
ويعيش الفريق الكتالوني وضعاً صعباً في الدوري الإسباني، كونه يحتل المركز الخامس، متخلّفاً برصيد 8 نقاط عن أتلتيكو مدريد المتصدر، كما أنه أمام مواجهتين صعبتين ضد باريس سان جيرمان في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا في 16 فبراير/ شباط و 10 مارس/ آذار المقبلين.
ويبحث برشلونة بشكل عاجل عن مدافع مميز، بعد تعرض الإسباني المخضرم جيرارد بيكيه لإصابة جزئية في الرباط الصليبي لركبته اليمنى في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، في الوقت الذي خسر فيه الفرنسي كليمان لينغليت مكانه لصالح الأوروغوياني رونالد أراوخو والإسباني أوسكار مينغويزا، وكلاهما يعاني من نقص الخبرة، حيث يبلغان من العمر 21 سنة.
وتملك إدارة "البلوغرانا" مساحة محدودة للغاية من أجل المناورة، وتفادي الأخطاء التي رافقت اختيار لاعب مثالي في هذا المركز، لكن دون دفع مبالغ كبيرة، كالتالي أنفقها لاستقدام البرازيلي فيليب كوتينيو والفرنسيين عثمان ديمبيلي وأنطوان غريزمان، في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يعانيها النادي، بعد أزمة فيروس كورونا.
وسيحاول المسؤولون، الحصول على مدافع متمرس يفتقر إلى وقت اللعب في ناديه، بعد أن فشلوا في اجتذاب الإسباني إريك غارسيا لاعب مانشستر سيتي، وبالتالي سيكون شكودران موستافي لاعب أرسنال الإنكليزي، وأنطونيو روديغر لاعب تشيلسي الإنكليزي، الأقرب لهذه الخطوة، كون النجمين الدوليين الألمانيين، لعبا فقط 8 و6 مباريات على التوالي في جميع المسابقات.
ومنذ عودة بيكيه في عام 2008 واعتزال الإسباني كارليس بويول في 2014، لم يتمكن "البرسا" من ضم نجم كبير في مركز العمق الدفاعي، فربما خلال أكثر من 10 سنوات، كان الفرنسي صامويل أومتيتي، الذي وصل في عام 2016، الاختيار الأبرز قبل مشاكله على مستوى الإصابات.
وأنفق الفريق الكتالوني، أرقاماً طائلة خلال تلك السنوات، دون أن يحظى بخيار مميز يرافق بيكيه في هذا المركز، الذي عانى فيه "البرسا" لعدة سنوات.
البداية كانت مع الأوروغوياني مارتن كاسيريس، الذي انتقل لبرشلونة في صيف 2008 قادماً من ريكرياتيفو الإسباني، ولكنه فشل في إثبات نفسه مع فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا، لينتقل في العام التالي إلى يوفنتوس الإيطالي معارا، ثم لإشبيلية بشكل نهائي في 2011.
وبعدها، جاءت صفقة الأوكراني دميترو تشيغرينسكي، الذي دفع فيه النادي الإسباني 25 مليون يورو لناديه السابق شاختار دونيتسك الأوكراني في صيف عام 2009، وبعد موسم منحوس عاد إلى فريقه الأصلي مقابل 15 مليون يورو فقط.
وفي 2014، ضم المدافع البلجيكي الدولي توماس فيرمايلين من صفوف أرسنال الإنكليزي لمدة خمسة أعوام مقابل 19 مليون يورو، وعانى اللاعب من سلسلة إصابات، قبل أن تتم إعارته إلى روما الإيطالي ومن ثم ينتقل لفيسيل كوبي الياباني.
وفي عام 2014 أيضاً، أعلن النادي تعاقده مع لاعب فالنسيا، الفرنسي جيريمي ماثيو مقابل 20 مليون يورو، قبل أن يرحل بعد 3 مواسم إلى سبورتينغ لشبونة البرتغالي، دون تحقيق نجاح يذكر.
وبعدها تعاقد مع البرازيلي مارلون سانتوس، قبل أن تتم إعارته لصفوف نيس الفرنسي، وبعدها بيعه لفريق ساسوولو الإيطالي مقابل ستة ملايين يورو.
ومن ثم جاءت صفقة الكولومبي ييري مينا من بالميراس البرازيلي في 2018، مقابل 11.8 مليون يورو بعقد يمتد حتى عام 2023، ووضع شرطاً جزائياً بقيمة 100 مليون يورو، قبل أن يبيعه بعد مدة قصيرة إلى إيفرتون الإنكليزي مقابل 31.75 مليون يورو.
ومن ثم ضم لاعب إشبيلية، الفرنسي كليمينت لانغليت، الذي تألق لفترة قصيرة، قبل أن يتراجع مستواه ويبقى حبيس الدكة، ومن ثم أعلن النادي تعاقده مع الفرنسي الشاب جان كلير توديبو لاعب تولوز الفرنسي بالميركاتو الشتوي لعام 2019، دون أن يترك بصمة يقنع فيها الجماهير حتى الآن.