تكريم شعبي لضابط فرنسي أظهر بطولة في اعتداء "تريب"

تكريم رسمي وشعبي لضابط فرنسي أظهر بطولة في اعتداء "تريب"

23 مارس 2019
حاول الضابط إنقاذ الرهائن (تويتر)
+ الخط -
تحيي فرنسا الذكرى الأولى على رحيل أحد أبطالها، الذي قضى العام الماضي في معركة مكافحة الإرهاب. ويتعلق الأمر بضابط الدرك أرنو بيلترام، الذي قضى هو يحاول إنقاذ رهائن في سوبرماركت ببلدة "تريب" احتجزهم إرهابي.

وقلّما حظي بطلٌ بمثل هذه الهالة التي أصبغت على الكولونيل بيلترام كما يعترف الصحافي بيير ماري جيرو في كتابه "أرنو بيلترام: البطولة من أجل خدمة الوطن"، حين يكتب: "منذ خمس وأربعين سنة، ما يثيرني في هذه الواقعة، هو الانفعال الواسع الذي استبدَّ بالوطن. إنه شعورٌ لم أره كثيراً من قبل".   

وهكذا قررت أكثر من 150 مدينة وبلدة في فرنسا، إطلاق اسمه على شارع أو ساحة أو مدرسة أو مركز شرطة فيها، كما نُصبت له كثير من النُّصب التذكارية وزُرعت كثير من الأشجار باسمه، تكريماً للراحل وتقديراً لروح الإيثار لديه، بعدما طلَب من الإرهابي رضوان لقديم، أن يحتجزه بدل بعض الرهائن.

ولا تخفي والدة الراحل نيكول بيلترام حزنها الشديد على ابنها، ولكنها تحسّ بالذهول من هذا الحجم من التكريم، "من كل مكان، الذي تجاوز حدود فرنسا". 

وتجدر الإشارة إلى أن العملية الإرهابية التي جرت يوم 23 مارس/ آذار 2018، والتي تبناها تنظيم "داعش"، انتهت بتصفية الإرهابي من قبل قوات النخبة من الدرك، بعدما تمكن من قتل أربعة أشخاص هم جان مازيير، هيرفي سوسنا، كريستيان ميدفيس وأرنو بيلترام.

كل هذه الأشياء تجعل العائلة تحسّ بنوع من الفخر والاعتزاز من إنجاز الراحل، والشكر لكل هذا العرفان بالجميل، من قبل السلطات وعموم الشعب.

وهو ما تلخصه والدة الراحل نيكول بيلترام، التي ألفت كتاباً عن ابنها: "قلبي ينفتح كي يستطيع أرنو مواصلة الحياة"، والتي تقدّر هذا التكريم الهائل لابنها "بطل الأمّة"، ولكنها تضيف: "ولكنه أيضاً ابني الذي رحل".

ولأنّ الراحل يحظى بتقدير من أعلى السلطات، منح الرئيس إيمانويل ماكرون، يوم الأربعاء، 20 مارس/ آذار، وسام جوقة الشرف لأربع شخصيات من البلدة التي وقع فيها الاعتداء الإرهابي، وهم العمدة إيريك ميناسي وزوجته، مديرة سوبرماركت سامية ميناسي، وأيضاً مالك السوبرماركت إيريك دي لا جونكيير، وأخيراً رئيس المجلس الإقليمي أندري فيولا، تقديراً من الأمة لشجاعتهم في إنقاذ أرواح بشرية، ووصفهم الرئيس ماكرون بأنهم "أصبحوا وجهَ فرنسا".

دلالات