مقترحات تنموية لدعم أيتام غزة بمؤتمر دعم فلسطين بالدوحة

مقترحات تنموية لدعم أيتام غزة بمؤتمر دعم فلسطين بالدوحة

01 مارس 2017
مساندة أيتام غزة بعد 3 حروب دموية (الأناضول/Getty)
+ الخط -
تطمح مؤسسة التعاون الفلسطينية (مؤسسة أهلية) لعقد شراكات مع الجهات المانحة التي ستحضر "مؤتمر دعم فلسطين" في العاصمة القطرية الدوحة ما بين الثامن والعاشر من شهر مارس/ آذار الجاري، لتأسيس صندوق جماعي لدعم أيتام غزة بعد 3 حروب دموية شنها الاحتلال الإسرائيلي في الأعوام 2008، 2012، 2014.

وخلّف العدوان الإسرائيلي في محطاته الثلاث قرابة 4000 آلاف يتيم، تقوم المؤسسة بتنفيذ برامج طويلة المدى لدعمهم وصولا إلى مرحلة ما بعد التخرج من الجامعة، أو من دورات للتدريب المهني والتقني ليتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم.

وتعمل مؤسسة التعاون التي أسستها مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والفكرية الفلسطينية والعربية منذ عام 1983 على دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، لتجاوز العقبات التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي أمام كافة أوجه الحياة، وتعتبر واحدة من أكبر المؤسسات العاملة في فلسطين ومخيمات الشتات في لبنان، ويلامس عملها حياة أكثر من مليون فلسطيني سنوياً، واستثمرت منذ انطلاقتها قرابة 660 مليون دولار في مجالات: التعليم، ورعاية الأيتام، والثقافة وإعمار البلدات القديمة، وتمكين الشباب، والتنمية المجتمعية.

وقالت المديرة العامة لمؤسسة التعاون تفيدة الجرباوي، إنّ "المؤسسة ترى في حضور جهات متعددة من القطاع الخاص والجهات الحكومية، وصناديق التنمية، والهيئات المانحة، من مختلف أنحاء العالم في (مؤتمر دعم فلسطين) فرصة لتعزيز التواصل الاستراتيجي وصولا لتحقيق الأهداف المشتركة عبر الاستفادة من خبرة المؤسسة الطويلة في العمل التنموي داخل فلسطين".

وأوضحت الجرباوي أن الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة خلفت 4000 يتيم، تقوم مؤسسة التعاون بدعمهم انطلاقا من مبدأين اثنين؛ الأول حقوقي يرتبط بحق هؤلاء في الحصول على الرعاية الاجتماعية لكونهم أصبحوا في غاية الحاجة والعوز، والثاني يتعلق بإطلاق طاقاتهم الإبداعية من خلال الاستثمار طويل المدى في الإنسان الفلسطيني بغض النظر عن كونه يتيما أو لا.




وقالت في مقابلة مع "العربي الجديد": إنّ "مؤسسة التعاون تمتلك آلية للتدخل في دعم الأيتام من خلال برنامج الصحة النفسية الهادفة لتخليصهم من الصدمات الشديدة التي تعرضوا لها إبان الحرب؛ فبعضهم فقد أحبابه أمام عينيه، والبعض الآخر شاهد هدم منزله واستشهاد أقاربه، ويهدف الدعم النفسي لمنح الأيتام قدرا من الأمان يستطيعون من خلاله الالتحاق بالبرنامج الآخر".

وتابعت: بالإضافة للدعم النفسي تقوم المؤسسة بتوفير الحق في الصحة الجسمانية وفي التعليم للأيتام ابتداءً من رياض الأطفال ثم المدرسة بمراحلها المختلفة، ثم التدريب المهني والتقني، أو البرنامج الأكاديمي لمن يريد الالتحاق بالجامعات، من أجل الوصول إلى الاستقلالية.

