56 منشأة طبية في إدلب رهينة التهديد الروسي بمنع إدخال المساعدات عبر الحدود

05 يوليو 2022
المنشآت الطبية بادلب ستتوقف عن العمل بحال منع إدخال المساعدات (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

قالت مديرية صحة إدلب، العاملة في منطقة سيطرة المعارضة السورية، إن 56 منشآت صحية، منها 21 مشفى، نصفها مشاف نسائية وأطفال، و21 مركز رعاية أولية و14 مركزا تخصصيا، إضافة لمنظومات الإحالة والإسعاف، ستتوقف عن العمل في حال عدم تجديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود في شمال غرب سورية، مُشيرةً إلى أن "الأمر سيخلف كارثة صحية رهيبة، وزيادة غير مسبوقة في معدلات الأمراض والوفيات".

وأكدت المديرية في بيانٍ لها، الثلاثاء، أن "الكوادر الطبية والأهالي في منطقة شمال غرب سورية يشعرون بقلق كبير إزاء التهديدات الروسية الجدية بمنع تمديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود"، لافتةً إلى أن "الفشل في تمديد ذلك القرار ستكون له آثار كارثية على الأهالي القاطنين في المنطقة على مختلف الأصعدة الصحية والمعيشية والإنسانية".

وأشارت المديرية إلى أن "عدد الخدمات الطبية المجانية التي قدمتها المشافي والمراكز الصحية في محافظة إدلب وحدها بلغ أكثر من مليون و200 ألف خدمة شهرياً، تنوعت بين 6000 عملية جراحية كبرى و6000 حالة ولادة طبيعية وقيصرية، و556 ألف خدمة عيادات خارجية، و630 ألف حالة تدخل طبي، وأكثر من 19500 حالة قبول في المشافي".

وأضافت أن "المراكز التخصصية التي ستتوقف نتيجة عدم تمديد القرار يبلغ عددها 14 مركزاً، منها 5 مراكز لعلاج مرضى التلاسيميا، و8 مراكز لغسيل الكلية، ومركز واحد لعلاج مرضى السل، هذه المراكز تخدم أكثر من 1550 مريضاً، منهم 840 مريض تلاسيميا و510 مرضى غسيل كلية، وأكثر من 200 مريض سل".

وأشار بيان المديرية إلى أنه "من الخدمات الطبية الهامة التي ستتوقف في حال عدم تمديد قرار إدخال المساعدات عبر الحدود برنامج اللقاح الروتيني"، موضحةً أنه "يوجد في محافظة إدلب 55 مركز لقاح تقدم اللقاحات الضرورية لأكثر من 91 ألف طفل سنوياً، لحمايتهم من الأمراض الخطيرة، كشلل الأطفال والتهاب الكبد والسل ومرض الحصبة الذي بدأ ينتشر مؤخراً بشكل ملحوظ في منطقة شمال سورية"، مؤكدةً أن حملة التطعيم بلقاح كوفيد "ستتوقف، ما يهدد بعودة تفشي الوباء في المنطقة والامتداد إلى الدول المجاورة".

وأكدت المديرية أن "حصر إدخال المساعدات إلى منطقة شمال غرب سورية عن طريق النظام يهدد بحرمان المنطقة من كل المساعدات المنقذة للحياة، فهذا النظام الذي قتل وهجر الملايين من المدنيين، ودمر المدن والبلدات وضرب المناطق المدنية بمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، سوف يحرم سكان المنطقة من الغذاء والدواء، وسوف يتخذ من تلك المساعدات سلاحاً لحصار وتجويع المدنيين، كما فعل سابقاً في الغوطة الشرقية ومضايا وأحياء حلب الشرقية وأحياء مدينة حمص".

وطالبت المديرية بكافة كوادرها "الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وكافة المنظمات الدولية الفاعلة، بضرورة العمل جدياً لمنع روسيا من استخدام الفيتو ضد قرار تمديد إدخال المساعدات عبر الحدود، والذي سيتم التصويت عليه في مجلس الأمن يوم العاشر من شهر تموز (يوليو) الحالي"، مشددة على ضرورة "إبعاد الملف الإنساني عن المساومات السياسية، وعدم السماح لأي طرف باستخدام المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة أداةً للابتزاز السياسي".

وأوضحت "صحة إدلب" أن "المعاناة الإنسانية الكبيرة التي يعيشها أكثر من 4 ملايين مدني في منطقة شمال غرب سورية لا تتطلب فقط تمديد قرار إدخال المساعدات عبر الحدود، وإنما أيضاً زيادة عدد المعابر، وتوسيع نطاق البرامج الإنسانية"، لافتةً إلى أن "ذلك يأتي في ظل غياب الإرادة الدولية الحقيقية لإنهاء مأساة القرن التي يعيشها الشعب السوري منذ أكثر من أحد عشر عاماً".

وكان فريق "منسقو استجابة سورية" قد أكد في تقرير له مرفق بالصور، أمس الإثنين، أن "المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة في مناطق سيطرة النظام السوري تُباع في الأسواق والطرقات للمدنيين في مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام السوري"، مُشيرةً إلى أن "ذلك يأتي في ظل معاناة مئات الآلاف من العائلات في شمال غرب سورية من نقص المساعدات الإنسانية بحجة خفض الدعم والتمويل، وسط غياب كامل لما تسميه الأمم المتحدة بمبادئ العمل الإنساني، وأبرزها الحياد وعدم التحيز لأي طرف".

وأشار الفريق إلى أن "الوكالات الأممية لا تزال تقدم الدعم المستمر للنظام السوري عبر منظمات تابعة له، وأبرزها الهلال الأحمر السوري ومنظمات أخرى، وذلك في ظل غياب الرقابة الفعلية للمانحين والوكالات حول آلية عمل المنظمات في مناطق النظام السوري والتستر عليها بشكل كامل".

وكان عدة نشطاء من محافظة إدلب قد وجهوا، أمس الإثنين، دعوات إلى الأهالي والنشطاء العاملين في القطاع الصحي والتعليمي والإعلامي والخدمي للمشاركة في وقفة احتجاجية تحت مُسمى "شريان الحياة"، وذلك في ساحة معبر باب الهوى، شمال محافظة إدلب، يوم الخميس القادم، لمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على روسيا لتجديد قرار إدخال المساعدات من بوابة "باب الهوى" الحدودية مع تركيا، شمال محافظة إدلب، وعدم تحول القرار إلى بازار سياسي بيد روسيا وحلفائها.

المساهمون