القمة وُجدت من أجل كريستيانو

القمة وُجدت من أجل كريستيانو

16 يونيو 2021
رونالدو هداف بطولات "اليورو" تاريخياً (Getty)
+ الخط -

مباراة المجر تختصر كل الحكاية، حكاية كريستيانو بالكثير من تفاصيلها، منذ البداية إلى النهاية. لاعب جذب كل الأضواء قبل اللقاء، بداية من المؤتمر الصحافي، وصولاً إلى الدقيقة الـ 87 عندما كان رونالدو بعيداً عن الأداء الخارق، فجُهِّزَت كل المقالات الممكنة لانتقاده والحديث عن عدم جاهزيته وفعاليته، وما إلى ذلك، ثم 5 دقائق غيرت كل الموازين، 5 دقائق من عظمة كريستيانو.

هي لم تكن 5 دقائق فيها هدفان وتأكيد فوز وتجاوز بلاتيني، لا ليس مقالنا هذا للحديث عن الأرقام، بل هو للكلام عن انعكاسها وتأثيرها في لاعب لا يرى سوى القمة هدفاً له. 5 دقائق لم يسكت فيها كريستيانو منتقديه. أساساً، هو نادراً ما يلتفت إليهم، لا تكبراً منه، بل لأن تفكيره الدائم في القمة هو الأهم بالنسبة إليه.

هوسه بالقمة هو الذي يجعل لاعباً في سنه يُتوج بكل شي ما عدا لقب المونديال، كل شيء حرفياً، بدايةً من كرات ذهبية ولقب الهداف في البطولات الكبيرة المختلفة، مروراً بألقاب دوري الأبطال، وصولاً إلى لقب "اليورو".

هو مهاجم يملك أكثر عدد من المباريات في البطولة وأكبر عدد من الأهداف، ومن ضمنها التصفيات، هو المهاجم الذي يقترب من عامه الـ37، ولا يزال يملك كل هذه الرغبة والشغف والسعي لإثبات إمكاناته والبقاء في القمة.

هي التفاصيل التي يمكنها أن تعطينا فكرة أوضح عن الأشخاص، وهي تفاصيل فشل فيها الكثير من اللاعبين، من النجوم الذين يملكون موهبة كبيرة، فاقت موهبة كريستيانو أحياناً. التفاصيل التي غيرت مفهوم الكثيرين من أبناء الجيل الحالي. قبله كان يوم العطلة للاعبين، هو يوم راحة بكل معنى الكلمة، بعده لم يعد كذلك، أصبح يوماً للعمل أيضاً والتدرّب لمن يريد التفوق على الآخرين. وقبل ذلك، كانت القوة البدنية للاعبين الموهوبين مجرد مكمل ضروري ليساعد الموهبة على التألق، بعده أصبحت القوة البدنية توازي الموهبة عند من يملكها وتتفوق عليها أحياناً، لتجعلها في أعلى المستويات.

مع المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، تغيرت الكثير من المفاهيم للاعبي كرة القدم، شهرته وتأثيره ساعدا في ذلك، الانتباه لتفاصيل الغذاء والحياة اليومية في كل دقيقة لم يعد ترفاً لمن يريد القمة، بل أمسى طريقاً وحيداً للوصول إليها.

نعم، نحن نقترب من نهاية مسيرته، مهما استمرت، 3 سنوات أو أكثر، لكل شيء نهاية، لكن كريستيانو عندما يعتزل كرة القدم لن يترك لنا فقط أهدافه وألقابه الكثيرة. نعم، قد لا يكون اللاعب الأكثر موهبة في التاريخ، وحتى في الحاضر، لكن عندما سترغب المعاهد والجامعات في تدريس طلابها على مثال يحتذون به كي يصلوا إلى القمة، لن يجدوا أفضل من كريستيانو، فهو موجود من أجل القمة أصلاً.

المساهمون