وأشارت الجرباوي إلى أن برنامج دعم الأيتام يمتد على مدار 22 عاما، "لأنه يأخذ بالاعتبار أن هناك من أصبحوا أيتاما عندما كانوا في بطون أمهاتهم، وصولا إلى مرحلة ما بعد التخرج من الجامعة".


وقالت إن "العمل مع الأيتام يتم من خلال برنامجين: يطلق على الأول اسم (مستقبلي) ويتلقى من خلاله 1800 يتيم الدعم النفسي والصحي والتعليمي، وقد مضى على إطلاقه 8 سنوات ويتعلق بأيتام الحرب عام 2008، وهو يحتاج إلى 20 مليون دولار، متوفر منها 18 مليونا، ونعمل على توفير المبلغ المتبقي من خلال التواصل مع شركائنا".

ولفتت الجرباوي إلى أن "برنامج (وجد) لرعاية أيتام الحرب الإسرائيلية التي وقعت عام 2014، يرعى 2132 يتيما، ومضى على إطلاقه عامان، وهو يحتاج إلى 34 مليون دولار، تتوفر منها 15 مليونا، عشرة منها كانت منحة من صندوق قطر للتنمية، والخمسة الأخرى تبرع بها بنك فلسطين".

وقالت إن "مؤسسة التعاون تعمل حاليا من خلال التواصل مع الشركاء من أجل توفير المبلغ المتبقي". وأضافت: هناك الكثير من المتبرعين الأفراد الذين يكفلون الأيتام صحيا وتعليميا، بواقع 1500 دولار، لكل يتيم في السنة، وهناك الكثير من الحملات التي ننفذها خلال شهر رمضان ومواسم الأعياد المسيحية في أوساط فلسطينيي الشتات من أجل توفير موارد مالية مستدامة لبرنامج الأيتام.

وأكدت مديرة مؤسسة التعاون الفلسطينية أنها ستقدم إلى مؤتمر الدوحة المرتقب مقترحا للتركيز على المشاريع التنموية التي تكفل حياة كريمة على المدى الطويل لمحتاجي المساعدات، في الأراضي الفلسطينية، بدلا من الدعم الإغاثي على أهميته، ولكنه يبقى محدود الأثر.

وقالت: إن "كان الدعم إغاثيا فيجب علينا كمؤسسة عاملة على الأرض تحويله لينفذ بآلية تنموية".

وبالإضافة إلى برنامج الأيتام، تنفذ مؤسسة التعاون جملة من المشاريع الأخرى، منها ابتعاث أكاديميين فلسطينيين لاكتساب خبرات علمية وعملية في أمهات الجامعات في العالم، والعمل على ترميم البيوت في البلدات القديمة بالمدن الفلسطينية خاصة القدس، فضلا عن دورها في إعادة إعمار قطاع غزة.

وتعد اشتراكات وتبرعات أعضاء المؤسسة من رجال الأعمال في فلسطين والشتات مصدرا أساسيا لتمويل مشروعات المؤسسة، كما أنها تتلقى تمويلا من عدد من الصناديق العربية والدولية مثل: صندوق قطر للتنمية، وجمعية قطر الخيرية، وصندوق النقد العربي، والبنك الإسلامي للتنمية، وصندوق أبو ظبي للتنمية وغيره.

وتقر الجرباوي، أن الجوانب الإغاثية أكثر تحفيزا للمانحين انطلاقا من دوافع إنسانية وعاطفية، ولكنها ترى أن هذا المسار على أهميته يجعل من الفلسطيني يتلقى المساعدات بدلاً من أن يكون منتجا.

وأشارت إلى قصة نجاح تتعلق بقرية وادي غزة التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل وهجّر كافة سكانها (3000 نسمة) عام 2008، وقصفها بالقنابل الفوسفورية، ما جعل من أراضيها الزراعية الخصبة ملوثة، كما أدى ذلك إلى نفوق الثروة الحيوانية فيها.