القصف يحرم أهالي كفرنبل السورية من كل مقومات الحياة

القصف يحرم أهالي كفرنبل السورية من كل مقومات الحياة

05 يونيو 2019
القصف يتكرر على كفرنبل (فيسبوك)
+ الخط -
تبدو بلدة كفرنبل في ريف إدلب كومة من الأنقاض والحركة فيها نادرة بسبب تكرار القصف المدمر، لكن الواقع أن المئات من أهلها لم يغادروها، ويعيشون في ظل واقع مأساوي يحرمهم من أبسط مقومات الحياة.

وقال المقيم في كفرنبل، أبو شادي عمر، لـ"العربي الجديد": "لا توجد في البلدة أي من مقومات الحياة، ولم نغادرها لأننا لا نملك مكانا نذهب إليه، فلا أملك المال لاستئجار منزل في الشمال حيث المناطق أقل خطراً قرب الحدود التركية، وبعض العائلات التي نزحت تقيم في العراء، ولا أحد يقدم لها المساعدة. لذلك أفضل أن أموت في بلدتي على أن أموت في العراء في مكان آخر".

وأضاف: "نعاني يوميا لتأمين الماء والمواد الغذائية، ويعيش الأطفال رعبا متواصلا بسبب أصوات الانفجارات، والكوابيس لا تفارقهم من مشاهد الموت اليومية التي تكررت أمامهم، ولم يعرف أحد في البلدة أياً من مظاهر عيد الفطر".

وقال عضو المجلس المحلي في كفرنبل، فادي أبو غالب، لـ"العربي الجديد": "لا عيد في كفرنبل، فالغالبية العظمى من السكان نزحت بسبب القصف الهمجي الذي تتعرض له كل يوم بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ، والذي تسبب بتوقف عمل وتدمير جميع المرافق الحيوية، وعلى رأسها النقاط والمراكز الطبية".

وأضاف أبو غالب: "الأسواق مغلقة، والدمار طاول كل شيء، وخصوصا المباني السكنية، ومن بقي بالبلدة يعيش حياة صعبة، فالمياه غير متوفرة إلا عبر بئر واحد يبيع للصهاريج، وأصحاب الصهاريج نزحوا، ولم يبق سوى صهريجين فقط. أما الكهرباء، فحتى اللحظة يقوم المجلس المحلي بتغذية بعض الأحياء فيها لمدة ساعتين يوميا، ولكننا مهددون بعدم القدرة على توفيرها بالكامل بسبب عدم وجود الديزل".

وبين أنه "تعيش اليوم في كفرنبل نحو 300 عائلة، من أصل 5900 عائلة، فضلا عن 1700 عائلة نزحت سابقا إلى البلدة، ثم نزح غالبيتهم منها مجددا، ويعمل فرن واحد من أصل 9 أفران للخبز، ونصف الأفران طاولها القصف ودمرت، والنصف الآخر نزح مالكوها والعاملون فيها".



وأوضح أن "كفرنبل لا تصلها أية مساعدات إنسانية، باستثناء مبادرة قام بها المجلس المحلي أخيرا، ووزعنا خلالها تمرا وخبزا ليوم واحد، وهناك جمعية خيرية من أبناء البلدة وزعت سلة طوارئ. سبب عدم نزوح بقية العائلات من كفرنبل هو عدم وجود مأوى في بلدات شمالي إدلب، فضلا عن الفقر، فهم لا يملكون المال لتحمل أعباء ونفقات النزوح، والغالبية يعيشون في خطر متواصل، فلا ملاجئ بالمعنى الحقيقي، وإنما يعيشون في المنازل والأقبية".


وقال أبو غالب إن "الأهالي يحصلون على المواد الغذائية من بعض المتاجر التي ما زالت تعمل، وهي قليلة جدا مقارنة بعدد السكان، ولم يلجأ أصحابها لابتزاز الناس، والمحروقات أيضا متوفرة بكميات قليلة، وفي البلدة طبيب أطفال واحد تبرع بتقديم العلاج المجاني في منزله للأهالي، والمرضى يتم نقلهم إلى نقطة طبية تم استهدافها أكثر من مرة، وهناك صيدلية واحدة فقط تعمل في حال طوارئ".

وقال جاهد أبو محمود، لـ"العربي الجديد": "البلدة تكاد تكون خالية، والقصف لا يتوقف بمختلف الأسلحة، ويستهدف كل شيء، المنازل والأفران والمشافي".

وأضاف "الغالبية العظمى من المحال التجارية مغلقة، والأهالي أغلبهم من النازحين، ومن الصعب الحصول على المواد الغذائية والطبية، وغالبية العائلات نزحت إلى القرى والبلدات الحدودية وبعض القرى بريف إدلب الشمالي، والناس لا تخرج من منازلها إلا للضرورة القصوى، ويتنقلون بحذر شديد".