أنهى المدرب بيب غوارديولا الجدل قبل أيامٍ في مسألة تجديد العقد والبقاء مع مانشستر سيتي عبر الموافقة على التمديد مع بطل إنكلترا 6 مرات، لموسمين إضافيين حتى عام 2023.
وأتت هذه الخطوة من المدرب الإسباني للكثير من الأسباب ولعلّ أبرزها عدم تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا، خصوصاً أنه قال في تصريحات بعد توقيع العقد الجديد "لدينا الشعور بأن هناك الكثير من العمل الذي لم ينتهِ هنا بعد".
وطبعاً لم تكن موافقة غوارديولا على البقاء عن عبث لأن إدارة مانشستر سيتي أكدت على تمسكها بالمدرب الإسباني لأطول فترة ممكنة، وبدوره غوارديولا كان يُعبر دائماً عن سعادته بالبقاء هنا وأنه متحمس لتحويل "سيتي" إلى أقوى فريق في إنكلترا وأوروبا. ويجب الإشارة إلى أن غوارديولا أمسى ثاني أكثر مدرب يبقى في منصبه مع فريق "سيتي" بعد المدرب ماكدوال الذي استمر لـ13 سنة بين سنوات 1950 و1963.
تمديد عهد غوارديولا
لم يكن قرار بقاء غوارديولا قراراً صعباً على إدارة مانشستر سيتي، ففي ظل الظروف الراهنة رحيل الإسباني سيكون خسارة، خصوصاً في عدم توفر المرشح القوي للخلافة، وإدارة "سيتي" كانت على دراية بأن هذا القرار الأفضل للطرفين، وعليه بدأت التحضير لعملية تمديد العقد قبل فترة.
فبحسب صحيفة "ذا أتلانتيك" فإن تكيسكي بيغيريستاين مدير الكرة في الفريق عمل طوال أشهر على دراسة شملت أكثر من 6 مدربين قادرين على خلافة غوارديولا، لكن دون الوصول إلى نتيجة، مع التنويه إلى أن بيغيريستاين من المعجبين بالمدرب الإسكتلندي بريندن روجيرز الذي يتصدر "البريمييرليغ" مع ليستر سيتي، كما أن المدرب بوكيتينو كان على الورق من أبرز المرشحين، إلا أن كل هذا انتهى الآن بالحفاظ على غوارديولا لموسمين إضافيين.
بالنسبة لغوارديولا، القرار كان أسهل ربما، خصوصاً أنه غير الكثير في مانشستر سيتي وحوله إلى قوة ضاربة في الكرة الإنكليزية، لكن ووفقاً للكثير من التسريبات الصحافية في بريطانيا فإن قرار الموافقة على التمديد كان سببه الأول رئيس "سيتي" خلدون المبارك، وغوارديولا لم يخفِ ذلك أبداً في تصريحات نشرها موقع الفريق الإلكتروني: "المبارك هو السبب الرئيسي في موافقتي على الاستمرار".
وطبعاً لم تكن هذه مجرد تصريحات لإرضاء الرئيس، بل لأن غوارديولا مُعجب بطريقة إدارة الفريق بهدوء، وهو العكس تماماً مما حصل مع رئيس فريق برشلونة ساندرو روسيل في السنوات الأخيرة، وعليه فإن غوارديولا قرر البقاء حفاظاً على هذه العلاقة المتينة مع الإدارة والتي تجعله يعمل بهدوء وتركيز داون تشتيت من أحد.
ولعل أبرز سبب جعل بيب غوارديولا يوافق على البقاء هو سعادته في البيئة الحاضنة داخل مانشستر سيتي، وهذه السعادة في العمل تدفع أي مدرب في العالم للبقاء في مكانه ومحاولة صناعة الأفضل لأي إدارة يعمل معها.
غوارديولا مدرب 4 سنوات فقط
في تصريحات لصحيفة "ذا أتلتيك" أشار مقربون من المدرب بيب غوارديولا إلى أن الأخير لا يُدرب فريقا لأكثر من 4 سنوات بعد فترة برشلونة الرائعة، وربما لو تُرجم هذا الحديث في سنوات الإسباني التدريبية الأخيرة لوجد الجميع أنه صحيح، لأن غوارديولا قاد برشلونة لأربع سنوات (2008-2012) ثم بايرن ميونخ الكبير لثلاث سنوات فقط، لكن هل هذا مؤشر منطقي؟
لا يمكن الجزم في هذه الفرضية، لكن المؤكد أن غوارديولا غادر برشلونة في الوقت المناسب لأنه رأى ضرورة التجديد وكان على يقين بأن استمراره لن يُغير شيئا، وربما لم يجد الدعم من الإدارة خلف الكواليس فقرر المغادرة في الوقت المناسب، مع التنويه بأن غوارديولا نفسه أشار حينها أن سبب رحيله هو أنه يريد أن يرتاح لعام لأن العمل في النادي "الكتالوني" مُتعب جداً ومرهق نفسياً بسبب الضغط الكبير.
ومع النادي "البافاري" أيضاً لم يجد غوارديولا سببا للبقاء بعد 3 سنوات جيدة دون تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، لكن مع مانشستر سيتي لم يُفكر المدرب مرتين قبل تجديد العقد، وها هو يدخل عامه الخامس ومن المتوقع أن تبقى العلاقة حتى عام 2023، ما يؤكد سعادة غوارديولا في "سيتي" حتماً، واقتناعه بالمشروع الرياضي الذي تتبناه الإدارة.
في المقابل فإن علاقة غوارديولا مع مدير الكرة بيغيريستاين والمدير التنفيذي فيران سوريانو اللذين يُشارك معهما حُب برشلونة ويوهان كرويف كونهما عملا سابقاً في إدارة النادي "الكتالوني"، هي من من أسباب بقاء المدرب الإسباني أيضاً، إذ ورغم بعض الحساسيات والأزمات في الفريق لم يجد غوارديولا تلك الضغوطات الرهيبة التي واجهها في برشلونة.
ولا يمكن إغفال الدعم الكبير من جماهير فريق "سيتي" للمدرب غوارديولا، إذ في سنواته الأربع ورغم عدم تحقيقه لقب دوري أبطال أوروبا الذي هو مطلب الإدارة والجمهور أولاً، إلا أنه لم يواجه انتقادات كبيرة ولم يُحارب بل حظي بدعم الجمهور دائماً في المدرجات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وهو سبب رئيسي أيضاً في سعادة غوارديولا وبقائه في دفة قيادة "سيتي" حتى عام 2023، فإذا كان محيط عملك جيدا، وأنت تعمل في بيئة صحية لا تضع عليك ضغوطا قوية، وتمنحك المساحة لتطوير كل شيء في الفريق، فلماذا ستُقرر المغادرة في النهاية؟ غوارديولا مُستمر مع مانشستر سيتي ولن يُغادر قبل عام 2023، لأنه يبقى الأفضل في عالم التدريب بدون أي شك.