أندية شعارها النتائج قبل المشروع الرياضي وبسقوط سريع للمدربين

أندية شعارها النتائج قبل المشروع الرياضي وبسقوط سريع للمدربين

22 فبراير 2024
أندية تشتهر بإقالة المدربين باستمرار (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

تُعرف أندية أوروبية بإقالة المدربين بشكل متواصل طوال الموسم، ولا تتردد في التخلي عن مدربين، رغم تكلفة التعاقد معهم، وكذلك تكلفة التعويض الذي تدفعه إلى المدربين بعد إقالتهم من مهامهم، في خطوات تكون غريبة في بعض المناسبات، خاصة وأن كل مدرب جديد يكون له مشروع رياضي يريد تحقيقه مع الفريق، ولكن ذلك لا يكون كافياً من أجل تفادي الإقالة.

وتتميز أندية عن أخرى بسرعة اتخاذ قرار الإقالة، في خطوة تتعارض مع التوجه العام لمعظم أندية الدوريات الأوروبية، التي تفضل الاستقرار والذهاب بعيداً في تطبيق المشروع الرياضي، ولكن منطق النتائج يكون الأهم بالنسبة إليها، ويدفعها إلى تغيير المدرب ومنح الفرصة لأسماء تعتقد أنها ستكون قادرة على تعديل النتائج وتحقيق الأهداف الرياضية بحثاً عن الألقاب، ورغم أن بعض التجارب كانت ناجحة، مثل تجربة توماس توخيل مع تشلسي أو من قبله روبيرتو دي ماتيو مع تشلسي، حيث فاز كل واحد منهما بدوري أبطال أوروبا، فإن التجارب الأخرى كانت صادمة في معظم الحالات.

ويُعتبر قرار إدارة نادي نابولي الإيطالي، مفاجئاً، فالفريق أقال في بداية الموسم مدربه الفرنسي رودي غارسيا، بسبب ضعف النتائج في الدوري الإيطالي أو دوري أبطال أوروبا إضافة إلى مشاكله مع نجوم الفريق، ليلجأ بطل الكالتشيو في الموسم الماضي، إلى مدربه السابق والتر ماتزاري ليقود الفريق ولكن النتائج لم تتحسن وبالتالي كانت الإقالة في انتظاره، إذ تم تعويضه بالمدرب كالزوني قبل ساعات قليلة من مواجهة نادي برشلونة في دوري أبطال أوروبا، والقيام بهذه الخطوة قبل موعد صعب وقوي مثل مواجهة النادي الإسباني، يؤكد أن إدارة النادي لا تجد حرجاً في تطبيق مثل هذه القرارات دون اهتمام بالتحديات التي تنتظر النادي.

وهذا التصرف ليس غريباً عن إدارة نادي الجنوب الإيطالي، الذي لا يجد رئيسه أوريلو دي لورانتيس حرجاً في إقالة المدربين بشكل سريع في السنوات الأخيرة، بل إنه أقال كارلو أنشيلوتي قبل مواسم قليلة، رغم أن الفريق ضمن التأهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا فالمهم بالنسبة إليه هو التحرك سريعاً لإنقاذ "المركب".

كما أقدم أولمبيك مرسيليا الفرنسي على خطوة مشابهة، فقد درّبه في بداية الموسم الإسباني مارسيلينهو، الذي رحل سريعاً عن النادي بسبب أزمة النتائج وضعف التواصل مع اللاعبين، وقد دُفع الإسباني إلى الرحيل دفعاً بعدما وجد صعوبات كبيرة لتطبيق خططه أمام ضغط الجماهير التي عبّرت عن غضبها الشديد منذ البداية المتعثرة لفريقها في منافسات الدوري وفرضت التغيير، ليقع الاتفاق مع الإيطالي جينارو غاتوزو، الذي لم يكن موفقاً في المهمة وبدوره رمى المنديل سريعاً حيث اختار بالاتفاق مع إدارة النادي الرحيل، وبسرعة تم تعيين الفرنسي غاسيت الذي كان مدرباً لمنتخب ساحل العاج منذ أيام قليلة ليقود الفريق الذي لا يعرف الاستقرار.

ومن النادر أن أنهى مرسيليا الموسم دون أن يغيّر مدربه، فالفريق لا يعرف الاستقرار بالمرة، ذلك أن امتلاكه قاعدة جماهيرية كبيرة يجعل كل نتيجة سلبية إعلاناً عن أزمة في النادي وتوتر كبير في العلاقة بين النادي والجماهير، وبالتالي يكون التحرك سريعاً عبر إقالة المدرب، فرغم حرص الكثير من المدربين على قيادة الفريق طوال السنوات الماضية، إلا أنهم جميعاً واجهوا مصيراً مشتركاً وهو الإقالة مع كل أزمة نتائج، وإدارة النادي لا تنتظر نهاية الموسم لتطبيق مشروع جديد، بل تسارع باتخاذ قرار الإقالة عكس ما تقوم به معظم الأندية الأخرى في فرنسا.

أندية أخرى لا تعرف الاستقرار

تمسك فريق تشلسي بمدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوتشتينو إلى حدّ الآن رغم البداية المتعثرة، ولكن هذا التصرف يتعارض مع سياسة الفريق في السنوات الأخيرة، فرغم تغيير المالك في العام الماضي، إلا أن ذلك لم يضمن الاستقرار في الفريق، باعتبار أن النادي دربه في الموسم الماضي ثلاثة مدربين، فبعد إقالة توماس توخيل، دفع تشلسي قيمة البند الجزائي لفريق برايتون من أجل التعاقد مع المدرب بوتر الذي لم يصمد طويلاً ورحل قبل نهاية الموسم وعوضه فرانك لامبارد. وهذه الممارسات عرف بها النادي الإنكليزي على مرّ التاريخ ولا يتردد في إقالة المدربين.

كما أن أندية أخرى مثل روما أو باليرمو في إيطاليا يعرفان بإقالة المدربين وكذلك إشبيلية في إسبانيا، في وقت تبدو الأندية الإنكليزية مختلفة في استراتيجية العمل، حيث تعطي الفرص للمدربين مثلما فعل مانشستر يونايتد مع مدربه الهولندي إيريك تين هاغ، عكس تشلسي الذي يبدو مختلفاً عن بقية الأندية في الدوري الإنكليزي.   

فرق

المساهمون