العراق يفرج عن سجينين جزائريين بعد 14 عاماً من الاعتقال

14 اغسطس 2017
سجن عراقي (Getty)
+ الخط -
أكدت عائلة المعتقل الجزائري في العراق، محمد وابد، أن السلطات العراقية أفرجت، أمس الأحد، عن محمد وسجين جزائري آخر يدعى باديس كمال، بعد أن قضيا أكثر من 14 سنة في السجون العراقية، بتهمة خرق الحدود والدخول إلى العراق بطريقة غير قانونية عام 2003.

وأكدت شقيقة وابد لـ"العربي الجديد"، أن السلطات العراقية نقلت السجينين الجزائريين من سجن الكرادة في بغداد إلى إحدى الإقامات المخصصة للمعتقلين الذين أنهوا فترة عقوبتهم، قبل ترحيلهما إلى العاصمة الأردنية عمّان، لتسوية بعض الترتيبات قبل نقلهما إلى الجزائر الخميس المقبل.

وعبّرت عائلة وابد عن عظيم سرورها بهذا الخبر الذي انتظرته 14 سنة، خصوصا أن السجينين محمد وابد، من ولاية الشلف، غربي الجزائر، وباديس كمال، من منطقة برج بوعريريج، شرقي الجزائر، أنهيا عقوبتيهما في أغسطس/آب 2016 (السنة السجنية في العراق تسعة أشهر) بتهمة اجتياز الحدود.

وسبق لعائلات المعتقلين الجزائريين أن نقلت رسائل من أبنائها إلى السلطات والرأي العام في الجزائر تطالب بالتدخل لدى السلطات العراقية للإفراج عنهم بعد انتهاء فترة محكوميتهم، خوفا من موجة العنف الطائفي التي سادت في العراق خلال الفترة الأخيرة، والتصفيات الجسدية والطائفية التي تشهدها السجون العراقية.

وفي السياق، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية، عبد العزيز بن علي شريف، أن "المواطنين الجزائريين اللذين كانا معتقلين في هذا البلد منذ عدة سنوات بتهمة خرق الحدود، واللذين أطلقت السلطات العراقية سراحهما الأحد، سيعودان إلى الجزائر بعد قيام مصالح سفارة الجزائر ببغداد بالإجراءات الإدارية المتعلقة بالسفر".



واعتبر بن علي شريف أن إطلاق سراح السجينين تم على أثر الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى العراق وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، الذي تطرق إلى قضيتهما مع السلطات العراقية مبرزا حساسية هذا الملف، وناقلا آمال عائلتيهما وأقاربهما والرأي العام الوطني الذي يتابع عن كثب تطورات هذه المسالة.

وثمن المتحدث باسم الخارجية الجزائرية ما وصفه بالتعاون المثمر للسلطات العراقية ومساعدتها في تسوية هذا الملف. وأعلن أن ملف السجناء المعتقلين في العراق بتهمة خرق الحدود أغلق نهائيا. لكنه لم يشر إلى ملف عدد قليل من السجناء الجزائريين يقبعون في السجون العراقية بتهمة الانتماء إلى مجموعات مسلحة.

ويبقى في السجون العراقية ستة مساجين آخرون ينتظرون الإفراج عنهم بعدما قضوا محكوميتهم، بعد إدانتهم بالانتماء إلى مجموعات مسلحة. في حين أفرجت السلطات العراقية عن خمسة أشخاص في فترات سابقة، وأعدمت السجين عبد الله بلهادي في أكتوبر/تشرين الأول 2012 بعد إدانته بالانتماء إلى جماعات إرهابية.

ومنذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2001، سافر عدد من الشباب الجزائري إلى العراق للمشاركة في عمليات المقاومة، قبل أن ينخرط عدد منهم في تنظيمات مسلحة متعددة، بينها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.