كثيرة هي النقاط المضيئة في بطولة أمم أوروبا الحالية، التشويق وحبس الأنفاس الذي حصل خلالها حتى ما قبل انطلاق مباريات دور ربع النهائي جعلها بنظر الكثيرين أجمل بطولة أوروبية على مدى التاريخ، أما من لا يراها كذلك فهو حتما يضعها على منصة التتويج بين أجمل البطولات.
أسباب هذا التشويق تعود إلى غياب السيطرة المطلقة لمنتخب على آخر في أغلب المباريات، المنتخبات المرشحة عانت كثيراً حتى قبل أن تخرج، لافت مثلاً أن المنتخب الإيطالي لم يكن منتظرا منه الأداء الكبير في الدور الأول ففاجأ الكثيرين، وعندما رشحه الجميع تقريبا للتأهل بلا مشاكل في مواجهة النمسا عانى بشكل رهيب قبل أن ينجح بتحقيق ذلك.
خيبة المنتخبات الكبيرة التي غادرت جعلتنا نعيش مباريات تقلبت نتيجيتها من فريق إلى آخر بشكل دراماتيكي، القمة على هذا المستوى كانت في مباراتي إسبانيا وكرواتيا وبعدها فرنسا مع سويسرا، مباراتان ستبقيان في ذاكرة الجميع لفترة طويلة.
هناك وقت لتحليل مع حصل مع المنتخبات الكبيرة، فرنسا في مقدمتها، هولندا وألمانيا بدرجة أقل والبرتغال أيضا، لكن ما يبدو واضحا أن هذه البطولة غيرت نظرة البعض لكيفية تحليل المواجهات، خاصة قراءتها قبل أن تبدأ، القراءة التي تقول إن لكل مباراة ظروفها وأجواءها بناءً على الفريقين لا على فريق واحد، فأن تخسر أمام منتخب بسهولة لا يعني أنك ضعيف وستخسر أمام أي منتخب آخر بسهولة، سويسرا أكبر دليل، والعكس صحيح أيضا.
أسباب خروج الكبار وعدم تألق بعض النجوم يرتبط أيضاً بموسم مرهق للبعض، ليس كل اللاعبين قادرين على تقديم نفس المستوى البدني مع منتخباتهم كما فعلوا مع أنديتهم، المجموعة والحافز والمدرب خاصة لهم دور أساسي، التفاصيل الصغيرة في هكذا بطولات أحسن الأمور فعلا، المعنويات أحياناً هي التي تغير النتيجة من خسارة إلى فوز أو بالعكس.
بعد دور ثان أخطأت فيه ترشيحات الكثيرين، يبدو أن الأمور ستكون أقل حذراً في ربع النهائي، الآن يمكنك أن تسمع بوضوح أكبر عبارة كل شيء ممكن في هذه المباراة، حتى لو كانت بين إسبانيا وسويسرا، أو إنكلترا وأوكرانيا.
هي البطولة التي استعادت فيها المنتخبات هيبتها، هيبة بدا أنها فقدتها لمصلحة دوري الأبطال تحديدا في الفترة الأخيرة، لكن أمم أوروبا قالت بوضوح إنها لا تزال الفضلى، إن الحماس الذي يعيشه اللاعبون في مباريات منتخباتهم، لا يضاهيه أي حماس آخر على مستوى الأندية.