رسالة والدة المعتقل المصري أنس البلتاجي إليه في محبسه

رسالة والدة المعتقل المصري أنس البلتاجي إليه في محبسه

10 اغسطس 2017
المعتقل المصري أنس محمد البلتاجي (فيسبوك)
+ الخط -
كتبت سناء عبد الجواد، زوجة القيادي الإخواني المصري المعتقل محمد البلتاجي، رسالة لابنها أنس البلتاجي "المغيّب في سجون العسكر للعام الرابع"، قالت فيها: "يقضي ابني أفضل سنوات شبابه في زنزانة انفرادية بين عدة سجون. يقضي 23 ساعة في زنزانته التي ليس فيها هواء ولا نور، بدون أدنى مقومات الحياة".

ويعد محمد البلتاجي من أبرز المعارضين المصريين، وتعرّض للاعتقال بتاريخ 29 أغسطس/آب 2013، ووُجهت له عشرات الاتهامات وصدرت في حقه ثلاثة أحكام بالإعدام والسجن لأكثر من 170 عاما، وتعرّض منذ اعتقاله لشتى أنواع التعذيب البدني والنفسي، وجملة من التنكيل الجماعي بأسرته، خاصة بعد إصراره على اتهام قيادات النظام المصري بقتل ابنته أسماء، في مجزرة رابعة العدوية، بتاريخ 14 أغسطس/آب 2013.

وقالت "عبد الجواد"، في رسالة نشرتها عبر حسابها الخاص على "فيسبوك": "حُرم من أخته الوحيدة، توأم روحه، فقد قتلها العسكر. حُرم من رؤية والده للعام الرابع، وهو بجواره في سجن آخر. حُرم من باقي أسرته، فقد أبعدونا عنه. حُرم من استكمال دراسته".

ورُفضت كافة الطلبات التي تقدمت بها أسرته ومحاميه لدخول الامتحانات، إذ كان طالبا بكلية التربية النوعية في جامعة عين شمس، كما أن إدارات السجون التي تنقّل بينها لم تسمح له بإدخال كتبه الدراسية أو أي كتب أخرى، بالإضافة إلى انتهاك حقه وحق أبيه في أن يحتجزا سوياً، وفقاً لما ينص عليه قانون لمّ الشمل.

وأضافت عبد الجواد: "يقضي الشباب أفضل سنوات عمرهم في السجون. يُنتقم من أنس لأنه ابن أبيه. من حق أنس أن يتنفس الهواء، أن يرى الشمس، أن يخطط لمستقبله، أن ينعم في وسط أسرته".

واختتمت رسالتها قائلة: "الحرية حق كفله الإسلام والقوانين والأعراف الإنسانية. انتقم الله ممن حرمك منا وحرمنا منك يا أنس. سيبدل الله حرمانك عطاءً في الدنيا والآخرة. سيكفيك الله يا أنس، أليس من توكل على الله كفاه. اللهم رد إليّ ابني وزوجي ردا جميلا. عسى الله أن يأتيني بهم جميعا".




وألقت قوات الأمن المصرية القبض على أنس محمد البلتاجي (24 سنة) في منزل أحد أصدقائه بمدينة نصر في القاهرة، في 31 ديسمبر/كانون الأول 2013، أثناء استعدادهم لامتحانات نهاية العام الدراسي، من دون إذن من النيابة العامة، واقتادوه إلى مبنى الأمن الوطني في مدينة نصر، وهناك تعرّض لأبشع أنواع التعذيب من تعليق وصعق بالكهرباء وركل ولَكْم، بحسب ما رواه لاحقًا، بالإضافة إلى التعذيب النفسي وإجباره على الحضور في غرف يُعذب فيها معتقلون آخرون وهو معصوب العينين، وذلك بعد أن رفض التصوير أمام أحراز وأجهزة بث ومبالغ مالية ضخمة، وأن يقر ومن معه في محضر أنهم ممولون لجماعة الإخوان المسلمين ويعملون لصالح قناة الجزيرة.

ورغم تبرئة أنس من قضيتين لُفّقتا له، وهما قضية الاعتداء على أحد الموظفين في سجن العقرب أثناء زيارة والده، والتي وقعت أحداثها قبل اعتقاله بعدة أيام، والثانية القضية المعروفة إعلامياً بقضية "خلية الماريوت"، إلا أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2015، حُكم عليه بالسجن خمس سنوات في قضية ثالثة اتُهم فيها بحيازة سلاح، من دون تقديم دليل على ذلك، سوى المقطع المصور الذي أُجبر هو وشقيقه على تصويره، بحسب محاميه الذين تقدموا بأكثر من طلب استشكال على الحكم، إلا أنها جميعاً قوبلت بالرفض.

دلالات